الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٥ مساءً

ما هي رسائل مصر لليمن؟

يوسف أيوب
الأحد ، ٢١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً
رسالة حاسمة وقوية بعثت بها مصر إلى أطراف الأزمة اليمنية، سواء في الداخل اليمنى أو في المحيط الإقليمي، الذي يلعب في اليمن بأن مصر ستبقى مساندة للشرعية ولن تتخلى أبدًا عن دعم الشعب اليمنى، انطلاقًا من محددات مختلفة على رأسها حماية الأمن القومي العربي والمصري من أطراف إقليمية تحاول العبث به مستخدمة في ذلك يمنيين يدينون بالولاء للخارج أكثر من حرصهم على دعم وتقوية الدولة اليمنية.

ربما جاءت مصادفة، لكنها كانت أيضًا رسالة، حينما استضافت القاهرة وعلى مدار أربعة أيام أحمد عبيد بن دغر، رئيس وزراء اليمن، في وقت ناقض الحوثيون ومعهم جماعة على عبدالله صالح، ما انتهت إليه مشاورات الكويت، حينما دعوا ما سموه بالمجلس السياسي للانعقاد في مقر البرلمان اليمنى بصنعاء، في تأكيد جديد أن الحوثيين لن يتراجعوا عن انقلابهم، وأنه لا ينظرون بأي تقدير لكافة المساعي الدولية والإقليمية الرامية إلى حلحلة الوضع في اليمن.
بالتأكيد كانت مصادفة، لكنها جملت معاني كثيرة، فالحوثيون وصالح يجتمعون في مقر البرلمان اليمنى المغتصب منهم، والقاهرة في نفس الوقت تستضيف الرجل الثاني في الشرعية اليمنية بعد الرئيس عبدربه هادى منصور، وكأن القدر أراد أن يؤكد للجميع بأن مصر مع اليمنيين والشرعية الدستورية المدعومة من الشعب، وأنها أيضًا الملاذ الأمن لكل اليمنيين أن ضاقت بهم السبل.

بن داغر الذى استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزير الخارجية سامح شكري، وأجرى أيضًا لقاءات مع شخصيات معارضة يمنية بالقاهرة، كان واضحًا وصريحًا حينما التقيته مع مجموعة من الصحفيين المهتمين بالشأن العربي واليمنى تحديدًا مساء الثلاثاء الماضي، بأن هناك تعويلا يمنيا قويا على الدور المصري، خاصة في النطاقين الإقليمي والدولي، مثنيًا في الوقت نفسه على الدور المصري بقوله «يكفينا وجودها في التحالف العسكري، وهى لو وقفت سياسيا وإعلاميا يكفينا هذا، لأن دورها مهم جدا ونحن راضون عن الدور المصري»، مع الإشارة أيضًا إلى أن اليمن حصلت ولا زالت تحصل على الدعم السياسي والخارجي من مصر، خاصة من خلال عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن.

بن داغر وصف زيارته للقاهرة بأنها «مكسب كبير ومحاولة للقاء القيادة المصرية ممثلة في الرئيس السيسي، ونحن الآن نتحدث عن حلول سياسية لا تضر مستقبلا باليمن والأمن القومي العربي والمصري تحديدا، ونحن نتلقى دعم مصر في مجلس الأمن، كما أكد لنا الرئيس السيسي استمرار هذا الدعم تجاه الشرعية اليمنية».

الدعم المصري لليمن وفقًا لما سمعته من داغر لا يقتصر على الجانب السياسي فقط رغم أهميته، فهناك جوانب أخرى مهمة، أخذت جزءا مهما من مناقشات ومباحثات داغر بالقاهرة، منها استقبال اليمنيين بالقاهرة والتخفيف من قيود منح تأشيرة الدخول وهو ما وعد الرئيس السيسي بالنظر إليه، فضلًا عن طلب اليمن من مصر مشاركة المؤسسات المصرية في عملية إعادة الأعمار المتوقع انطلاقها قريبًا، بالإضافة إلى مشاركة الأزهر في تقديم المزيد من الدعم العلمي والدعوى لليمن من خلال استضافة أئمة اليمن لتدريبهم على برنامج مصمم لمواجهة التحديات والقضايا المعاصرة، التي تهم الشأن اليمنى، وتبث فيهم روح الانتماء والولاء للوطن، وذلك على نفقة الأزهر دعمًا للشعب اليمنى.

منذ اندلاع الأزمة اليمنية بانقلاب الحوثيين وعلى عبدالله صالح، على الشرعية الدستورية في اليمن، ومصر تقف في خندق واحد مع اليمنيين ضد كل محاولات تقويض الدولة اليمنية، التي وجدت نفسها في حرب أمام عدوين هما إيران عبر ذراعها «الحوثيين»، وتنظيم القاعدة، وستبقى مصر مدافعة عن الدولة اليمنية، بإيمان قوى أن اليمن مصدر قوة للأمن القومي العربي، لذلك يجب الدفاع عنها أمام أية أطماع، لذلك جاءت رسالة الرئيس السيسي لرئيس وزراء اليمن، لتحمل كل أهداف الدولة المصرية تجاه الأزمة اليمنية: «دافعوا عن مشروعكم وقضيتكم وعليكم البناء في المناطق التي تم السيطرة عليها من جانب الحكومة، وأن تتجنبوا الدخول في صراع مُسلح طويل الأمد».

*اليوم السابع