السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً

إلى عبدالملك الحوثي: لا تراهن على الوهم

د. صالح سميع
الخميس ، ٢٦ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٣١ صباحاً
لا تعتقد أن الله اصطفاك واختارك من فوق سبع سموات لتحكم اليمنيين بقوة السلاح وبصرف النظر عن رضائهم ، واختيارهم واعلم أن اعتقادك هذا وهم، شديد الفساد، وأن اليمن ستقاتلك ببشرها وشجرها وحجرها، مهما طال الزمن ، وأياً كانت التضحيات ، لأنها تؤمن بشوروية الحكم ، وديمقراطيته نزولاً عند قول الله - تعالى- (وأمرهم شورى بينهم).

ثم : عَلَام راهنت في عنادك وغرورك تجاه المنهج السلمي في إصلاح جناياتك على اليمنيين في حرثهم ونسلهم ، وتصر على منهج الحرب حتى النهاية ؟

أتراهن على العالم وشرعيته الدولية ؟ المجتمع المتمدن وشرعيته ليست معك ، ويقول لك - في صراحة ووضوح - : عد عن انقلابك، وأعد مؤسسات الدولة إلى أصحابها الشرعيين، وسلم السلاح وانسحب من المدن ، وعجل بإطلاق المختطفين والمحتجزين ، ولم يكتف بذلك ، بل فرض عليك - وبعض أعوانك وحلفائك- عقوبات دولية، وكل هذا وذاك تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

أتراهن على دعم ومساعدة مٓنْ صنعتك على عينها وهي إيران وحليفاها في دمشق وبغداد.. هذا هو الآخر رهان خاسر : فمنذ انقلابك المشؤوم لم يجرؤ أي منهم على مجرد الاعتراف بك، ناهيك عن الدعم المادي الظاهر والسخي .

أتراهن على تغيرات دولية (ما) قد تأتي لك بالبشرى؟ هذا ليس رهان العقلاء من الناس، بل أحلام يقظة يحلمها العاجزون والمتورطون، وثق – يا عبد الملك - أن العالم لم ولن يعترف بجنونك وجنون بقرك لا الآن ولا في المستقبل القريب والبعيد ، وأن هذا ليس برهانا وإنما هو من باب الأماني ، ومخادعة الذات .

أتراهن على قوتك في الداخل ، أنت وحليفك عفاش؟ وهذا رهان أوهن من بيت العنكبوت !! لأنك تعلم ونحن نعلم والإقليم والعالم يعلمان أن مصادر قوتك تتآكل يوما بعد يوم ، وأن هذه المصادر ستغدو عدما في وقت ليس ببعيد ، ثم لا تنس أن حليفك الداخلي لم يعترف لا بإعلانك الدستوري ، ولا بلجنتك الثورية لا العليا منها ولا السفلى.

أتراهن بالقول : بأن الله معك وكفى به نصيرا حسيباً ونصيرا ، وأنه قد تكفل بنصرة أوليائه!!!!؟؟؟؟
هنا أقول لك : بأن هذا ليس برهانٍ رابحٍ قط، لسبب بسيط وجوهري وهو أنك عبد مُتٓغلّب، أهلكت حرث اليمن ونسلها بصورة مباشرة وبالتسبب، والله العادل الحكيم الرحمن الرحيم لا يكون مع هكذا حاكم قط.

اقرأ هذا بهدوء ، وجانب عزة الإثم ، فلربما وجدت فيه لنفسك أمرا رشدا.