الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٨ صباحاً

الرئيس هادي والشفافية التائهة

دكتور.حسن الجوشعي
الأحد ، ٠٥ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠١:٤٧ مساءً
الدكتور حسني الجوشعي
بدون شك أن الرئيس عبدربه منصور هادي يحكم تحت ظروف محلية وإقليمية ودولية غاية في التعقيد وقد نجد له العديد من التبريرات في ذلك ولكن الشيء الذي نجد صعوبة بالغة في فهمه في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها اليمن هو هذه الهالة الكبيرة من التعتيم والتخبط الإعلامي والغياب الكلي للشفافية التي تحيط بفخامة الرئيس هادي وطاقمه الحكومي وأعتقد أن مهمته كانت ستكون أسهل وأنجع بكثير لو أتبع الرجل مبدأ الشفافية وأشرك شعبه والرأي العام معه ليسانده بقوة أكبر ولأوجد رأي عام داخلي ودولي يدعمه في جميع تحركاته ولجنب اليمنيين هذا الكم الهائل من الإشاعات التي تعصف بالإعلام اليمني والإقليمي وأصبحت تضعف الثقة في المعلومات التي ترشح من الحكومة الشرعية والأمثلة كثيرة ونسوق منها على سبيل المثال:
1-تحدثت وسائل الإعلام أكثر من مرة ودعمت رواياتها بالصور وبلقائات مع الضباط والجنود المنتشرين على النقاط العسكرية من المهرة إلى حضرموت وإلى مأرب وتحدثت هذه الرويات شبه المؤكدة عن تهريب سلاح ومعدات عسكرية متطورة من دولة عربية مجاورة رفضت الإلتحاق بقوات التحالف العربي وهي تساهم بشكل كبير ومباشر في تهريب السلاح والمعدات العسكرية الأخرى للإنقلابيين ولم نسمع أي تعليق رسمي من جانب الحكومة الشرعية واكتفت بالسكوت فكثرت الشائعات.

2-عمليات ترحيل العمالة الشمالية من عدن ومن بعض المحافظات الجنوبية كانت تتم تحت سمع وبصر الإعلام المحلي والإقليمي ولم يواجهها الإعلام الشرعي بالقدر الكافي من التغطية وبما يتناسب وحجم المشكلة بل كان ردة فعل الرئاسة تتسم بأقل ما يوصف بالبرود الشديد ونحن نعرف بأن رئيس الدولة لدية من الصلاحيات بما يكفل تحجيم تصرفات القائمين على أمن عدن ويستطيع أن يردعهم إذا أراد ذلك ولكن ردة فعل الرئاسة غير المتفاعل مع القضية أطلق العنان للشائعات التي شككت حتى في صلاحيات الرئيس هادي.

3-عدم تواجد الوزراء الشماليين في عدن مع رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر وتواجد بعضهم في الرياض والبعض الآخر في مأرب يضع عشرات من علامات الإستفهام ومازالت الرئاسة تغرس رأسها في الرمال كما تفعل النعامة هروباً من مواجهة الحقيقة وهذا الموقف أيضا اطلق العديد من الشائعات التي تلمح إلى محدودية صلاحيات الرئيس ورئيس وزرائه.

4- لا يعرف الشعب اليمني الموالي للشرعية شيء عن سير المعارك في معظم الجبهات إلا من خلال بعض الفضائيات ولا ندرى مدى صحتها فلقد سمعنا عن تحرير مأرب والجوف وميدي وحرض ونهم والمخا ونسمع عن تحرير نفس هذه المناطق كل ثلاث أو أربع أشهر ولا نعرف أين الحقيقة لأنه ببساطة لا يوجد إعلام حكومي شفاف وفاعل يوضح للناس الحقيقة بشفافية.

5- الحادثة الأخيرة الخاصة بمطار عدن والتي تحدثت عن رفض قائد قوات الحراسة الأمنية في المطار العقيد صالح العميري أوامر الرئيس هادي بتغييره وتسليم أمن مطار عدن لقوات الحماية الرئاسية وتحدثت الشائعات أن صالح العميري مدعوم وبشكل مباشر من قوات دولة الإمارات وما تلى ذلك من شائعات تحدثت عن منع طائرة الرئيس هادي من الهبوط في مطار عدن وتحويل رحلته إلى جزيرة سقطرى ثم الصدام الي تم بين قوات الحماية الرئاسية والقوة الإماراتية ثم سفر الرئيس المفاجئ إلى الرياض وأعلن عن لقاء تم عقده مع ولي عهد أبوظبي وولي عهد المملكة السعودية والرئيس هادي ثم سفر الرئيس هادي لأبو ظبي ورفض المسئولين هناك مقابلته وأرسلوا له رئيس مخابراتهم ليقابله في المطار ثم عودة الرئيس إلى الرياض وطلبه من القوات السودانية استلام أمن مطار عدن بالقوة. كل هذه الأحداث الخطيرة لم يتم تفسيرها لإعلام الشرعية ولا للرأي العام الداخلي مما أطلق العنان لعشرات الشائعات وحتى هذه اللحظة لا ندري أين الحقيقة...الخ.

فكل هذه الشائعات لا ندري مدى صحتها من عدمه وسببها هو غياب مبدأ الشفافية وعدم إشراك الشعب والإعلام الموالي للشرعية في الأحداث التي تمر بها اليمن وعشرات المرات نطلب من الرئيس هادي أن يخصص متحدث رئاسي يقوم بتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الكافية والحقيقية بشكل يومي ليضع حدا لهذا الكم الهائل من الإشاعات. العديد يتسائلون لماذا لا يتحدث الرئيس هادي بنفسه للشعب؟ مرة كل شهر على الأقل يظهر الرئيس على شاشات التلفزيون الرسمي ليتحدث عن كل ما يدور من وراء الكواليس وليضع الشعب أمام كل المستجدات وليقطع الخط على كل الإشاعات التي تطبخ في مطابخ الإنقلابيين فهذا عصر الفضائيات والتكنولوجيا ومن الصعب إخفاء أي حدث في العالم فإذا لم تنشر أنت الخبر بالطريقة التي تخدم أهدافك فسينشره عدوك بالطريقة التي تخدم أهدافه.