الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ مساءً

من يقف وراء المجلس السياسي للحوثي وصالح ..؟!

عباس الضالعي
الأحد ، ٣١ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١٢:٤٩ مساءً
ذين يقولوا انه لا جديد بإعلان مجلس لادارة اليمن من الحوثي وصالح يتجاهلون طبيعة الاحداث والمتغيرات من حولنا .

كتبت يوم اعلان الاتفاق انه لايمكن لعلي صالح اعلان تشكيل مجلس دون وجود ضوء اخضر لذلك ، والحقيقة ان الضوء الأخضر كان موجود ومن دول خليجية وضوء اخضر دولي واممي ..

كانت السعودية منذ سيطرة الحوثي على صنعاء وتحديدا منذ اعلان عاصفة الحزم وهي تحاول مع علي صالح عن طريق شخصيات بإنهاء الانقلاب وانهاء سيطرة الحوثيين على السلطة ونجحت تلك المساعي أخيرا ..

لو عدنا قليلا الى الوراء وتجردنا عن العاطفة لمناقشة الوضع بتجرد ومنطق سنجد ان الاحداث مترابطة امام هدف واحد وهو إزاحة التيار الإسلامي الحركي المنظم ..

ليس الهدف الحوثي بالدرجة الأولى ، وهذا الكلام صعب يفهمه أصحاب العاطفة لان الشعارات وتفخيخ الضخ الإعلامي مؤثر على تفكيرهم ..

الحوثي لم يسيطر على البلاد دون دعم إقليمي " خليجي " ودولي واممي والكثير يعرفون التفاصيل ، وعلى هذا فإن الحوثي بالنسبة للعقيدة السياسية والأمنية والعسكرية الخليجية لايشكل خطرا على هذه الدول ، الخطر بالنسبة لها هو التيار الإسلامي الحركي المنظم ..

اليمن تقع ضمن دول الربيع العربي الذي برز التيار الإسلامي كقوة سياسية صاعدة ، وماحدث في مصر وليبيا وتونس وسوريا يحدث باليمن وان اختلفت الوسائل لكن النتيجة واحدة وهي إزاحة التيار الإسلامي عن السلطة .. الازاحة لها درجات أيضا ..

لو كانت الاحداث وفق الضخ الإعلامي وخاصة الخليجي فلن يكون هناك انقلاب بعد أسبوع من انطلاق عاصفة الحزم لدول التحالف العربي ( عشر دول ) بمعنى ان الهدف لم يكون الحوثي بشكل مباشر وانما وسيلة للعبور الى مفاصل التيار الإسلامي ..

اكثر من سنة ونصف عاصفة واليمن تحت السيطرة عسكريا لدول التحالف ولم ينتصروا على مليشيا ، شيء لا يصدقه العقل والمنطق ..

يوم اعلان مجلس الحكم الجديد يوم 28 يوليو الماضي اعلن وفد الشرعية بالكويت انتهاء المشاورات ، ولم يغادروا بل عادوا للمفاوضات ، وبمجرد العودة يعني اعتراف بالمجلس الجديد ، اعلان المغادرة والبقاء ليس بيد فريق الشرعية وقيادة الشرعية ، دولة بحجم السعودية لا يمكن اطلاقا ان تتمسك بشخص مثل هادي الذي تعرف انه لا قيمة له ولا تأثير في الداخل اليمني ، هي تتمسك به لاجل استكمال نضوج الطبخة للتيار الإسلامي الحركي..

لنكن اكثر واقعية .. ماهي ردة فعل السعودية ودول التحالف والعشر والثمانية عشر والمجتمع الدولي بكامله على اعلان مجلس الحكم الجديد ، المواقف كلها لم تتجاوز حدود التغريدات التويترية

ومصطلحات الإدانة ( خرق ، خروج ، قلق ، تعنت ووووو) وهذه المواقف مقارنة بالوضع الذي تعيشه اليمن تحت سيطرة دول التحالف عسكريا تعتبر مواقف داعمة للإعلان وان كان من تحت الطاولة ..
لو كان الإعلان يمثل خطرا على دول الخليج فإن الرد كان غير ذلك ، بل خلال ساعات ، دول الخليج ممنونة جدا للخطوة التي قام بها صالح وسيأتي اليوم الذي يعترفون فيه بأنه هو الذي انهى الانقلاب الحوثي وليس هادي ..

كلام علي صالح اليوم هو كلام عام وفضفاض للاستهلاك الإعلامي فقط ، اما الحقيقة من وراء كل هذه المتغيرات ( عاصفة ، وتطويل موعد الوهم " الحسم " ، والمشاورات ، والضغوط الدولية ، وإعلان مجلس الحكم ) كلها تأتي ضمن الترتيبات الحقيقية لاستبعاد التيار الإسلامي الحركي الذي يعتبر العدو الأول لدول الخليج وفق تصنيفها وليس التصنيف الواقعي ..

الحوثي – صالح أدوات من أدوات استبعاد هذا الخطر والاحداث ميدانيا هي الحكم ..

كلام كثيرحول هذا الموضوع والأيام القادمة كفيلة بتوضيح الحقائق .