الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠١ صباحاً

14 اكتوبر ذكرى فرحٍ ، في لحظة حزينة ..!

محمد المياحي
السبت ، ١٥ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٤٤ مساءً
لا أحد يفضل عيش الاعياد في هلع وحزن مديدين، تود لو بوسعك ازاحة الايام قليلاً والتهرب من مواجهة ذكرى 14اكتوبر ، ذلك الحدث الذي تشبث فيه اجدادك بالطين وطردوا المحتل، قالوا هذه الارض لنا وبصقوا في وجه المستعمر . اعادوا للشعوب آملها في خلاصها الذاتي، خلقوا دولتهم وانهوا حالة التشظيات الوطنية والسلطنات البدائية، فعلوا الكثير وذهبوا نحو الدولة اليمنية الواحدة...

كان اعظم منجز تاريخي لثورة الاستقلال يتمثل في التحام الشمال مع الجنوب، اما اليوم فلم تعد الوحدة حلماً مغرياً، لقد فتك بها نظام صالح واضحت كابوساً مرتبطاً في الوعي الجمعي بحالة الفيد والقمع ونهب ثروات المساكين، انقلاب صالح على الوحدة كان انقلاباً على اقدس هدف للثورتين 26سبتمبر و14اكتوبر، لم يكترث صالح لشيء، كان ينظر إلى الجنوب كأرض مفتوحة بلا مٌلّاك ومحطة نفطة تتلهف اليها جيوبه، غدر برفقاء الوحدة وذهب يحرق مفهومها حتى غدا البعض يتمنى عودة المحتل على ان يحكمهم هذا اللص والمجنون ذو الاصابع السوداء والعقل الذي لا يفقه شيئاً ، سوى كيف يلتهم الطعام ويترك الضعفاء جوعى لا ملاذ لهم سوى الريح والسماء ...

في الجنوب يوجد مضخات خطابية بلا شرف، اذاعات ومحطات تلفزه وصحف كلها تعمل على شحن الوجدان الوطني بخطاب الكراهية والامعان في النظر إلى الاخر المخالف لهم كخائن وعميل يتوجب تأديبه. هناك تياران في الجنوب :
الاول فصائل الانفصال بمختلف توجهاتها وهذه هي التي تمسك بزمام الامور ولديها حضور اعلامي اكبر حجمها وتعمل على تعبيئة الشارع بالاوهام والعداءات التاريخية العبثية، تلك التي لا تعطل بناء الدول فحسب لكنها ايضا تحيلهم من حملة قضايا الى مجاميع عصبوية بلا اخلاق ولا ملامح مشروع حقيقي يحملونه...

يظهر جلياً خواء الساحة الجنوبية من مشورع دولة يتوجب احترامه، فمن يملك تصورا نظيفًا لكيفية بناء الدول لا يمكنه اللجوء الى سلوك العصابات وتعطيل مصالح البسطاء من ابناء الشمال ..
هناك فقط اتفاق واضح على شيطنة انصار الوحدة في الجنوب والعمل على تغيبهم اعلاميا وتقليص حضورهم وحقهم في التعبير عن توجههم العام تجاه وضع الشطر الجنوبي من البلد...

لا احد يعمل بصدق وشفافية لصالح قيم اكتوبر؛ لكن الجميع يتغنى بحدثها ويدعي انتماءه اليها، ثم تراه يمنع مواطنا شماليا من الوصول إلى ارض الجنوب، بلا شيء سوى انه شمالي مظلوم مثلما كان الجنوبيّ يعاني الظلم نفسه، ثم فجأة تحول من مظلوم الى ظالم لحظة استلامه للارض.
نحن اليوم بحاجة لاعادة بناء قيم اكتوبر وتصحيح مسار الوحدة والتوقف عن مراهقة الساسة الانتهازية، ممن لا هم لهم سوى استمرار مزيد من الفوضى ومزيد من الدم..

م. د