الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣١ مساءً

السيد/علي البخيتي.. عمي العزيز مستقبلا

محمد المياحي
الأحد ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٧:١٢ مساءً
سلاماً حاراً اليك أيها القديس المدني الكبير..
وبعد ..
لست أعرف ما اذا كنت تبغض السلالية حقاً أم أنك تتظاهر فحسب. ولا ما اذا كنت من طبقة السادة أم عاملا قديماً لديهم انتهى زمن تعاقده وقد بات اليوم مطروداً ويعمل بمهنة أخرى..
لا يهمني هذا كله بقدر ما أنا متلهف لتقبلني نسباً لك ؛ لاحظتك هذه الأيام تغرق في بحر الهوى، قلت عساك تتفهم شتاء صنعاء اللاذع وتقبل بيً متصاهراً منك..
ّ
أنا أيضاً لست متأكداً تماما ً أنك ستتقبل مني أن أدعوك عمو علي البخيتي منذ هذه اللحظة ؛ لكنني اعلم أنك ستبتسم وتعلن موافقتك ثم كعادتك تلتوي لتظهر برداء مختلف ، تتنكر معه لكل مواقفك السابقة ..
يبدو لي أنك تمجد قيم الحياة كل يوم في صفحتك الأخطبوطية، تبغض الطبقية، وتكتب ثلاثة منشورات ضد السلاليين ، ثم بعد ربع ساعة تعود لتؤيدهم حين يقاتلون سكان مدينة تعز، وبعدها تنوح حين ينتصر الضحية عليهم ؛ صارخاً دعوا القتلة السلاليين ارجوكم لا تمسوهم بسوء ..
تدعو إلى صرف رواتب المساكين ثم بعدها بقليل تمتدح اللص الذي صادرها قائلا أنه ذكي ويتمتع بدهاء ..
ليس هذا حديثنا لكنني أفصح لك عن مخاوفي من دماغك السائل وكيف أنه لا يوجد ما يمنعك من التصرف بطريقة معاكسة لإلتزامتك الأخلاقية؛ أي القبول بي ثم البحث عن تخريخة للتملص عن وعودك بأن تمنحنى ابنتك المناضلة اليسارية الواعدة ..
أثق بذكائك وقدرتك على البحث عن مخارج ثعلبية لنكوصك عن الوعد، هذا اذا ما افترضنا قبولك المبدئي بالفكرة ؛ لكن تذكر جيداً أن ّ هذا لا يجعل منك رجلاً ذكياً ونزيهاً كما هو معهود عنك؛ بقدر ما يعزز فكرتي السوداء عنك بأنك مدونة عشوائية تحوي الشيء ونقيضة_بحسب وصف أحدهم لك _ تحوي كل شيء، ثم تكفر بكل شيء وتؤمن بعدها بكل شيء، الصح /والخطأ ، الجلاد / والضحية الدولة/ المليشا، القاهر / والمقهور، الغازي / والمدافع عن مدينته، الانقلاب /والمشروعية السياسية، الحمامة /والثعبان، كلهم سواء كل شيء مائي وسائل وبلا شكل ولا معيار ..
أنا أزعم أنني مدني مثلك، وحالما تبعث لي موافقة، يمكنك ان تكتب شروطك وسأسعى جاهداً لتحسين شروط حياتي كي أتطابق معك، ونصير صديقين، انا شافعي وانت زيدي نجسد لوحة شهية لقيم التعايش الحق، او لنعمل سوياً على الخروج من هذه الثنائية المذهبية ، زيدي /شافعي كونها تشرخ المجتمع بشكل كارثي ومدمر ، فليس لدي مشكلة في هذا، الأهم الان ان تقرأ الرسالة ثم تتخذ قرارك بتروي وتحدق طويلاً فيها ؛ لتبث أنك مناضلا تقف بجوار البائسين، صادق القول وتنتمي إلى الانسان، الانسان كل الانسان يا عمو علي ..
حسناً ما قلته عنك سابقاً
سأغفره لك ؛ شريطة أن تمنحني ما أردت..
قيل انك كنت يوماً مناضلاً يسارياً لهذا سأعرف نفسي لك قائلاً :
أنا
صديقك البروليتاري المهزوم /
محمد المياحي
علك تتذكر كفاح البروليتاريين في صنعاء ويرقُ قلبك قليلاً، فطالما عرفتك طيب القلب..