الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٤ مساءً

الدولة لإنهاء الكيان الموازي

عبد السلام محمد
الاربعاء ، ٢٦ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٤٨ صباحاً
التنظيم السلالي والكيان الموازي للدولة اليمنية استخدم الحوثيين كحذاء فقط وكان على استعداد للتحالف مع أي جهة تسقط الدولة اليمنية منذ فقدوا حكمها في 26 سبتمبر 1962م.
الكيان السلالي أهدافه واضحة والتقت مع أهداف الحوثيين المدعومين من إيران وأهداف صالح للبقاء في الحكم فتحالفوا ضد اليمنيين ليكملوا مسيرة التجريف التي بدأها صالح منذ ثلاثة عقود استعدادا لمرحلة توريث الحكم.
الكيان السلالي الموازي للدولة اليمنية كان قد تمكن من السيطرة على مفاصل الدولة منذ أمد وكان ينتظر الفرصة المتاحة والثوب المناسب للظهور أمام اليمنيين تجنبا لتكرار الانتقام .
لقد كان رجالات السلالة والكيان الموازي في انتظار اللحظة التي يلغي فيها صالح الانتخابات لإعلان حكم العائلة وقد تغلغلوا في الأنظمة الموازية من الحرس الجمهوري والمؤسسة الاقتصادية وبنك التسليف وسيطروا على أهم إدارات الدولة المرتبطة بادارة المال والبشر والسلاح ؛ وحين شعروا انه يجهز ابنه لتوريث الحكم تغلغلوا في الدائرة الخاصة بحذر استعدادا للانقضاض على اليمنيين بواجهة احمد علي صالح فاصبحوا يحكمون مكتبه ومخابراته.
وحين ثار اليمنيون ضد نظام صالح في 2011م أرسلوا 3 الف مقاتل لتشجيع صالح على الانقضاض على الساحات وارسلوا قيادات عسكرية لتشجيع علي محسن الأحمر على الانقلاب وقيادات اجتماعية لأبناء الشيخ الأحمر وقبائل ارحب لتوسيع المعارك خارج إطارها الجغرافي والدفاعي.
بعد شعورهم بالفشل نتيجة المبادرة الخليجية أعادوا تشغيل زر إيران واستخدام الحوثيين كجناح مسلح غبي يسهل عليهم مهمة التجريف، ومن خلفه كان صالح ينتظر كل هذا التحالف ليدعمه ويموله؛ ولكن التنظيم السلالي والكيان الموازي للدولة يتحين فرصة البقاء في الدولة بواجهة الانقلاب أو المحاصصة السياسية أو حتى بواجهة صالح والمؤتمر وحتى بواجهة الأحزاب الصغيرة التي نشأت من كيان المؤتمر أو من كيانه السلالي بل حاول اختراق الأحزاب الكبرى الإصلاح والناصري والاشتراكي؛ والآن عاد للعب بواجهات متعددة بينها المؤتمر والحوثي في ميدات الحرب ومبادرات التيار الثالث في عملية السلام هروبا من أي هزيمة تناله مباشرة واستعدادا لجني ثمرة الانقلاب بدلا عن عائلتي صالح والحوثي !
لقد حقق الكيان الموازي والتنظيم السلالي عدة أهداف من أهمها تدمير بنية الدولة وإفشال أهداف الجمهورية وتحقيق مكاسب مالية واقتصادية إعادة الهيمنة على أهم مفاصل الدولة وتدمير الجيش اليمني والأمن والمخابرات وتمزيق النسيج الاجتماعي وتجريف العمل السياسي وتدمير بنية الدولة وخلط الأوراق وتجنيد عشرات الآلاف للعنف والفوضى وإسقاط العملية التعليمي وتجهيل جيل بكامله وإنهاء كل طبقات المجتمع اقتصاديا مع بقائهم الكتلة الصلبة الأكثر قدرة على توفير المال والسلاح .
ذهب الحوثي وصالح وسيذهبون إلى غير رجعة لكن لا زالت دورة حرب تنتظر اليمنيين مع كيان السلالة الموازي لنظام الدولة فإما تجريم وعقاب بيد القانون والعدالة وأما انتقام لعقود قادمة.. فما ترك هؤلاء عين بلا دمعة ولا قلب بلا شجن ولا بيت يمني بلا الم ولا روح يمانية بلا قهر.. استعادة الدولة لضرب هذا الكيان بأدواتها هو الأفضل من الانتقام المجهول فهل يعي الانقلابيون مقدار الجرح الذي فتحوه والشرخ الذي أحدثوه لصالح التنظيم السلالي؟