الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٤ مساءً

حتى لا تتكرر نكبة ثورة ٤٨ م في اليمن

عبد الإله الحريبي
الأحد ، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠١:٠٣ مساءً
الحشود القبلية التي تتدفق على تعز ، تحت ضغط حملات التحريض ضد هذه المدينة ، وبعناوين مختلفة ، تارةً في محاربة الدواعش ، وتارةً تحت يافطة محاربة مرتزقة العدوان بحسب توصيفات جماعة الحوثي وصالح في وسائلها الاعلامية لإقناع القبائل اليمنية في شمال الشمال لمقاتلة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وإستهداف سكان تعز وإحتلالها من قبل الميليشيات الانقلابية ، ثقتي بهذه المدينة وبرجالها الابطال كبيرة وقوية وراسخة ، وهي قادرة على كسر هذه الحشود وإعادتها من حيث أتت ، لكن من باب الحذر أستذكر التاريخ الذي له مثال في أواخر أربعينيات القرن العشرين وبالتحديد في العام ١٩٤٨م ، حين قام ثوار بالسيطرة على العاصمة صنعاء بعد مقتل الامام يحيى حميد الدين ، وتنصيب إمام جديد هو عبدالله الوزير الذي دعمه الثوار من أجل تغيير الوضع القائم على الظلم والفقر والجهل ، وسميت هذه الثورة بثورة الدستور ، حيث لم يكن هناك دستور ينظم سلطة الدولة والحقوق والواجبات ولا يوجد سلطة تشريعية ، ولا يوجد تعليم حديث ، ولا يوجد مرافق صحية ما عدى المستشفى الاحمدي ( العلفي ) في الحديدة وهو بدائي جداً إلى أن قامت ثورة ٢٦ سبتمبر ٦٢ م ، كانت اليمن في ذلك العهد بدائية جداً جداً ..

وأقصد هنا شماله الذي كان مملكة يحكمها الائمة ، إستمر حكم الثوار فترة قليلة إستغلها ولي عهد الامام الراحل في تحشيد القبائل ضد من وصفهم بالدستوريين ، الذين يريدون تبديل القرآن كتاب الله بالدستور الكافر ، وكنتيجة لجهل المجتمع اليمني القبلي في ذلك الزمان فقد إلتفت قبائل صعدة وحجة وغيرها مع ولي العهد الذي نصب نفسه إماماً خلفاً لوالده الذي إغتاله أحد الثوار ( الشهيد القردعي ) ، إستطاع الامام بفضل فصاحته وقدرته على جمع القبائل وأيضاً دعوته لها بإستباحة صنعاء كفعل إنتقامي لسكوتها عن مقتل والده ولقبولها بالثوار حكاماً جدد فيها ، وفعلاً تم إقتحام صنعاء بهذه الجحافل البربرية التي يعشعش الجهل في عقولها ، ومن ثم قام بقتل معظم الثوار و سجن بعضهم ، ومنهم من أفلت من سلطة الامام واتجه الى عدن كمحمد محمود الزبيري الشاعر والقاضي الشهير الذي كانت باكستان منفاه حتى قيام ثورة سبتمبر ٦٢ م ، بعدها قام الامام احمد بنقل عاصمة حكمه الى مدينة تعز ، هذه المدينة التي يراد لها أن تكون كما كانت صنعاء في ذلك التاريخ الذي ذكرته ، الاماميون الجدد يتقدمهم علي صالح يحشدون القبائل اليمنية التي تقع داخل إطار قبضتهم للدفع بها لتعز لتكرار تلك التجربة التي كلفت اليمنيين الكثير ، كلفتهم غياب التعليم وغياب التنمية و أبقت لهم الجهل والتخلف والطغيان والاستبداد حاكم لفترة ليست قليلة من الزمن ، ما نراه أن اليوم غير الامس ، فتعز ليست كصنعاء في أربعينيات القرن الماضي ، رجالها كثر وبيدها سلاحها المدعوم بالعلم والمعرفة ، تعز لن يخون رجالها ترابها ، ولن يسمحوا لهذه الجحافل المستغفلة ان تحطم أحلامهم في قيام دولة إتحادية جديدة تقوم على الديمقراطية والتنمية والمشاركة المجتمعية والمساواه ، التذكير بالتاريخ شيء مهم حتى لا تتكرر المآسي .. بالرغم من ثقتنا الكبيرة بجدارة تعز في البطولة والصمود وحماية مشروع اليمن الجديد ..

ولا أنسى أن ألفت نظر القارئ الكريم أن مشائخ القبائل الموالين لصالح والحوثي يجبرون شباب واطفال وشيوخ هذه القبائل على الذهاب الى جبهات القتال .. مالم فيتم مجازاة الرافضين بأخذ رهائن من ابناء هذه القبائل و ربما بتفجير منازلهم .. حدثت حالات كثيرة جداً خطف لأطفال ونقلهم لجبهات القتال في تعز .. بعد إغرائهم بالاموال ..