كثيرة هي الأزمات.. وكثيفة هي النكبات .. وغزيرة هي المصائب ، التي تثقل كاهل الشعب اليمني بمختلف أطيافه وفئاته الإجتماعية ؛ زاد من معاناته إنقطاع المرتبات والأجور عن مليون ومأتي موظف ؛ يعولون عشرة ملايين نسمة بحسب الأرقام المنشورة.
...فمنذ سبتمبر 2016 ، أضيف هم "الراتب المفقود" و "العزيز" ، إلى قائمة المصائب الطويلة والمتناسلة : حرب ، عدوان ، صراع مسلح ، دمار، خراب، قتلى، جرحى، مشوهين ،معاقين ،لاجئين ، مهجرين ،نازحين ، جوع ومجاعة، فقر وافقار، بطالة ،أمية، وإنهيار التعليم.
وهناك..أمراض خبيثة وقاتلة : سرطانات ؛ فشل كلوي، جلطات،كوليرا ،حمى الضنك، ملاريا ،جرب،حصبة، تردي الخدمات الصحية.
ومن قاموس المصائب :
فساد بلا حدود، إنهيار إقتصادي ومالي، انقطاع التيار الكهربائي ، ندرة مياه، إفلاس بنوك وتجار، فوضي وعبث ، غياب القانون ، فقدان الأمن ، تفخيخ ، زرع الغام ، إرهاب ، تقطعات ، عصابات ، سيارات بلا أرقام ، نهب عام وخاص ، جرائم قتل ، سطو مسلح، تسمم بيئي، تلوث أخلاقي، جنون أسعار ، متسولون ، مجانين ومرضى نفسيين، أسواق سوداء ،أزمة نفط ،إنعدام ديزال ، شحة الغاز منزلي ،خوف وقلق ، جراد صحراوي ، وانقسام مجتمعي مريع.
و...
و...
هذه عينة فقط من قاموس المصائب، التي حلت بنا منذ زمن ، وتضاعفت كوارثها المتتالية والمباغتة والغشومة ، خلال العامين المنصرمين، وبصورة غير مسبوقة لم نعهدها من قبل..حيث اجتاحت بضراوة ووحشية..بيوتنا وحاراتنا وحافاتنا وقرانا ومدننا ومحلاتنا وطرقنا وشوارعنا ومياديننا وساحتنا وأسواقنا، التهمت بنيرانها السواد الأعظم من الشعب؛ قذفت بلا رحمة بنحو 25 مليوناً من سكان اليمن إلى شوارع المدن ، ليبحثوا "بالملقاط " عما يسد الرمق..، قلم يجدوا غير "الجوع" وقد أصبح وأمسى؛ "ضيفاً دائماً" على الموائد الخالية من الطعام.!!
فكم ..وكم..وكم جهدك ياشعبنا العزيز الصابر، أن تتحمل من أثقال الهموم ، والأوجاع ، والأحزان، والمحن، والفتن ..؟!
وإلى متى ستبقى النكبة الوطنية الكبرى مقيمة في يمننا غير السعيد ؟!.
لست أدري ..؟!
فقط ياراب اغمرنا بسترك ، وجنب اليمن وشعبه كل الكرب والمصائب.
*عبد الحليم سيف*
1يناير 2017