الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٠ مساءً

عفاش قرع الطبل .. أهلا بك سيادة الملعون..!

محمد المياحي
الأحد ، ١٤ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٣ صباحاً
اقرع طبلا في الشارع وسيتجمع حولك المارة والمتسولين، ستحظى بهالة عابرة من نظرات المشردين ، وعدد أخر من الهازئين يتندرون من عقلك المتحرك مع الصحن والعصا، وفريق ثالث مدمن سخرية سيشبعك تهكم شديد السخونة ، يلسع جلدك اليابس، ومع هذا لا تلتفت اليهم استمر في تفريغ فضلاتك امام الجميع، واصل رعشة الهلوسة في رصيف التاريخ، أهم ما في الأمر استحواذك على اهتمام الجمهور لبعض الوقت، تلك ازمتك النفسية وهذه الطريقة الوحيدة لعلاجها ..
➖➖➖
هكذا أراد عفاش استجلاب حشد من الناس؛ ليحدقون في لعبته الجديدة. انعقاد مجلس النواب ، منح الثقة للمجلس السياسي المزعوم . باعتقادي ان مجرد الانخراط في تفسير قانونية الفعل من عدمه ، يعد انجرافا ساذجا مع رياح المشعوذ اللعين ، هذا الذي كنسه الشعب قبل خمسة أعوام عاد يمارس الرذيلة من جديد، يا له من مجنون بشع ، يظن الملايين تاهت ونست نكهة الدم الذي شربه من عروق المساكين ..
➖➖➖
تعامل الناس مع نبأ تشكيل المجلس السياسي، و انعقاد مجلس النواب، بهاجس تخلق نظام جديد، وأن شيئا ما له وجاهة ومنطق قد حدث، وهذا حدس شعبوي مغلوط ومشوش، أحدثه الزخم الاعلامي المصاحب لهذا النبأ، ففي حين كان يجب أن نصب أنهار من الهزل المفتوح عليه، وسحب من الغضب تجاه هذا الكائن المأفون الذي ما زال مستمرا في قتلنا ، ويمارس فاحشتة كل يوم بمظلة جديدة، بدلا من هذا ذهب البعض يتوجس من حركته الساقطة هذه، ويشعره_ من حيث لا يقصد_ ان نصرا معنويا قد تحقق له ، وأنه ما زال يملك أوراق سميكة يلهو بها في وجوه البائسين، فيما الحقيقة ان القاتل أضحى مدمي الجسد، يبحث عن شرخ في ثقوب التاريخ ينجو بحياته ، لا حشد اليوم ولا مجد ولى القديم والماضي ارتحل ..
في الاخير تكمن ازمة المتجمهرين حول الطبل ، لكوننا امام مزاج شعبي مكدود، ارهقه الانتظار بلا اشارة في الأفق ، لا يكاد يتبين من امره شيء، كلما صادف ريح هب معها ، حتى يأتي الخلاص النهائي من هذا الأخدود الكبير ...