الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٢ صباحاً

الحُسين يرد على عبدالملك‎

عبد الخالق عطشان
الاثنين ، ١٠ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٥٨ صباحاً
حين غاب عن الحوثيين صدق الهدف وسلامة المقصد كانت الوسائل عبثية وتدميرية لتحقيق مآربهم وحين عجزوا عن ايجاد طرائق للتعريف بانفسهم وفكرتهم سوى العنف والقهر اتخذوا من مناسبات آل البيت عليهم السلام محطات يتوقفون عندها ويستغلونها لنشر غلو مذهبهم ، فيتنقلون من مولد( النبي ،علي،فاطمة،الحسن،الحسين،زيد،..... ) ثم يطلون في ذكرى وفاتهم وغديرهم وصولا الى يوم الشهيد واخيرا ذكرى النكبة 21سبتمبر محاولين توطين انفسهم وفكرهم جغرافيا وتاريخيا ووطنيا ولكن... هيهاااات.

يطل سيدهم عبدالملك في عاشوراء ذكرى استشهاد الحسين بن علي عليهما السلام وكأنه- الحوثي- يحذو حذوه ويسير على نهجه ولو سمعه (حُسيننا) لرد عليه قائلاً:
ياعبدالملك : خرجتُ على بني أمية وهم قد فتحوا بلاد السند والهند والاندلس وقدموا للاسلام مالم تقدمه أنت ولا غيرك لبعض مظالم اقترفها بعض ولاتهم ولانهم حولوا مجرى نظام الحكم من الشورى واختيار الأكفأ الى الوراثة ولم اتعلل باسقاط جرعة واتستر بمكافحة فساد وادعي تنفيذ مخرجات حوار لأسقط جمهورية ونظام ديمقراطي شوروي واحوله لحكم امامي بالغلبة والقهر وأنهب مؤسسات دولة ومقدراتها وأوطن آل بيتي في مفاصل دولة أَسَرتها واغتصبتها وفتنة أيقضتها فما نامت لليوم..

ياعبدالملك :خرجتُ من مكة ثائرا مع العشرات من آل بيتي الأطهاروناصحني اخواني من صحابة جدي غير أني اجتهدتُ في الأمر وسبق القدر رأيي فمضيتُ سائرا لا ألوي على شيء إلا أن أرد الأمر الى نصابه وفي طريقي لكربلاء لم أُهجر مخالفا لرأيي ولم انتهك حرمة غاضب لأمري مررت بمساجد وقرى كان يُدعى فيها لأمراء بني أمية فما فجرتُ مساجدهم ولا هدمتُ دورهم وانما قابلتهم بسماحة جدي وقابلوني بالدعاء وودعوني وداع شهيد ، خرجتُ بأهلي وعشيرتي وشعاري شعار جدي ( وما أرسلناك الا رحمة) لم يكن لي شعارا للموت كشعارك الذي استوردته من فارس شعار الموت فلم أقل ( الموت لبني أميمة أو اللعنة لبني سفيان) ..أما أنت فهجّرت كل مخالف لطريقة تسويق مذهبك وانتقمت بالتفجير ممن رفض نهجك وحاصرت المدن وقتلت الأبرياء والعُزل وجئت لتُرجع الأمة القهقري وتريدها إمامة ووراثة وعنصرية وسلالية وماقلتُ بها ولا قال بها أبي ( علي) ولا جدي ( النبي) ..أرسلتَ الأبرياء من الأطفال والعاطلين إلى المهالك وسيجت نفسك بالعزلة والاختباء في الكهوف فأي إقدامٍ حملتَ وأي شجاعة تمثلتَ وجئت تدعي بأنك وبغيك على نهجي وثورتي.... هيهااااات .

يابن مران : لمّا تبين لي حين وصولي كربلاء أن اجتهادي كان بشريا محضا ولم يكن وصية مقدسة أو قولا معصوما ورأيتُ أن من واعدوني النصرة قد خذلوني أدركت حينها حقيقة نصح بن عباس وابن عمر وان من خانوا ( عليا) سيخونون ( حسينا) وقد خانوا بعدها ( زيدا) فقبلتُ بحوار مبعوث بنو أمية وخيرتهم في العودة من حيث أتيت أو تركي للذهاب للجهاد في ثغر من ثغور الاسلام أو ذهابي حرا أبيا الى يزيد غير أنهم أبو إلى مذلتي فآثرت العزة والشهادة مع جل أهل بيتي ..... وهيهااااات منا الذلة ، وأنت واهلك تعيشون في بحبوحة العيش ومن ملكت أمرهم تسومهم سوء العذاب قتلا وتشريدا وتجويعا ومادخلتَ في حوار إلا ومكرتَ فيه وعرقلتَ واشترطتَ لنفسك ولأ هلك مايجعلكم عِلية القوم وغيركم دونكم قدرا ومكانة ونسيت ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم)..
سلام الله على (الحسين بن علي) سيد الثائرين وإمام المقاومين للظلم والطغيان.