الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٦ صباحاً

انقلاب تركيا وعيوبنا الذاتية

حسين الوادعي
السبت ، ١٦ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١٠:٣٢ مساءً
عندنا نهتم بالأحداث في البلدان الأخرى فذلك لأننا نقرأ ذواتنا فيها.
نكتشف عيوبنا وتناقضاتنا في ردود فعلنا نحوها.
الإنقلاب الفاشل في تركيا ليلة أمس كشف كم أن وعي الحرية والديمقراطية لا زال متدنيا في الضمير العربي.
شاهدنا الإسلاميين يرفضون الانقلاب بإسم الديمقراطية لكن من دون ايمان حقيقي بقيم الديمقراطية. تلك القيم التي ضعضعها أردوغان نفسه بإغلاق وسائل الإعلام الإجتماعي والتضييق على الصحافة واختراق أجهزة الدولة ومحاولة تعديل الدستور لوضع كل السلطات في يد الرئيس.
صارت الديمقراطية شعارا ضروريا لمواجهة الإنقلاب رغم أنهم بالأمس كانوا يحرضون اردوغان على الغاء الديمقراطية والعلمانية واعلان الخلافة وتأسيس الحكم على الشريعة والدين.
وشاهدنا العلمانيين يدافعون عن الديمقراطية إلا إذا أوصلت الإسلاميين للسلطة ويؤيدون الانقلاب لمجرد انه يرفع شعار العلمانية، ويتحدثون باسم الشعب في نفس الوقت الذي يرون فيه أن الشعب لا يستحق الديمقراطية لأنه سيسيء استخدامها.
علمانيون يرفضون حرية الإختيار والضمير مع أنها أول مباديء العلمانية.
ينتهي الانقلاب بعد ساعات فينتقل الإسلاميون من الخطاب الديمقراطي الى الخطاب الفاشي. يصبح أردوغان هو الوطن، وحزب أردوغان هو الشرعية، وتبدأ دعوات التطهير والتصفيات والتخوين متجاهلة كل وجود للقانون والحكم الديمقراطي الذي كانت تتباكى عليه بالأمس.
في المقابل يعود العلمانيون لخطاب الديمقراطية قائلين أننا أيدنا الانقلاب لأن اردوغان كان يسعى للقضاء على الديمقراطية والجيش جاء ليحميها.
إسلاميون يرفضون حكم العسكر لكنهم يقاتلون من أجل حكم الكهنة ورحال الدين، و علمانيون يرفضون الديمقراطية إذا جاءت بمن يختلف معهم في الفكر ويفضلون رصاص العسكر عليها.
نقرأ تشوهات الذات في مرآة الاخر لا أقل ولا أكثر.