الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٥ مساءً

اليمن مقبرة مشروع التفريس

أحمد الجار الله
الثلاثاء ، ٢٠ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:١٦ مساءً
مضى نحو ثلاث سنوات على الانقلاب الحوثي الذي أدخل اليمن في حرب أهلية، وفتح أبوابها امام الجماعات الإرهابية المتطرفة، كتنظيم “القاعدة” و”داعش” واستدرج إيران الى الخاصرة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، وفي كل ذلك لم تستطع هذه الميليشيا تثبيت سلطة الأمر الواقع، بل أنها يوميا تتراجع في العديد من المواقع تحت وطأة ضربات التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
ثمة بديهية تغيب عن بال الانقلابيين، أعني ميزان القوى الذي ترجح كفته لمصلحة التحالف العربي، وهو قادر على حسم الحرب في غضون أيام، لكن حفاظا على المدنيين الذين يتخذهم الانقلابيون دروعا بشرية، يستمر في دحر الاحتلال الفارسي المقنع بقناع الحوثيين خطوة… خطوة، ومهما طالت الحرب، وانفق من مال عليها، فان التحالف يبقى الرابح الأكبر لأن حماية الأمن القومي للإقليم أغلى بكثير من كل الثروات.
في كل الأحداث اليمنية كانت هناك منظومة إعلامية تابعة للميليشيات الحوثية، وإيران و”حزب الله” ومعهم طبعا منابر المخلوع علي عبدالله صالح تعمل على تزييف الوقائع وتختلق الاكاذيب عن انتصارات، غير ان هذه المزاعم لا تنطلي على الملايين من اليمنيين الذين يعيشون الأحداث ويسألون: إلى متى ستُبقي هذه العصابة اليمن في الجحيم؟!
على الحوثيين أن يقعلوا عن المسرحيات الإعلامية التي لن تفيدهم في شيء ولن تبعد عنهم سيف المحاسبة، لأن العالم الذي يتابع جرائمهم، أكان في المجازر التي يرتكبونها، أو منعهم المساعدات الإنسانية والطبية عن المواطنين الذين يتلطون خلفهم، فهذه الجرائم ستدفع بالانقلابيين إلى المحاكم الدولية حيث سيقول الحق كلمته.
لقد فات الحوثيين أن هذه المنطقة لا تقبل أي مشروع طائفي وبالتالي لن يستطعيوا ادخال طاووس الغرور الفارسي إلى الجزيرة العربية، فمثلما هزمت الأمبراطورية الفارسية سيهزم المشروع التوسعي الحالي، ولن تتغير الثقافة الدينية للمنطقة، تماما كما كانت حال مصر مع جوهر الصقلي الفاطمي الذي حاول تشييعها، وبنى الجامع الازهر من أجل ذلك، لكن الفاطميين اندرسوا وسقط مشروعهم وبقيت مصر على مذهبها، وكذلك سيحدث اليوم في اليمن ولن يتمكن الحوثيون من تغيير الطبيعة الثقافية الدينية لشعبه.
هذه الحقيقة يجب ان تفهمها ايران قبل الحوثيين وتكف عن المشروع التوسعي المغلف بشعار “تصدير الثورة” و”الولي الفقيه” لأن زمن تغيير ثقافات الشعوب الدينية قد ولى إلى غير رجعة، وكما تريد هي من الآخرين احترام هويتها الدينية عليها احترام هوية الآخر وتنسحب من اليمن الذي سيكون مقبرة مشروعها، عاجلا وليس اجلا.

*السياسة الكويتية