الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٥ صباحاً

أبو العباس يتبول في مقبرة الشهداء ..!

محمد المياحي
الأحد ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً
صمت طويلاً وحين أوعزوا له بالحديث، تقيأ على ملابسه امام المارة جميعاً، هذه الشفاه المخزوقة لا تصلح للحديث في مواقف حرجة كهذه، التصريحات الذكية لا تنام فوق لسان غبي، القول المحترس يحتاج دماغ لا ينام..

انك تستمني في الرغوة حيث كنت في البارحة وتتهجد في الليل وتنام متى شئت ورفقاء السلاح لا يملكون ثمن الرغيف عند الظهيرة، ثم تأت لتبصق في شرف جرحهم بكل تناحة وحمق، كيف تجرؤ على القول ان صالح ملهماً لك؟ ولو انه كذلك ، أليس من الحياء ان تخفي عورة عقلك في مصلى الشهداء، كيف تمتدح القاتل وانت تقف على جثة الضحية؟
انك تتبول في سطح مقبرة تعج بالالاف
ولا تخجل من كلاب الليل الذاهلة منك..

قاتل صاحب العمامة البيضاء والمسبحة الملوثة منذ 15شهرا ، ثم خرج يتمشى والقى كلاماً مفروماً لا يشبه المقاوم ولا يمثل سلاحه المقدس، اوغل في الحديث العاري مطلقاً رصاصته الاخيرة على نفسه، ولا اظنه كان يشعر بالخجل من بحيرة الدم الساخنة في مدينته، لقد ارتدى حذاء مشبوهاً محاولاً الصعود فهوى من التل في ليلة واحدة ..
في بداية مشواره المقاوم ضد عصابات صالح وعبد الملك كان ابو العباس محاطاً بكتلة نظيفة من المقاتلين ، وقدم اداءات شرسة في معظم المواقف الدفاعية واستعاد مناطق لا بأس بها، مع تقدم الزمن بدأت اللعبة تنحرف قليلاً وارتفعت اصوات كثيرة تحذر من الصورة الاخطبوطية للرجل، وبدأ ان الثعبان يزحف يومياً ويلتهم انتصارات الجبهة الوطنية غير عابئا بأحد..

لا احد يبخس الرجل رصيده النضالي، سوى انه ارتضى لنفسه السباحة في مجاري ملوثة وفي ليل مكشوف. الشيء الاكثر جلاء ان الفصائل الوطنية المقاومة تداري سوءة الرجل منذ فترة طويلة ، مضغوطة بضرورة تمتين اللحمة الوطنية والتركيز على الهدف الاسمى للمقاومة؛ لكن الرجل لم يكتف بمراهقته على الارض بل تجاوزها الى تصريح يطعن فيها بنزاهة رفقاء السلاح وشرفهم العسكري وهذا القذف المهين لا يمنح احدا فرصة لابتلاع لسانه والكف عن الحديث...

تشكل المقاومة المسلحة مرحلة اضطرارية لاستكمال الثورة السلمية التي اجهضها صالح، وعلى هذا الشرط المفهوم تعمل ماكينة المقاومة؛ غير ان ابو العباس قال في البارحة انه لا يعترف بهذه الثورة، هذا الافصاح الكارثي ألهب صدور الشباب واحدث عاصفة من غضب بينهم، تجاه هذا المنطق البدوي الذي يهين دماء الالاف ويخصم من كبرياء المقاومة ويدهس ببلادة على جثث الحالمين كل يوم ...

لا اجد حاجة لتقليب كل تلك الجمل الشاحبة والحديث اليابس التي وردت في مقابلة الرجل، حاولت حصر كم الطرائف التي شوت المقابلة منذ الامس فباءت كل المحاولات بالفشل، السخرية اللاذعة والتهكم العنيف ادوات حضرت بقوة لتكشف عن لغتة الملونة وحديثه المُريب.

ربط البعض بين اصابع صالح ولعاب الرجل السائل، بين حزمة النقود والقول الهزيل الذي لفظه ابو العباس حول الفصائل المقاومة الاخرى...

بات واضحًا ان هذا الرجل ذو الجبين المفخخ والخيال المسموم يشكل خطراً على المشروع المدني للمقاومة، وما لم يتم ايجاد آلية حاسمة للتعامل معه واخضاع قوته للتصور العسكري للمدينة؛ ستصل شظايا الفضيحة الى منازل المقاومة ؛ ليغدو لعنة جديدة تحتاج إلى نضال جديد لتنظيف المدينة منه..
#معك_مشبك