الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٠ صباحاً

الديجيتال... تحت جلودكم!

مشاري الذايدي
الاثنين ، ٢٧ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٣٦ مساءً
إلى أين سينتهي بنا هذا الجنون في ثورة الاتصالات وأهوال التواصل الديجيتال؟
«كل ما قلت هانت / جدّ علم جديد!» حسبما قال الشاعر السعودي، بالمحكية المحلية، الأمير خالد الفيصل.
كان الاتصال بالإنترنت، في بداية عصر الإنترنت، لا يتمّ إلا بالجلوس على مكتب وجهاز «ديسكتوب» ثم طلب الاتصال، ونظلّ ننتظر، ونحن نسمع نغمة الاتصال التي تشبه نغمة رنّة الفاكس (توفي إكلينيكياً!).
ثم تطور الحال، مع أجهزة «اللابتوب» الكومبيوتر المحمول، ولم يعد الاتصال بالإنترنت مشروطاً بالجلوس على كرسي مكتب أو مقاهي الإنترنت (توفيت هي الأخرى... تقريباً!). مع اللابتوب، المطلوب فقط نقطة كهرباء لـ«فيشة» الشاحن، و«راوتر» ورقم سري.
كل هذا لم يرو النهم، فدخلنا عصر «التابلت» الأجهزة اللوحية، ثم صارت الغلبة، حالياً، لأجهزة «السمارت فون» ولم يعد الأمر يتطلب أكثر من هاتف ذكي، كل الهواتف المحمولة حالياً صارت ذكية، وداعاً للأغبياء!
هل يكفي هذا؟
لا... هناك محاولات لاحتكار بقية حواسك، كيف تترك بلا اتصال يا حبيبي؟!
عيونك مثلاً، لا تقلق، لدينا لك «نظارات غوغل»، وغير «غوغل»، عيونك تسرح في آفاق الإنترنت، وتتلقى التويتات والتنبيهات و«المسجات» وكل ما هو آتٍ آت... أما كيف تستخدم عيونك للوظيفة الطبيعية، الإبصار، فهذا لم نفكر فيه بعد، سنفكر، لا تقلق، نحن أبطال الديجيتال.
هل بقي شيء؟
نعم، جلدك نفسه، تعرف أنه يمكن الاستفادة منه، وتحويله لجلد ذكي، «سمارت سكن».
حسب تتبع الزميلة زينب خرفاتي في «العربية نت»، فقد قدمت شركة بلجيكية فرصة لتحول موظفيها ليصبحوا موظفين إلكترونيين، حيث وافق ثمانية موظفين بالشركة على زرع رقائق إلكترونية في اليد، تمنحهم القدرة على الدخول للمقر الرئيسي للشركة وأنظمة الحاسوب في الشركة من دون اللجوء إلى شارات الهوية التقليدية.
للتشجيع، يقول الخبر إنه بواسطة لفتة واحدة من اليد يصبح الإنسان قادراً على فتح الأبواب من دون استخدام شارات الهوية التقليدية، وإنارة الأضواء، والتواصل مع أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية.
أيضاً، هذه الرقائق تبعث منها موجات راديو تُخزَّن فيها كل البيانات التي تجعلها مكان جواز السفر وبطاقة الهوية والبنك والتأمينات.
حسناً، هل يمكن اختراق هذه الرقاقة، بما أنها مشبوكة بشبكة الإنترنت؟
تخيل، إنسان يخترقه «هاكرز» من خلال جلده، ويتحكم في شبكة أعصابه! مضحك... أليس كذلك؟!
هنا نصل للصورة التي طالما تحدثت عنها سينما الخيال العلمي، الإنسان المغلوب على أمره المنقاد للذكاء الاصطناعي! أو لنقل بصورة أقل رعباً، من قراصنة تابعين لمخابرات ما، أو عصابات ما... لا فرق.
هل ثمة عاصم من هذا؟

*نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط".