السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٠ صباحاً

لماذا يٌقتل الأطفال يا الهي...؟

محمد المياحي
الثلاثاء ، ٠٤ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٠٥ مساءً
مّ تفتش يا الهي في هذا الليل؟ عنّا ، عن الاطفال، عن جثث ملقاة على الارصفة ام عن قاتل مطمئن في مترسه؟ اخبرنا يارب، هذا هو مسلح تابع لك يقتلنا تحت عينيك بكل هدوء ،! اننا نذبح كل يوم دون حماية منك ، لماذا تركتنا لوحشة الحرب وجوع القتلة يا الله؟ اظنك تنظر الينا ونحن ننزف ثم لا تتدخل لانهاء هذا الجحيم ً، انهم يعذبوننا بديلاً عنك، واسأل ابي :كيف يسمح لهم الله بقتلنا ونحن نحبه؟ انني لا افهم، اوضح لي قصة الموت هذه يا الله..
◾انك يا مولاي تنظر إلى دم الاطفال مسكوباً فوق الاحجار ولا تمسح دمهم الحزين من على تراب المدينة ، قال لنا رسولك ان هذا عملا بالغ الشناعة يثير غضبك؛ لكننا_ معذرة _لم نلمس رائحة هذا الغضب بعد؟ نثق في عدالتك لكنها عدالة بطيئة لا نفهمها ولهذا غرقنا في نهر من اليأس، ولهذا نحزن لأنك هجرتنا في ليل من الدم الغزير...
يارب القاتل :
ليست هذه المرة الأولى التي ارى فيها جسد طفلٍ من حرير مكفن بالدم، في احد شوارع مدينتي ؛ لكنني هذه المرة بكيت بشكل مختلف ، كنت اغرق بهاويتي واستذكر تساؤل الفلاسفة :لماذا يٌقتل الاطفال يا الهي؟ اليس من الجيد ان ترفعهم اليك ريثما تنتهي الحرب، ثم تعيدهم يلعبون مع الغمام وينتجون الحياة من جديد..؟
نشاء ان نحيا وتشاء لنا ان نموت، نريد ان نحدثك من صروح المساجد وتريد لنا الصعود اليك، انت تعلم يا الله : نحن لم نحيا كثيراً، نحن في طريقنا للبحث عن حياة وبرغم هذا نسقط في الموت ، أتراك ترى ان ضريبة بحثنا عن الحياة هي الموت؟
يموت الاطفال، فواكه الفرح تذبل في باكورة الصيف، تصفّرٌ الحياة، يتلف الوجود، نٌدفن اجساد اطفال من زهر في تربة وجلة، ونعود لنستقبل قذيفة موت جديد ، اقترب منّا لنعاتبك يا الهي، افتح لنا نافذتك لنجهش بين يديك، نٌسَلّم لك جرحنا ونستسلم لمشيئتك عند الفجر..
اخيراً :
اذا ما كنت يا خالقنا قد خلقتنا للموت ، فهذا حق مطلق لك، لكننا نريدك ان تعرف هذا :
نحن يا الهي بحاجة لهدنة بين اجسادنا المهشمة وبين الموت..
نحن بحاجة لنومٍ كثيف في ضحى الموت حتى نلتقيك..
عٌيونَنَا منهكةٌ من مشهد الحرب اللعين ، انقذنا بنومة كبرى من نارها الاخيرة..
ما من موضع رصاصة في اجسادنا ، ان جلودنا مشوية تماماً ونحن مطعونين في عمق ارواحنا، ولم نعد مزيد من العذاب في ارضك...
تباهى بجثث الاطفال فها هم يصلون اليك من كوكب الارض، وعلى نعش كبير تزحف مسيرتهم نحوك كل يوم، اخبر القيامة انها ظلمت ارواح هولاء كثيراً، كيف يموت الاطفال وهم لم يكبروا بعد..