السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً

إذا نطق ....

إلهام الحدابي
الاثنين ، ٠٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
ما قيمة الدم اليمني في الميزان الأمريكي!!سؤالً يجب أن يتصدر أذهاننا ونحن نستمع إلى تصريحات السفير الامريكي،وليس بالضرورة أن يتضمن تصريحه الفج أي إجابة،لأننا ببساطة نعرفها مسبقاً…

فالطائرات التي ضربت المدنيين في أبين ،والموت المجاني الذي توزعه أمريكا بصمتها على جرائم الحرب التي وقعت ولازالت في اليمن أكبر دليل على أن الدم اليمني…كل الدم اليمني لا يساوي ورقة المصالح الأمريكية في اليمن.

قصة المصالح الأمريكية في اليمن ليست وليدة أحداث بعينها،وإنما تاريخ تواطؤ قذر بدأءت فصوله منذ اعتلى صالح العرش،حيث أسفر ذلك التواطؤ على بخس الدم اليمني في السوق الأمريكية،فحلقت الطائرات بدون طيار في أحداقنا المذهولة،وصبغ الدم البريء شاشاتنا، واعتدنا على قراءة السيناريوهات التافهة،والتي تقيد تلك الجرائم باسم القاعدة او مجهوول!!

أما التعاون اليمني الأمريكي فقد خرج عن إطار التبادل العسكري والأمني المغلف بالتبادل الثقافي،إلى دهليز حقيقته إحتلال وظاهره تطور!!والقوات الخاصة والتدريب المكثف كرس لخلق حماية شوهاء لاتصب بتاتاً في مصلحة اليمن أو شعبه،أما الدعم الأمريكي للثورة اليمنية فهو لم يخرج عن حقيقة كونه مجرد شعارات جوفاء تسعى لركب الموجة ليس إلا.

ونلاحظ الدعم القوي والحقيقي الذي تمدنا به أمريكا،حيث يتضح أن هذا الدعم لا يصب بتاتاً في مصب الثورة أو مسيرتها وإنما يحرص على الحفاظ على الحليف الذي كان أشبه ببقرة حلوب،تجر اليمن ومصالحها إلى حتفها، من أجل الحفاظ على مصالح الغير ولو على حساب النفس.

التصريح الذي أتحفنا به السفير الأمريكي،كان أشبه بورقة توت لا تستر أي عورة لأمريكا امام شعب ألف تفاهات دولة تدعي العظمة،حيث تحدث عن ارتياحه من سير حكومة الوفاق،وعبر عن رغبته في تطبيق قانون الإنتخابات الذي يقتضي تفعيل قانون الحصانة!!وعبر عن استيائه من العنف واللاسلمية التي تقلدتها مسيرة الحياة،مؤكداً على ان تلك المسيرة استفزازية وتهدف إلى العنف،و..لم ينتهي هذره الممجوج.. وفي هذا السياق يحق لنا أن نتساءل لماذا؟وكيف؟وعلى أي أساس حكم على مسيرة الحياة بأنها لا سلمية!وأي عين تلك التي أخبرته عن أسلحة لا تخرج عن مفهوم الصدور العارية!وأي عين تلك التي أعمته عن رؤية الرصاص ومصدره!

في الأخير اتضح لنا حقيقة دور السفيه الأمريكي،والذي لا يخرج عن كونه بوقاً آخر لصالح ونظامه الفاسد،ومع ذلك يتصدر وجهه القبيح شاشاتنا ليعلمنا مفهوم السلمية!!حيث صرح بأن السلمية ليست عدم حمل السلاح، ومن هذا المنطلق حكم على الصدور العارية بأنها قنابل نووية،يبدو أنه ما زال يعيش في وهم الحرب على العراق،حيث بررت دولته سابقاً قتل الأبرياء- تحت إطار السلمية-بحجة إنهاء أسلحة الدمار الشامل ،والذي اكتشفه العالم مؤخراً بأنه ليس سوى يد طفلة سحقت تحت الدبابات الأمريكية،أو ملامح شاخت رغم شبابها بفعل الإرهاب الذي نثرته أمريكا باسم السلام،وبعد ذلك يحق لنا أن نتساءل معاً:عن أي سلمية يحدثنا!!!!

وبأي حق يطالب الشباب بأن يوقفوا مسيرهم الثوري!!وبأي حق يحكم بأن الشعب قد حقق 90% من أهدافه من خلال المبادرة الخليجية!!وفي هذا الإطار نريد أن نوجه له تساؤل….إذاً ماهو 10% بالمائة الذي لم يتحقق بعد!!

جرالد فاير ستاين….هو الوجه الأبشع لأمريكا وأذرعها،وما تفاهاته تلك إلا ملخص لصوت التفكير الأمريكي حيال جسد اليمن،لكن ليدرك جيرالد وسلطاته بأن اليمن ليست كعكة العراق،وإنما قطعة حلوى مغمسة بالدم،وما إن تتذوقها أمريكا إلا وينتهي بها المطاف في مزبلة تاريخية فتحت لها منذ ولجت العراق وافغانستان.