الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٣ صباحاً

هل يُمكن أنْ يحدّث انقلابُ في عدن؟

محمد المياحي
الخميس ، ١٦ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٠٤ مساءً
روائح الطبخات القذرة بدأت تتصاعد بشكلٍ مخيف، من عدن، من سراديب الصبيان تنبعث مخططات الفصل الجديد من الفوضى، ثمّة نزوعات انقلابية جديدة لا تخطئها عيون الدجاج تستهدف مؤسسة الرئاسة، هذا شغل أحفادُ الخطيئة، العقل الأرعن ينتفخ في عروسة البحر، الخيال السياسي المتقيح يحاول استدعاء سحابة دم جديدة يُدفنُ فيها عدن، من قلبِ الفريق الرئاسي ستحدث الكارثة ، ليس هناك ما يبعثُ على الاطمئّنان، أحافير تجار الدم تتوسع وهذا ما يُنذر بمأساة جديدة..!
هادي بكُلّ حمولاته يمثل الحزام الدستوري الوحيد لهذا البلد الغارق في الدم، هل نحن بحاجة لتكرار تلك الفكرة التي يفقهها طلاب المراحل الابتدائية والتي تقول: بأن تجاوز الرئاسة ممثلة في رمزية هادي أو محاولة تقويضة سيدخلُ البلاد في أدغال جديدة من الصراع اللامتناهي، هل هناك من يتعامل ببلادة مع فكرة بسيطة ومركزية كهذه، ويسعى لاعادة اليمنيين نحو نقطة الصراع الاول؟
أحاط هادي ذاته بنخبة سياسية رثة، متضادة وبلا أي ملامح، هذا فريق رئاسي يحمل بذور فنائة، عدن أنموذج لهذا المزيج الحامض، نحن في ظرف ملعون ولدينا سفينة تقود المواجهة وهي ذاتها مليئة بالمتحاربين..
ما زال ثمة وقت لعمل شيء يحولُ دون انفجار عدن، تنظيف الرئاسة من الحشرات السامة، القبض على مؤسسة الجيش والأمن بذكاء، اعادة ترتيب كل شيء ، من أعلى رتبة عسكرية حتى عامل النطافة في غرفة هادي، كل شيء في عدن بحاجة للتفتيش فيه واعادة تصفيفه بشكل يمنع تغول أنصار الدم، هذا مصير بلد وأمة من الناس، ما من أحد لديه طاقة لتحمل مزيد من الجنون والعبث..
يجب أن نفعل شئيا قبل أن تُطلّ المأساة بظلالها المروعة ومظهرها البشع.. "