الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٩ مساءً

ما بين «طاهش» الإصلاح و«ناهش» الحوثي

أروى عبده عثمان
الثلاثاء ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٩ مساءً
من الإسلام " دين ودولة" إلى العرق " دين ودولة"!
**
ناصحون ، قالوها للإسلام السياسي" الإخوان المسلمين " في اليمن منذ أن بدأ يشهر سيف : " الإسلام هو الحل " و"الإسلام دين ودولة " و"الحاكمية لله " و"الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع " ..الخ من الشعارات / شعارات التحالف الدولي للإخوان المسلمين ، وحتى بعد أن تسمى بحزب الإصلاح 1990، وغزواته "حروب الردة والإنفصال" 1994، وماتلاها، ، قالوها بمسؤولية : "تعوذب" من الشيطان الرجيم ياحزب الإصلاح وقر بالواقع المركب والمرجوج في اليمن ، ولا تصنع الخرافات و الأوهام والمقدس للشعب الغارق بالإستبداد والأمية والفقر ، والقبيلة والمشيخة والعسكر والفقهاء ..الخ اعقل أيها الإصلاح واحجم عن برجماتية الإستثمار بالدين والدنيا وأسلمة وتلغيم المؤسسة والتشريعية والجيش .. أغضب الشيطان يا حزب الإصلاح ولا تجرعنا ويلات الخراب والدمار ، يكفي تجارب الأوطان في أسلمة الدولة /السياسة والمجتمع ،بها قصفت مصر حضارة 7000عام .. ومازلت تتجرع وبالها حتى اليوم.
كان الكثيرون ممن أستفادوا من تجارب الشعوب وقراءة التاريخ يعرفون خطورة اللعب "الزجزاج والحجنجلي " بالسياسة والدين .. و" شرع" اخلط يافقيه وكله حقنا " و " شيخ ولا فقيه قال : بين الدولتين "، والنتيجة لا ربحنا الدين ولا السياسة والرابح الوحيد هي منظومة الإستبداد السياسي لعصابة" علي عبدالله صالح والقبائل والمشايخ والعسكر وحزب الإصلاح وشيوخ اللحوم المسمومة ، واليوم حنشان الظمأ أنصار الله " الأسرع فتكاً .
لكنه الإسلام السياسي وأوجهه الكثيرة والغُريقة الظاهرة والباطنة التي تتبدل بحسب فتوى "التقية " الصالحة لكل زمانهم ومكانهم لا يرتدعون كونهم الحق الناطق والفاعل باسم الله ، فيخوضون الحروب تلو الحروب للملك والثروة وبحماية الدولة ومؤسساتها والجيش وزعيمها ومنظومة المشايخ والقبائل وكل أذرع الدولة داخل الدولة كل هذا الحصاد السياسي الدنيوي ، يغلفونه ويكذبون به علينا باسم الله والمقدس .. ثم يغتالونا بأوهام : أن الكوارث المتلاحقة عليك أيها الشعب بسبب الخطايا والذنوب الثقيلة وابتعادنا عن الدين ، كما قال بطلهم المقاوم الكبير " ما يحدث لتعز بسبب ذنوبها !!
في عز الغلبة والجاه وصولجان الملك كان كل من ينتقد صوت الله " الإصلاح" يسارعون بفتح " مسب " التهم الجاهزة المعلبة والمستحدثة " ويكرعونها على كل مخالف من : خونة عملاء للخارج والسفارات ، صليبين ، شيوعين أما النساء فهن فاجرات ، فاحشات وآخرها تغريبيات..الخ .
حتى في 2011 ، وتوليهم حكومة الوفاق كان الناصحون السلميون يواصلون عقلنة خطاب الإصلاح :
اعقل يا حزب الإصلاح / ياحكومة الوفاق أغلقوا حنفية وصندقة الأوهام والكذب وشعارات الغلبة والإستحواذ والإستقواء بالله والمقدسات ومستنقع التخريف والتجريف من :

"اخجلتمونا" ، وعلاج الإيدز ، والفقر بالحبة السوداء وآيات القرآن في إخراج الجان و لعبة الإستهياف بمعنى / قيمة الدولة والدستور ، والقانون والمدنية والحوار والتعايش والإختلاف والحريات .. الخ ، كما كان "ينفشها "تخويفاً جملة من مشائخ اللحوم المسمومة ، وعلى راسهم عبد المجيد الزنداني واخوانه وأولاده وبناته ، خصوصاً في ساحة التغيير 2011 : " دولة / خلافة شوروية / اسلامية / معاصرة .. " ، "دولة اسلامية دولة مدنية دينية"" ، والقرآن والسنة فوق الدستور والقانون" و " والله لو أعطوني كل مقاعد مؤتمر الحوار مقابل أن أشارك في حوار لا يجعل الشريعة والوحدة سقفاً له ماقبلت " ، ناهيكم عن عشرات الحملات ك " حملة يمانيون من أجل الشريعة والقيم والوحدة ..الخ .
يا حزب الإصلاح كُن مع الدين لا الدولة الدينية الإستبدادية ، كُن مع الدولة المدنية دولة المواطنة المتساوية والحقوق والحريات والمتغيرة بتغير الزمان والمكان والعصر ، كف عن شغل قدم مع الدولة وعشر لدعسها وهدمها ، ومع الدستور وضد الدستور ، مع الوحدة وضدها وغزوها لأن الجنوبيين شيوعيين و ملاحدة ، مع الحوار وضده ، مع المرأة وحقوقها لكنها ضليعة عوجاء و"معورات" ، وتقبل في صورة شيطان وتدبر بصورة حمار ، وغزوتكم الجهادية في البرلمان ومؤتمر الحوار والشارع والمسجد والمدرسة والمسيرات والتوقيعات "نعم ، لزواج الطفلات " وتجميع خمسة ملايين توقيع لتأييد زواج الصغيرات ، والنقاب ، والمواطنة المتساوية والجندر ..الخ ، واستقتالكم لجرنا وجر المجتمع والمؤسسة التعليمية إلى مربعات ودوائر الخرق والرقع ، والذباب ، والحلاوة ، والوضوء ، والشياطين والجن ، وكل الخرافات ..كف أن تكون مع الجيش الوطني ومع جيوش المشايخ والعكفة وملشنته بالمفرق والجملة ، تشتغل ضد التعصب والعصبيات ومعها بل ومصّنعها الأول ، كف أن تكون مع السلمية والثورة وعسكرتهما ، مع الدولة ومع مصلحة شئون القبائل ، مع الجمهورية في الصباح و"الميلكة" في المساء ، مع الحرية الدينية ، ومع سيف الردة وتسمين محاكم التفتيش لتفتيش الضمائر ، حتى زعيمكم الذي لقبتموه ب" سادس الخلفاء الراشدين " زعيمكم الذي أطلقكم وغرزكم وسمنكم من جوع وآمنكم من خوف أنقلبتم عليه فأحرقتموه .. كف أيها الإصلاح عن تدمير المؤسسة التعليمية بإلغاء العقل ، وإلحاقها بفكر الوهابية والتطرف ، وتدمير الحس الفني والجمالي للإنسان والحياة ، كف عن تدمير الثقافة والفنون والمسرح ، والمسرح المدرسي والغاء حصص الموسيقى والرسم من كل المدارس والرياضة من مدارس البنات باعتبارهم الإنحلال والمجون .. كف عن ترس النساء بالملابس الشبحية " بات مان" العاكمة للتفكير والتنفس ، والضوء والحركة ، والحياة ، ثم تخويفنا بإنغماسنا بالخطيئة والذنوب والفتنة والفجور . كف يا إصلاح أنتم ومشائخكم من فيالق اللحوم المسمومة عن إخافة الطفلات من اقتناء الدمى والتمثيل لأنها أصنام فتجرم فن النحت وغيره من الفنون. كف عن استهداف وجداننا وتشويهه من أن مصائبنا وكوارث الشعب اليمني بسبب ضعف إيمانه ولأنهم يستمعون للفنون والموسيقى و أيوب طارش وفيصل علوي ، وأمل كعدل ،وتخويفنا بالحنش الأحمر ، وسجادة النار ، والتيس الأسود ، و"العكبار الناري ". كف عن هدم وتفجير مقامات الأولياء والموروث الصوفي ، والحاقهم بالكفر والتخوين والشرك بالله .. كف عن تقسيمنا وتقسيم المجتمع إلى دار حرب ودار اسلام ، ومؤمن وكافر ، وفرقة ناجية وفرق في النار .احجم عن صناعة الإرهاب والأحزمة الناسفة من المدارس والمعاهد والجامعات والحاقهم بالأمس في افغانستان واليمن والشيشان واليوم في سوريا والعراق والعالم ..
**
من بطن حزب الإصلاح طاهش الأمس ، الغير مبالي حتى ونحن في قلب الدمار 21سبتمبر2014.. خرج المارد الناهش الإلهي ، ال" مانبالي " الحوثي - حنشان الظمأ" ، ليس ناهشاً لحزب الإصلاح وجماعاته ومليشياته فحسب بل للدولة والمجتمع وإنسانه المبطوش به دنيا وآخرة عبر ممالك الإستبداد السياسي/الديني بطوائفه ومذاهبه .. خرج الناهش القرآني من قمقم كهف " ارعد ، ارعد ، وأهجم تقدم" و"اجعلوها حرب كبرى عالمية " كحنش زارد منتقم ، بمجاعة ومكر الزمن فلا يشبع ولا يهجع ، وحقه الإلهي أن يواصل شغل الإستبداد وباثر رجعي لحق استلبته ثورة 26سبتمبر 1962 كحق حصري لهم ولآلهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
اليوم كيف تشوف يا حزب الإصلاح اليوم ، لم نتعافى بعد من تلظينا بحرائقكم المستدامة بالأمس ، ليواصلها خليفتكم اليوم " الحق الإلهي " للإستبداد "سيد وعبد" ماقبل المواطنة والدولة والحياة !.. فلماذا كتب علينا أن نظل نتعاقب بهذا الظلم المزمن لمشروعين متخلفين عدميين لتدمير ما تبقى من عرق إنسان يبحث طوال عمره وأزمانه عن أبسط مقومات الحياة البشرية : حق الحياة / الوجود فقط..
لقد هربتم أيها الإصلاح تستأمنون على حياتكم وذريتكم ، وأموالكم واستثماراتكم في كل أصقاع العالم الآمن ، بل وتنكرتكم الواقع والأدبيات أنكم " إخوان مسلمين " التي كنتم تشتغلون عليها وتستقتلون من أجل أن تكون عنوانكم الأبدي ، ثم ظهرتم بمظلومية أليمة في احتفالات ذكرى"26" لتأسيس حزب الإصلاح ، نعم تركتم البلاد والعباد يواجهون المصير الأسود الذي أنتم وعفاش أحد وأبرز صناعه .. لصانع "جديد - قديم" من نفس الخلية " المسيرة القرآنية" وبنفس عفاش وعصابته ، هم اليوم يواصلون الفتك بنا كما كنتم تفعلون لكن بآلة جهنمية أسرع وأفتك وبأقل من عامين .. بنفس أدواتكم باستثمار التخلف والتجهيل وإلتهام الدولة والثروة ، والتعليم ، وأستثمار الشعب بالجهاد والمقدسات واللجان الثورية وشرشفة المدن والمرأة وعكم كل صوت حر بما فيه الصحيفة والكتاب والموقع الإلكتروني .. أبتلعوا كل شيء ولم يبق سوى : المجاعة والحرب والكوليرا وغزو المدن والحصار ، والتفجيرات ، والتهجير ونماذج "التحيتا "و"الصلو " وهما يقتربان نحو الريف وقلب المدن والعاصمة صنعاء ..
لقد أصبح معنا في 2016 ، وبجانب جامعات الإيمان والإيمانات الأخرى الظاهرة والباطنة في الريف والمدينة لحنشان الظمأ /حزب الإصلاح " ، جامعات حنشان الظمأ لأنصار الله " من جامعات الإمام زيد ، 21سبتمبر ، حتى جامعة صنعاء تحولت إلى جامعة " القرآن الناطق " وكلية أقرأ ، ومعاهد الزهراء ، والكرار والحسينيات ،والزينبيات والفواطم والزهرات ، والكلثوميات ، حرس ثوري : رجالي / نسائي / أطفال / ولادي ..الخ ، أصناف وأحجام من حوزات وقم والنجف بل ويتكاثرن كالخميرة وبسرعة تفجيرية خارقة في تلغيم ما تبقى من عقل وروح ، نعم هم أسرع منكم في تفخيخ إنسان الريف والمدينة بالجمعيات والحوزات مثلما كنتم تشتغلون على المعاهد ومدارس تحفيظ القرآن والمدارس لأكثر من ستة عقود ..
لقد أينع وأثمر فلكلور ومشتقات تصدير الثورة والخامنئيات الإيرانية .. بل وأصبحنا رابع عاصمة تلحق بزغن ودرم الخامنئي وأضحى الشعب اليمني من " نجد " إلى " قم والنجف " كطبل يظرب من الوجهين .
**
نعم ،يا حزب الإصلاح / إخوان المسلمين ، جاء الناهش القرآني الناطق ليوقفكم ، ويقول لكم عبر مظلمته التاريخية : الآن جاء دوري في التهام ما تبقى من الدولة والمجتمع والحياة وبسيف الله والقرآن والعفاشية وعلي وفاطمة والحسين والغدير ( حقنا الإلهي ) عبر الزمان والمكان وحتى قيام الساعة .. جاء نسل الكهف ، بل الكهف بقضه وقضيضه يجرف 1500 سنة .. بالعرق الإلهي والمذهب والطائفة والعرق الذي خلقه الله ليحكم ويصبح سيد العالم .. ولتصبحوا أنتم ونحن ياحزب الإصلاح مجرد شقاة / عكفة /رعية / عبيد "زنابيل" في خدمة عيال الله وحقهم الإلهي وبلا راتب .. برغم اعترافكم الذليل والمخجل ب" الخمس " الفيد المقدس" لعيال الله ، كما أفتى بها العكفي الكبير للحمة المسمومة : عبد المجيد الزنداني " المفحط الإلهي الأكبر" .
جاء لكم ولنا يا حزب الإصلاح ، عبدالملك الحوثي ، وعبد الخالق وعبد الكريم الحوثي ، وقرآنات ناطقة " فخفخينا" "خيرااات" ، والإسلام عندهم ليس دين دولة كما أدخلتم المادة في الدستور و حكمتمونا وأرهبتمونا بها لعقود من الزمن ، بل جاء من يقول وبسيفه البتار : المذهب / الطائفة دين ودولة وعرق ، وقرآن ناطق .. وليس الإسلام هو الحل ، بل حسين الحوثي وملزمته هما الحل ، العرق هو الحل ، الحوثية وزواملها وصرختها من غب الكهف والأدغال هي الحل ، ولاية الفقيه العكفة / والحرس الثوري هم الحل ، و"الإعجاز الحوثي في القرآن" هو الحل ..
اليوم اصبح حنشان الظمأ و"حيّ بداعِ الموت " هم الشريعة والحاكمية ، والصالح لكل زمان ومكان ، لم تعد الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع ، بل "ملزمة سيدي حسين" هي المصدر الوحيد للتشريع ، ومن يشذ عنها فلتقطع رأسه وأرجله من خلاف من بحر كيس تهم التخوين والعمالة ، التي كنتم تشتغلون الناس بها ، لكن بإضافة تهم التكفيريين والدواعش وعملاء العدوان وأشباه الرجال..
جاء لكم / ولنا الحنش الزارد على ظهر مهدي منتظر من "مشرفي الحق الإلهي " : أبو أحمد ، وأبو مقتحم، وسياف ، سجاد ، أبو تراب وحجار وأوضار ، ودخان ورصاص ..الخ " الأبوة القرآنية " "رجال الرجال" و"نساء النساء " ، "نساء القرآن " بالسيف والجعبة والصرخة والزلزال والتفجير يلاحقون أنفاسنا في الشارع والبيت وحتى داخل كيس النوم وربما حتى اللحد ..
قطف خبر :
نريد أن نتخارج من الفكين المتوحشين والمفترسين ،" شقاة " نجد وقم والنجف" أنهما يفترساننا منذ 1500 سنة بنفس الأدوات : الله والطوائف والمذاهب والعرق وبجثث أرمدت قبل مليون عام ، وببنادق وتعاشير وأعراف شرف ونكف ونفير المؤسسة القبيلة المشائخية التي تتقاسمنا ب " مع "و " ضد " .
ثلاثون مليون مواطن ومواطنة في اليمن ما دخلنا بهذه الوحوش الإلهية الجائعة التي تفترسنا ولا تشبع ومع كل إلتهام تهتف ب"الله وأكبر " ، وستظل تلتهممنا كما قال القرآن الناطق عبد الملك الحوثي " حتى قيام الساعة " !!
وإلا كيف تشوفوووووا؟!!
#دولة_مدنية