الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

خلايا الإرهاب في عدن

عبد الإله الحريبي
الخميس ، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٣٤ صباحاً
تستمر الخلايا الاجرامية بالعبث بأمن عدن وإستقرارها ، وهذه الخلايا ترتبط إرتباط وثيق بسلطة الإنقلاب في صنعاء ، وكثيرة هي الشواهد التي تؤكد هذا التوصيف ، بل إن هذه الخلايا غير مستبعد صلتها بحزب الله اللبناني والاستخبارات الإيرانية ، الهدف واضح في محاولة هذه الخلايا تهديد الامن والاستقرار في عدن منها إجبار الرئيس الشرعي / عبد ربه منصور هادي على مغادرة عدن وكذلك رئيس الحكومة د/ احمد عبيد بن دغر أيضاً ، كي يثبت الانقلابيون من خلال ذلك ان الحكومة هي حكومة منفى ، وأيضاً القول بأن الشرعية غير قادرة على ضبط الامن والاستقرار في مناطق نفوذها وبالأخص العاصمة المؤقتة عدن ، لعل أبرز الدلائل على هذا الارتباط هو قيام هذه الخلايا بعملياتها الإجرامية في عدن وحضرموت وأبين ، وهي مناطق محررة وتم فيها طرد كامل ميليشيات الحوثي وصالح ، ونعلم جيداً أنه خلال الفترة التي تلت خروج علي صالح من قصر الرئاسة في صنعاء وأثناء فترة رئيس حكومة التوافق الاستاذ / محمد باسندوة تركزت عمليات هذه الخلايا بشكل كبير في صنعاء ، وكانت عملياتها كبيرة مثل حادثة التفجير في ميدان السبعين أثناء إستعدادات عسكرية لتنفيذ إحتفال بمناسبة وطنية ، راح ضحية هذه العملية الاجرامية اكثر من مائة شهيد وعشرات الجرحى ، وتلتها عملية للمتقدمين للتسجيل في كلية الشرطة وراح في هذه العديد من الشهداء الابرياء من الطلاب المتقدمين للتسجيل في الكلية ، توالت عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال لكبار الشخصيات السياسة والاكاديمية والاعلامية ، كالدكتور / احمد شرف الدين الذي كان من الفاعلين في مؤتمر الحوار الوطني والمؤثرين في مخرجات هذا الحوار ، ولأنه هنا يتعارض مع نظرة الجماعة التي كان يمثلها في ما يخص مستقبل اليمن وخاصة اليمن الاتحادي ونظام الاقاليم ، وأيضاً الدكتور / محمد عبدالملك المتوكل الذي وجه نصيحته للجماعة الحوثية بأن زمن حكم السلالة والطائفة والتمييز لم يعد مقبولاً للحكم في اليمن ، تم تصفيته وبعده الصحفي الموالي للجماعة الحوثية / عبدالكريم الخيواني ، كما كانت هناك محاولات عديدة لإغتيال الشخصية السياسية الأبرز الدكتور / ياسين سعيد نعمان الامين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني ، والذي كان له دور كبير وبارز في نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وغير ذلك من عمليات الاغتيال ومحاولة الاغتيال للكثير من الكوادر في مختلف المحافظات ، وكانت أكبر العمليات الاجرامية الإرهابية تفجير مسجدين داخل العاصمة صنعاء وتصفية العلامة الدكتور / مرتضى المحطوري ، وأيضاً كان الهدف من هذا العمل الاجرامي شحن الشعور بالكراهية لدى طائفة من الشعب ضد أبناء الجنوب والمناطق الوسطى والقول بأن أبناء هذه المناطق دواعش إرهابيون ، ويجب مقاتلتهم وتحشيد القبائل ضدهم ، وهو ما حدث ولو بشكل جزئي من القبائل الموالية لعلي صالح والحوثي ، بعد سقوط الدولة بيد الميليشيات الحوثية وقوات الخلوع صالح إختفت هذه العمليات وتحولت بقدرة قادر الى عدن التي تنبذ هذه الاعمال الاجرامية ، والمنطق يقول أنه لو كانت هذه العمليات تقوم بها جماعات متشددة فستكون وجهتها صنعاء والمناطق التي تحتلها الميليشيات الحوثية وقوات صالح ، ذلك ان الفكر المتطرف ينظر لهؤلاء على انهم روافض و مسيئون للرسول صلى الله عليه وسلم وأيضاً لكبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رضوان الله عليهم ) ، من هنا يجب أن يفهم الجميع حقيقة الارتباط الوثيق بين من يقومون بالعبث بأمن وإستقرار عدن عن طريق الاغتيالات والتفجيرات بشخص علي صالح وأجهزته المخابراتيه وكذلك الحرس الثوري الايراني ، والذي له صلاته في الجنوب الجميع يعرفها منذ ما قبل سيطرة الانقلابيين على صنعاء وعدن وتعز ، وهنا نتسائل أين مصير من تم القبض عليهم في عدن الذي صرح مدير أمنها أن من اغتالوا محافظ عدن السابق جعفر محمد سعد وغيره من الشخصيات تم إلقاء القبض عليهم ، ولماذا لا يتم كشف المعلومات التي بحوزة هؤلاء للرأي العام المحلي والدولي ؟ ، تساؤلات مشروعة في ظل هذا الوضع الذي تعيشه عدن والتضحيات التي يقدمها الابطال في جبهات القتال في لحج وتعز ومأرب وصنعاء والجوف وصعدة وحجة وشبوة ، إبحثوا أيضاً عن جميع الاطراف المتضررة من عودة الرئيس اليمني والحكومة الشرعية للعاصمة عدن .. وستجدون نفس الصلة بعد التدقيق في كل الخيوط .. الخلايا لا زالت موجودة .. هذا ما تقوله الاحداث الاخيرة .. وعلى أجهزة الامن القيام بواجبها في تثبيت امن واستقرار عدن وجميع المناطق المحررة .