الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٠ صباحاً

هذا صالح : حفار القبور يبيع جثث المساكين..!

محمد المياحي
الاثنين ، ١٠ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً
مهرجان الموت بشع، خرائب البلدان تٌكدِس الوحشة ملء المكان، الجميع مصعوق من هول الفاجعة ؛ لكن هناك ما هو اكثر بشاعة ودناءه من هذا كله..

🔷انظر الى اؤلئك الذين سمعتهم في البارحة يصرخون ضد المحرقة، هاهم اليوم يلعقون الدم، وبعدها بقليل يحولون الجثث إلى بضاعة قذرة في رفوف متاجرهم السياسية، انهم يرون اجساد الضحايا مواد سوقية منتهية الصلاحية، يدفنون الجثث المتفحمة ثم يعرضون صورهم في السوق السياسية الرخيصة، ويبدأون في مسلسل النحيب واستجداء التعاطف الدولي والبحث عن نقود سياسية نظير هذا الموت...

الممحون صالح وأجيره عبد الملك نفخوا صور القيامة وخسفوا بالحياة كلها، تصاعد المشهد الدرامي وبلغ منتهاه، ومع كل ارض وطأتها الحرب كان باب الجحيم ينفتح على الجميع؛ فالحرب شمطاء تعشق دم الطفل كما تفعل مع بائع الايسكريم، وبالآلة نفسها يموت الطيبون والمجرمون على السواء..

في البارحة كان عبد الملك وصالح ينظران الى المشاهد ويفكرا بأكثر الطرق فاعلية في المضاربة بالسعر السياسي للمذبحة في يوم تأبين الجثث، لا يوجد ما هو اكثر جهنمية من المتاجرة بمآسي الشعوب..

انك يا عبد الملك ترى الان جثة، وفي الغد تتحول انت الى جثة ايضاً، ان طريقة تعاملك مع مشاهد الذبائح يحدد الى أي مدى ما زلت حياً..؟

يمكنك يا صالح ان تكتب بيان ادانة تٌخفي فيه شعورك البربري بالنذالة ، تقول فيه انك تشعر بالحزن من هذا الجنون الجماعي واتلاف ارواح الناس بالجملة، ثم لا تكف عن اظهار وجهك المغسول بالدم حين تطالب بحشد ما تبقى من ابناء القبائل لتعمم الموت على الجميع...

انت يا ذات النفس الماجنة تحاول تكتيم رائحة الدود المتفجرة فيك؛ لكنك_مهما فعلت _لن تنجو من موتك الداخلي ، واضح انك تعكس بجلاء ما آل اليه جسدك لقد اصبحت يا هذا هيكلا مصلوبا، وتتوهم نفسك محسوبا على بني الانسان.

ما زال دم المساكين اخضر واذا بك خرجت لاستثمار الموت منادياً بشراء رقاب اخرى وبيعها للموت كذلك، تدفع جثة في الامس وتشتري بها اليوم جثة حية لتسوقها نحو النهاية ذاتها، يا لك من كائن ابليسي يحترف تسويق الخراب كل لحظة...


تشعرون بقرب الهاوية، ينتابكم احساس حقيقي بخطر السقوط، تفكرون بمخرج يٌأّمِن لكم فرصة للبقاء، وتهتدهون الى طريقة قادمة من الغابات، طريقة الوحوش _آكلة اللحوم_ في تتبعها لرائحة جثث الحيوانات في البراري ؛ كي تحظى بوجبة مسبوغة سهلة الابتلاع، هكذا صالح يبدو كحيوان اسبيري معدته السياسية خاوية تماما، وما ان حدثت المجزرة، الا وهرع يأكل اجساد الموتى ويعرض للعالم بضائعة البشرية مقابل عائد سياسي يواصل به مشروع الموت ذاته..

يا لك من ديناصور متوحش ، غريب الاطوار بمخالب مسمومة، تأكل جثث الناس وتبيع ما تبقى منها...