الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٣ مساءً

التحالف يكرر تجربة الحرب الثالثة بصعدة ..

عباس الضالعي
الخميس ، ٢١ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً
مع الأسف الشديد يمكننا اليوم أن نقول وبكل ثقة أن الطريقة التي تدار بها الحرب في عملية تحرير اليمن وفي أكثر من جبهة شمالاً وجنوباً وشرقاً ووسطاً, هي الطريقة التي حرص الحوثي أن يجر بها الشرعية والتحالف إليه, بما قد يقربه من النصر إذا استمر الحال كما هو عليه الآن.!!
في المرحلة السابقة لانطلاق عاصفة الحزم وبعدها بقليل كانت المدن الجنوبية والشرقية تستعاد من قبضة الانقلاب بهيبة الشرعية وقوة التحالف وإرادة الناس وتفاعلهم الشديد مع القضية.

وعندما تلاشى ذلك الآن وسط حسابات ضيقة هنا وعبث هناك وفقدان الثقة لدى الشارع اليمني بجدوى حسم المعادلة سريعاً ، عادت الحرب الى مربع حرب العصابات والاستنزاف المباشر للطرفين ، والذي يعني أن الحرب لن تكون نزهة لأي طرف ، بما يؤكد أن أبوابها مشرعة لفترة قد تطول, وحسمها بالسنين والعقود وليس بالأشهر.

حتى اللحظة لا تقول المؤشرات أننا استنفدنا من تجارب سابقة, وكيف أن الإطالة بالحروب في مجتمع كاليمن تكون لصالح حرب العصابات على حساب الدول ، فما فعله صالح من تمدين وتوطين للحوثيين وتوسيع نفوذهم بعد أن تلقوا ضربات موجعة آبان الحروب الست ، هو عين ما تقوم به دول كالولايات المتحدة الامريكية ومعها دول خليجية, بما يعني أننا سنصبح ذات يوم وقد باتت اليمن بالكامل في أيد هذه العصابة, مالم يكون هناك حسم جدي وواضح وسريع لما يجري ويحظر لليمن.!
حجم المؤامرة اليوم على اليمن كبير يتجاوز تلك الحسابات الضيقة ذات التفكير الضحل, والتي تريد أن ترسم مشهد تمسك بتفاصيله بالكامل في حين أن هذا المشهد في حقيقة الامر يخرج عن السيطرة من يوم لأخر.

قد يبدوا الحوثيون في لحظة ضعف شديد كتلك التي كانت مع الحرب الثالثة بصعدة أمام ضربات الجيش الحكومي, ولكن بسبب غياب الرؤية لدى الدولة حينها والتحالف والشرعية الآن سنكرر نفس الخطأ وسنحصد نفس النتيجة مع فارق أن اليمن لن تكون يمناً والجوار لن يكون بنفس الحال.!!