السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٣ صباحاً

السعودية والاستراتيجيات شبه العقيمة في اليمن

عبد الإله الحريبي
الاثنين ، ٣١ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٤٨ صباحاً
أصبح في حكم شبه المؤكد أن الطريقة أو الخطة العسكرية التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية غير مجدية في تحرير اليمن بشكل كامل من سطوة الميليشيات المدعومة من إيران ، إذ تعتمد هذه الخطة أو الاستراتيجية العسكرية على المناوشات والكرِ والفرِ هنا وهناك ، بدون عمل خطط محكمة لتحرير المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات منطقة بعد أخرى ، بتركيز كبير من الطيران ، هناك عبث عسكري يمارس في كثير من الجبهات ، الخلل ليس في الامكانيات العسكرية ، الخلل في وضع الخطط العسكرية وتنفيذها حرفياً ، تحرير تعز .. وضع لهذا الامر أكثر من خطة ، ولا يتم تنفيذ الخطة حتى النهاية ، ولديها جيش وطني ومقاومة شعبية ينقصها السلاح اللآزم لإستكمال عملية تحريرها ، والمساهمة في تحرير الوطن بفاعلية ، مع العلم أن تعز مفتاح أساسي ومهم جداً من مفاتيح تحرير صنعاء من سلطة الميليشيات ، وأيضاً هي أهم المناطق الواجب تحريرها لتأمين المناطق المحررة في الجنوب ، صرواح مديرية هامة من مديريات مأرب لم يتم حتى الان تحرير ما بقي من أجزاء منها بالرغم من توجه الوية عسكرية كاملة الى هناك لتحريرها ، وفي نهم تكاد عملية التقدم توقفت بالرغم من الدعم الجوي اللآمحدود ، هناك خلل كبير في إعداد وتنفيذ الخطط ، أو أن التحالف العربي ليس سوى بيدق في يد غيره من خارج المنطقة ، وهذا يعني أنه واقع تحت سلطة قوى تستنزف قدرات دول الخليج العربي وبالاخص السعودية ، تمهيداً لتحويل هذه الدول الى دول فاشلة وفوضوية ، هذا الفشل ينتقل الى فشل في دعم الادارة الداخلية للمناطق المحررة كعدن ولحج وأبين ومدينة تعز والمناطق المحررة من ريفها ، تنسيق الجهود في مجال الاغاثة ، فشل في تقديم صورة جيدة للتحالف وللشرعية عند عموم الشعب ، ما الذي سيكلف السعودية ودول التحالف لدعم مشروع النظافة في المدن المحرر ة كعدن وتعز مثالاً ، بضع سيارات لنقل القمامة وقليل من الاموال لعمال النظافة شهرياً ، وستبدوا شوارعنا أجمل بقليل من المال وشيء من التخطيط مع كوادر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، هناك مخلصون كثر لهذه المدن ، سيقومون بهذه الاعمال بهمة وإتقان ، هناك أعمال ستجنبنا الامراض الخطيرة كالكوليرا والملاريا وغيرها ، بدعم مادي لا يكلف كثيراً ، تواصلوا مع الشباب العاطلين عن العمل في مدننا المحررة ، مع أصحاب المبادرات الطوعية الجماهيرية ، قوموا بطباعة الكتاب المدرسي ووزعوه على طلاب المدارس وادعموا الانشطة الدراسية ، وزعوا أكبر قدر من الحقيبة المدرسية حتى يشعر الناس بكم في الجانب الانساني دعماً لحياة وسلامٍ أفضل ، بعيداً عن عبث الاحزاب وحساباتها في الربح والخسارة ، أقيموا موائد الافطار في المناطق المحررة التي تعاني الجوع ، وادعموا سكان مناطق المواجهات بما يفترض أن يدعموا به من غذاء وكساء وأغطية شتوية ، لا زلت أتذكر ذلك المقاتل في صفوف المقاومة الشعبية في مناطق التماس على خطوط المواجهة الامامية في الجبهة الشرقية بتعز ، وهو يمر كل صباح أمام ناظري حافي القدمين كاشف الرأس ، البرد شديدٌ وقارس ، والزجاج متناثر على إمتداد الشارع ، وليس بيدي أن أصنع شيئ ....