الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٢ مساءً

انتفاشة زوامل الموت وازمة انهيار العملة

موسى المقطري
الثلاثاء ، ١٧ مايو ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٨ صباحاً
منذ انطلاق انتفاشة الحوثي المشؤمة وما تلاها من اسقاط لأركان الدولة وتحالف مع المخلوع عاشت البلد مآساة مضاعفة لم يسبق لليمنيين تجريبها شملت كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

في الجانب الاقتصادي تدحرجت البلد نحو انهيار مخيف تمثل بصور متعددة ، أخرها تدهور حاد في سعر العملة الوطنية مقابل الدولار تجاوز حاجز 300 ريال للدولار الواحد ، و هي المرة الأولى في تاريخ البلد يصل انهيار العملة فيها إلى هذا المستوى .

يعزي مراقبون ومحللون اقتصاديون هذا التدهور إلى أسباب عديدة كلها تأتي نتيجة عجز الانقلابيين عن إدراك متطلبات إدارة الدولة ، وظهر هذا العجز بشكل تصرفات لا مسؤلة تمثلت بسحب مبالغ مهولة من البنك المركزي باسم المجهود الحربي! بصفة شهرية، والسحب من الاحتياطي النقدي لدى البنك ، والتوجه نحو طبع اوراق عملة دون غطاء ، وهذا بحد ذاته قد يؤدي بالعملة الوطنية للإنهيار النهائي والوصول إلى الصفرية أمام العملات العالمية .

يعتقد الحوثيون أن إدارة الشؤون الاقتصادية تشابه نشاطهم في قتل معارضيهم ومهاجمة المدن وترديد زوامل الموت والحرب المقيتة ، وأن نهب البنك المركزي يماثل نهبهم لمنازل وأملاك مخالفيهم ، ولديهم القناعة أن طباعة العملة وطباعة ملازم الهالك حسين سواء بسواء ، كما يتصورون أن سلطة السطو والهبر للمؤسسات الحكومية _وخاصة السيادية منها_ سبيلهم الأوحد لإدارتها .

في الطرف الأخر يصر المخلوع _وبسلوك المنتقم _عبر أذرعته التي تتحكم في الكثير من القرارات الاقتصادية تحقيق ما وعد به ، والمتمثل بالانهيار الاقتصادي في حال تخليه عن الحكم! .

تجتمع حالياً ضد هذا الشعب كتلة من الغباء أورثتها ثقافة الكهوف ومدارس الحروب ، وروح منتقم لا يمانع ان تعود البلد للقرون الوسطى لاثبات نظرية "أنا أو الطوفان" .

هذا كله يعزز لدى كل القوى الخيرة في هذا الشعب السعي لاجتثاث هذين الشرين ، وتجنيب البلد المزيد من المأسي والدمار ، ولا خيار حالياً لليمنيين إلا الاصطفاف أكثر في موكب المقاومة ، والوقوف مع عملية استعادة الشرعية المدعومة من التحالف العربي ، والتي حققت وتحقق انجازات على صعيد استعادة الوطن المخطوف بأيدي تحالف الشر .

دلائل كثيرة تشير إلى قرب نهاية هذا التحالف ، وحبل الشرعية لا يفتأ يلتف حول رؤوس الانقلابيين .
والقادم بإذن الله أجمل .