الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٩ صباحاً

حينما تموت الأمة ببطء

فائز سالم بن عمرو
الأحد ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
نشر مركز الخليج للدراسات بان الطفل العربي يقرأ بمعدل 7 دقائق في السنة مقارنة مع الطفل الأمريكي الذي يقرأ بمعدل 6 دقائق يومياً . أما الكتب والمطبوعات المخصصة للطفل في العالم العربي فهي لا تتجاوز 400 كتاب في العام في حين يبلغ نصيب الطفل الأمريكي مثلاً من الكتب في العام 13.260 كتاباً بتفوق للطفل الأمريكي بنسبة 33.15% ، لكن المعضلة الكبيرة عند العرب دعاة اللعب بالحجر والبيضة وأمة اقرأ أن تعاملوا مع هذا الحدث الذي يثير الخوف والرعب ويدفع إلى الخروج إلى الشارع وإعلان الثورة على الجهل وإزاحة حكومات وأنظمة ، فقد تعاملت النخب وقوى المجتمع مع هذه الكارثة بعقلية متخلفة وغريبة تجلت في :

أولا : الإعلام المرئي قام بنقل الخبر في بعض القنوات وتوارى الخبر محتلا المرتبة الأخيرة في النشرات الإخبارية ولم يتم تكراره أو تحليله أو دراسته أو عرضه في صدر النشرات الإخبارية .

ثانيا : القوى المجتمعية والأحزاب والمنظمات والجمعيات ، فهذه المؤسسات لم تصدر بيانا أو حتى نشره أو تنويه تحذر من هول هذه الكارثة ، فهي إلى الآن منغمسة في العمل السياسي والثوري .

ثالثا : الإعلام المقرؤ " الصحف " وهي أيضا إلى الآن تخلو معظم صفحاتها من الحديث ولو عرضا على هذا الخبر المفزع .

رابعا : المثقفين والنخب لم يسمع صوتا يناقش أو ينادي بدراسة هذه الظاهرة أو إصلاح المناهج التعليمية والأنماط الاجتماعية والسلوكية في التعامل مع الطفل العربي .

لا شك أن المجتمعات البشرية يسودها الضعف والعجز والتقصير شانها شان أمور الحياة كافة ولكن مراكز الدراسات والخبراء ومنظمات المجتمع والحكومات تدرس هذه الظواهر وتضعها أمام المجتمعات بشفافية محذرة من خطورة انتشار مثل هذه الظواهر وتؤسس لأرضية متكاملة من المعلومات التي تكون مشاعا للجميع من حكومات ومؤسسات ومنظمات لتكون محطة انطلاق صحيحة للبحث والتقصي والدراسة والتحليل ، وهذا الاتجاه الجمعي من قبل مؤسسات المجتمع لا يعذر المثقف والفرد أن يتوجه في المشاركة في مواجهة أزمات وإمراض المجتمع وتنميته

تواجه الشعوب والمجتمعات في عصر التكنيلوجيا والانترنت وانتشار التواصل الاجتماعي والميديا هروب ونفور من القراءة بشكل عام بين الأطفال والكبار وتنتشر هذه الظاهرة في جميع المجتمعات المتطورة والمتخلفة ولكن الفرق بين المجتمعات النامية والدول المتطورة بان الدول المتطورة تعترف بهذه الظاهرة وتوثقها وتملك مخزونا هائلا من المعلومات والمعطيات والوقائع عن ظاهرة قلة القراءة وتحاول تطوير أساليب تربوية واجتماعية لتشجيع الطلاب على القراءة والكتابة ، بينما الشعوب العربية إلى الآن لا تعترف بهذه الظاهرة والبعض ينكرها ولا توجد لدينا ابسط الأرقام عن الأمية وانتشارها وفي أي فئة تتركز وتزيد ، وما أسبابها ؟ ، فضلا عن البحث عن حلول لهذه المشكلة ، وإذا اعترفنا بمشكلة قلة القراءة وضعف الثقافة الذي يتمتع بها المواطن العربي ، فإننا نتقاذف المشكلة ويتهم منا الآخر بنتائج هذه الكارثة دون بحث عن الحلول والمخارج أو تنسيق وتعاون بين هذه الهيئات والمؤسسات الأفراد للوصول إلى نتائج جيدة .

ما نبتغيه في هذا المقال إلا نثقل أنفسنا بالنقد ونفشل أعمالنا بالإحباط فظاهرة العزوف عن القراءة في المجتمع موجودة وتتجذر مع مرور الأيام وهي ظاهرة لها أسباب كثيرة توجب منها الوقوف على الظاهرة وتوصيفها بشكل دقيق يتناسب مع الواقع ومن ثم نبحث عن الحلول للتخفيف من هذه المشكلة .

يتحمل الإعلام مسؤولية كبيرة في توعية المجتمع عن هذه الظاهرة التي في رأيي هي محل إجماع من الجميع ولذا أطلق مبادرة إلى إخوتي الإعلاميين لتخصيص يوم للعمل الاجتماعي والتطوعي وليسمى " يوم للثقافة " نعطي أبناءنا يوم في كل شهر لنخرج إلى المدارس والطلاب ننشر فيهم قيم القراءة والكتابة ونبحث عن أسباب عزوفهم عن القراءة ، وقد واجه كثير من الطلاب هذا السؤال التقليدي : انتم متهمون بأنكم جيل كسلان ولا تبذلون جهدا في القراءة والكتابة والإبداع مثل أسلافكم ؟ ، فكانت الإجابة : لان صحفكم ووسائل أعلامكم لا تعبر عنا ولا عن قضايانا ؟ ! .