الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٦ مساءً

سلوك أبوظبي في اليمن لن يتغير

أحمد الزرقة
السبت ، ٠٣ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٤ مساءً
هناك معركة لإستعادة الدولة، وعلى ضوء ذلك تدخل التحالف بطلب من هادي.. وتم قطع مسافة لا بأس بها في هذا الطريق.
كانت العملية تسير بخطوات حثيثة، اُنجز خلالها تحرير واستعادة مناطق كبيرة، وبدأ الانقلابيون في التعرض لهزات كبيرة.
ولكن حدثت انتكاسة بسبب ظهور تباينات في صفوف التحالف، وتم الانجراف باتجاه معارك جانبية كشفت مدى افتقاد التحالف لرؤية موحدة، وتم تفويض بعض أطراف التحالف بإدارة ملفات المناطق.. وتراجع الهدف الرئيس وبرزت اهداف صغيرة، عززت الانقسام وافرزت مشاريع صغيرة هدفها خلق واقع جديد لا علاقة له بالمشروع الاساسي الرامي لاستعادة الدولة اليمنية.
القفز على الواقع الإنشغال الجانبي، عقد المشهد على الارض، وبدلا من مواجهة الانقلاب تم تقديم خدمات كبيرة له ومده بالكثير من فرص التملص من فكي الكماشة، وظهرت نتواءت متقيحة بخلفيات لا علاقة لها بالواقع اليمني، بقدر ارتباطها بمخاوف أطراف التحالف غير الواقعية.
وبدلا من مواجهة الإنقلاب، تم تعزيز الانقسامات وتغذية الصراعات داخل التحالف وفي اوساط الاطراف الداخلية.
نجم عن ذلك تخفيف الاندفاع باتجاه القضاء على الانقلاب، وبدلا عن دعم الشرعية تم اضعافها وتحييدها في المناطق المحررة لصالح دعم كيانات تحاول القفز على الدولة والشرعية لإنتاج واقع جديد ومشوه، يؤدي في النهاية لخنق الشرعية واضعافها وجعلها هي الطرف الاضعف،.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تواصل لشيطنتها وتحميلها اخطاء ادارة التحالف وتبايناته.
الحكومة الشرعية في المقابل ظهرت منعدمة الحيلة مسلوبة الإرادة، مصابة بدوار العجز والضعف، ويبحث عدد من اركانها عن فرص الخلاص الفردي بممارسة الفساد،.
عجزت الشرعية عن فرض نفسها ولم تتمكن من تكريس عمل مؤسسي، بسبب انفصالها عن الواقع واستمرار وجودها خارج البلاد، ولم تتمكن من الاستقرار والبدء بعملية الاستفادة من الامكانات المتاحة، والمتمثلة بالبحث عن مصادر الدخل بالرغم من سيطرتها على منابع النفط والغاز ولم تنجح في عملية تصدير النفط عبر حضرموت او تشغيل ميناء عدن والموانئ الاخرى.
وادى انعدام الموارد لضعف اداءها وفشلها في إدارة المناطق المحررة وتقديم صورة ناجحة عن تلك التي تقدمها المليشيا في مناطق سيطرتها، وبدلا من قيام التحالف بدعمها خصوصا في عدن وحضرموت وغيرها، تعاملت الإمارات مع الحكومة بطريقة غير مفهومة، وبدلا من دعمها بذلت جهودا كبيرة لافشالها عبر تحكمها في الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورفض تبعيتها للحكومة الشرعية، بالرغم من حرص الحكومة على عدم التصادم مع الإمارات، ولم تأل جهدا في تقديم الشكر لحكام ابو ظبي على مختلف المستويات بالرغم من معاناتها المتكررة من سلوكها العدائي ودعمها للفصائل المناوئة للشرعية.
لن يحدث تحول قريب في المدى المنظور في سلوك ابو ظبي في اليمن ، وهي تعتقد ان سكوت الرياض على سلوكها ضد الحكومة الشرعية دليل على تفويض كامل لها، وموافقة على سلوكها باعتبارها الشريك الاكثر قربا منها..