الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً

توقفوا.. من أجل اليمن

معمر الإرياني
الاربعاء ، ٢١ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٢٧ صباحاً
في الوقت الذي يفترض أن تتكاتف فيه كافة الجهود والامكانات في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الوطن لتحقيق هدف واحد ووحيد وهو دعم وإسناد السلطة الشرعية والتحالف العربي ، ومواجهة المليشيات الانقلابية واستعادة المناطق التي ما زالت واقعة تحت سيطرة الحوثيين ، وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، نُفاجأ بحملات اعلامية محمومة تستهدف الحكومة الشرعية وتحاول جرنا الى معارك جانبية وتحاول ايضاً التقليل من حجم الانتصارات التي تحققت في مختلف الميادين بجهود المخلصين من كل أبناء الوطن وتضحيات أبطالنا في الجيش الوطني ودعم الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي عهده الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. هذا الهجوم الذي تتعرض له الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي والذي ظهر فجأه وارتفعت وتيرته بحدة مع الأحداث التي تشهدها المنطقة، لا يمكن النظر اليه من زاوية وطنية سوى باعتباره نوعاً من المكايدة الخارجة عن الحصافة السياسية والمنطق والمصلحة الوطنية العليا، والتي لا تراعي ظروف وحساسية المرحلة التي يمر بها الوطن ولا الجهود التي تبذلها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن صالح ودولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عببد بن دغر، بالتعاون مع الإخوة الاشقاء في التحالف العربي من اجل إستعادة اليمن كله إلى الحضن العربي. فالجميع يعلم أن حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر لم توكل اليها شئون تسيير أمور الدولة على طبق من ذهب او في ظل ظروف طبيعية شأنها شأن باقي حكومات العالم أو حتى حكومات اليمن المتعاقبة، وأنها ما زالت حتى اللحظة تدير أمورها من عاصمة مؤقتة وبخزينة شبه خاوية واقتصاد مدمر، ومحكومة بقواعد الحرب والاشتباك، وأن فتح منصات تفتيش لتقييم أدائها وتحميلها مسئولية كل الاخفاقات في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية للمواطنين والتي خلفها الانقلاب هو نوع من العبث والتجني، ولا يخدم إلا الانقلابيين ومن يقف خلفهم ويمولهم، بل إنه يكاد يبرئهم من كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الوطن والمواطنين. لقد ورثت الحكومة تركة ثقيلة لحرب لم تنته بعد وما زالت قائمة حتى اليوم ومواجهات عسكرية مفتوحة ، وبنية تحتية شبه مدمرة ، ونهب الخزينة العامة، وتدمير منظم للدولة ومؤسساتها بما فيها مؤسستي الجيش والأمن، وانهيار للمؤشرات الاقتصادية، واستهداف ممنهج للنسيج الاجتماعي ومحاولات خلق الفتنة الطائفية وتغذية النزعات المناطقية، وانتشار واسع للجريمة، وتوسع في سطوة الجماعات الارهابية التي تنشط بتماهي كامل مع مخططات الانقلابيين، بالإضافة إلى المعوقات والمطبات اليومية التي تُزرع في أماكن عديدة بهدف افشال الدولة والحكومة. وقد حققت الدولة والحكومة بتكاتف كل القوى الوطنية ودعم منقطع النظير من التحالف العربي بقيادة المملكة الكثير من الانجازات على صعيد إسقاط الانقلاب، وبناء الدولة، وإستعادة المؤسسات الشرعية، وانتزاع المحافظات الواحدة تلو الأخرى، وإعادة الحياة وتطبيع الأوضاع للمحافظات المحررة، وتحسين الحالة المعيشية وتسيير حملات الاغاثة للمواطنين، ودفع جزء من الرواتب المنهوبة من الانقلابيين، واعادة بناء الجيش والأمن، ومواجهة الارهاب، والمحافظة على استقرار الوضع الاقتصادي ومنع انهيار العملة، وإدارة المعركة الخارجية مع الانقلاب، رغم الامكانيات المالية الضئيلة بفعل محدودية الموارد واستمرار سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء والحديدة والتي هي أحد أهم العوائق التي تقف في طريق الأداء الذي ننشده جميعا، وما زالت جهود الحكومة متواصلة رغم كل العراقيل. كما أن هذه الحكومة ليست تعبيراً عن لون أو طيف سياسي واحد ضمن القوى المنضوية ضمن تحالف مساندة الشرعية، فكل التيارات والأطياف السياسية والقوى الوطنية ممثلة في هذه الحكومة التي تحمل على عاتقها مهام استثنائية من تاريخ اليمن، بالتالي فإن أي نجاح تحققه الحكومة هو نجاح للجميع وأي فشل تُمنى به لا سمح الله سيعني فشل الجميع، وسيكون له تبعاته الخطيرة على الوطن ومعركته المصيرية مع الانقلابيين والارهابيين. لذلك فالمفترض علينا كقوى وطنية أن نعمل بكل صدق لخدمة بلدنا، وتوجيه كل طاقاتنا وقدراتنا وجهودنا لدعم ورفد الأداء الحكومي، وتوفير الخدمات الأساسية وإعادة الحياة وزرع الأمل والابتسامة في وجوه المواطنين، والعمل من أجل المواطن البسيط الذي يبحث عن أقل الحقوق في ظل انعدام ابسط مقومات الحياة كنتيحة حتمية للانقلاب وممارساته التدميرية، طالما والهدف الذي يجمعنا هو الانتصار للوطن . كما إن علينا جميعاً أن نعي ظروف ومتطلبات وحسابات المرحلة وحجم الصعوبات والتحديات التي نواجهها، وان تكون علاقتنا الاستراتيجية والمصيرية مع المملكة. كما يجب علينا النأي بأنفسنا عن أي معارك جانبية تسيء لقضيتنا المركزية وهي استعادة الشرعية واسقاط الانقلاب، وعدم الانزلاق في مماحكات سياسية وجدل عقيم يخدم الانقلابيين ويزرع حالة الشك والاحباط والهزيمة النفسية في نفوس ملايين المواطنين الذين يعلقون آمالهم ويعولون علينا لإستعادة اليمن من براثن المليشيا الانقلابية الكهنوتية، وأن لا نقايض قضايانا المصيرية بأجندات لا تمت لمصالحنا الوطنية بشيء، فالتاريخ لن يرحم أحداً.