الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٦ صباحاً

الترابط الوثيق بين الإمامة والإستعمار

زايد جابر
الجمعة ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً
كانت عدن ملاذا لطلائع الحركة الوطنية في شمال اليمن حيث هربوا اليها من بطش الإمامة واستغلوا الحرية النسبية التي كانت بربطانيا تتيحها في مستعمراتها فأسس الزبيري والنعمان ورفاقهما في عدن حزب الأحرار عام 1944 واصدروا صحيفة صوت اليمن ، واصدروا بياناتهم المعارضة والمطالبة بالإصلاح ..بيد انهم كانوا يدركون أن سقف الحرية المتاح لهم محدودا وان سلطات الاحتلال لن تسمح لهم بأنشطة قد تهدد مستقبل النظام الامامي الذي وقعت معه معاهدات ترسخ وجودها الاستعماري بالجنوب ، ولهذا عندما بدأت الحركة تسعى للثورة لجأت إلى مصر عبدالناصر ، وبالمقابل
لم تنجح مساعي بعض القيادات الجنوبية التي حاولت أن تتخذ من الشمال قاعدة لانطلاقتها ضد المستعمر بسبب رفض النظام الأمامي لأي نشاط ضد الاستعمار البريطاني ينطلق من الشمال ، حيث كان عدد من القيادات الجنوبية قد لجأت إلى صنعاء وأسست عام 1957 م جبهة أسموها ( العاصفة العدنية ) وكان لها برنامجا اذاعيا من (صوت الجنوب ) ، لكن الإمام رفض أي نشاط لهم في صنعاء ،فعملت مجموعة من المناضلين على تكوين تجمع جديد لهم في البيضاء وباشراك عدد من رؤساء القبائل،واسسوا هيئة تحرير الجنوب اليمني المحتل ، وحصلوا على بعض الأسلحة من مصر عام 1960 لكن الإمام لم يسمح بخروج هذه الأسلحة من ميناء الحديدة وهو ما عزز القناعة لدى كافة مكونات الحركة الوطنية في الجنوب استحالة نجاح أي ثورة ضد الاستعمار في الجنوب قبل التخلص من النظام الامامي في الشمال ..وهو ما حدث بالفعل ولهذا كان الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر الخالدة هو " التخلص من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل ..".