الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٣ مساءً

شرعنة "داعش" اليمن

وئام عبد الملك
الاربعاء ، ٢٥ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٥١ مساءً
مع صدور قرار وزارة الخزانة الأمريكية التي أضافت تنظيم داعش في اليمن إلى اللائحة السوداء للتنظيمات الإرهابية، صار المولود غير الشرعي شرعيا، وهو الخطر الجديد الذي سيلحق باليمن، وستستفيد منه إيران ووكلائها والحلفاء، للابتزاز وشرعنة الانقلاب بحجة جديدة تتمثل بمكافحة الإرهاب.
تم التمهيد لذلك القرار بعد حرص تنظيم داعش على تبني أعنف التفجيرات الإجرامية التي حدثت مؤخرا في المكلا، واستكمالا لذلك السيناريو يتبنى التنظيم كذلك التفجيرات الإرهابية التي حدثت قبل أمس في العاصمة المؤقتة عدن، تعزيزا لحضوره أكثر.
وتزامن ذلك القرار مع مشاورات الكويت المنعقدة حاليا هناك والتي لم يتقدم فيها المتفاوضون قيد أنملة، بسبب رفض وفد الانقلابيين للمرجعيات الأساسية للمشاورات، ورغبتهم بتنفيذ رؤيتهم التي تبدأ من العملية السياسية، متجاهلين بقاء السلاح بأيديهم وسيطرتهم على بعض المدن، وهو ما تريد الدول الكبرى الداعمة لهم تمريره لشرعنة الانقلاب، فكانت ورقة الإرهاب هي العصا التي تريد من خلالها تلك الدول تضغط على الوفد الحكومي لتقديم التنازلات، والتأسيس ليمن لن يستقر لا هو ولا المنطقة العربية مع تزايد النفوذ الإيراني، الذي صار يعبث بدول أفريقية كثيرة خاصة في شمال القارة.
وزاد الضغط على التحالف العربي والحكومة الشرعية، للحيلولة دون الحسم العسكري، مع تصنيف محافظ محافظة البيضاء نايف القيسي كداعم للتنظيمات الإرهابية، ومورست الضغوط الكبيرة على السعودية، خاصة مع إدراج تنظيم داعش فرع السعودية ضمن اللائحة السوداء، ومحاولة الكونغرس الأمريكي تمرير مشروع قانون يسمح بمحاكمة مسئولين سعوديين، بتهمة التورط في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، ونتيجة لاستمرار ابتزاز السعودية، هددت المملكة بسحب استثماراتها من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقدر بحوالي 16 مليار دولار في أذون وخزانة السندات الأمريكية.
بداية ظهور هذا التنظيم في اليمن كانت خجولة للغاية، ولم يتبن تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية، على الرغم من عمله التخريبي وبصمت، وتعمده التغييب الإعلامي، ولم يصدر عنه بيانات صحفية توضح أهدافه بدقة، وتزامن ظهوره مع بدء عاصفة الحزم في مارس/ آذار 2015، التي قادتها السعودية، لدرء الخطر الإيراني الذي استهدف اليمن، ليكون البوابة التي سيتم من خلالها الوصول للمملكة العربية السعودية.
كما أن هذا التنظيم ما زال غير معروف، ولا يوجد له قيادات ميدانية معروفة، ومناطق نفوذ محددة، والكثير منا استبعد أن يكون لداعش مناطق نفوذ أخرى، غير العراق والشام، ليتبين بعد ذلك أن التنظيم لم يظهر إلا في مناطق الصراع، والتي تشهد أوضاعا أمنية غير مستقرة، وفي بعض الدول المستقرة أمنيا، تمهيدا لقرارات دولية أخرى، وكان مجرد أداة يستخدمها أطراف الصراع.
"داعش" عده كثير منا مجرد ذراع استخباراتية للرئيس السابق صالح وحلفائه، يستخدمها متى يريد، خاصة في المناطق التي يتم تحريرها من أيدي الانقلابيين، أثبتت الأيام أن التنظيم بدرجة رئيسية هو ذراع استخباراتية دولية، بعدما تبين نشاطه، وتوقيت استخدامه في مختلف دول العالم، ومثله مثل كل التنظيمات الإرهابية التي يتم صناعتها لأغراض سياسية.
لقد لعبت إيران ووكلائها في اليمن، على وتر الإرهاب، وهي لا تكف عن فعل ذلك، وقد نجحت في ضرب خصومها في المنطقة باستخدام هذا الملف، ولو لم يكن الإرهاب مسيسا بما يتماشى مع النظام العالمي الجديد، لنجحت الحكومة والتحالف في سحب هذه الورقة من أيدي الانقلابيين.