الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢١ مساءً

حزب الامة ..هل يكون حزب الثورة ؟؟

عبد الرحمن البخيتي
السبت ، ٠٧ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
إن إشهار حزب الأمة في هذا الوقت يعتبر خطوة جريئة وذكية في وقت واحد ، خاصة وان هناك في الساحة اليمنية من ينوي القيام بإنشاء أحزاب لتيارات ومشارب سياسية مختلفة ،سوى تلك الجماعات التي انشقت عن أحزابها أو المجموعات الأخرى التي تريد خوض العمل السياسي من بابه الصحيح .

لكن لا هذه ولا تلك امتلكت الشجاعة الكافية، ولا أقول القدرة لا نجاز ما نوت القيام به .

ورغم أن لكل منهم أسبابه وموانعه وظروفه التي نجهلها ، ولكنا على الأقل نعرف أن النوايا شي مختلف عن الفعل ، ونعرف أيضا أن القدرة على الفعل تحتاج إلى شجاعة كافية لترجمة هذه القدرة على الواقع .

ومن هذا المدخل فجميعنا يستطيع التمني أو القول انه سيعمل وسيفعل ولكن هم القلة من يستطيع أن يترجم أقواله إلى افعا ل ، وهذا هو ما حدث بالنسبة لمؤسسي حزب الأمة الذي تم إشهاره أخيرا ، فقد قامت هذه المجموعة بالتقاط طرف الخيط الذي مدتة الثورة الشبابية الشعبية في الساحات والميادين في عموم اليمن ، وصاغوه برنامجا لحزبهم كتبوه بدماء شباب الثورة ونقلوا بين سطوره أماني وأحلام وتطلعات الغالبية الساحقة من ابنا هذا الشعب .

يبدوا ذلك واضحا عند قراءة مشروع النظام الأساسي للحزب رغم الحكم المسبق عليه بنا على الشائعات ، الإ انك تحس اثنا قرأته باستثناء المسميات أن هذا هو ما تريده أنت ، وما أريده أنا من أي حزب كان ، وان هذا البرنامج هو ما يطمح إليه الجميع بدون استثناء ، فهذا هو ما يتحدث به الناس في الشوارع والمقاهي والمقايل وفوق الباصات ، انه برنامج بسيط فيه من الواقعية الشيء الكثير ، فهو يتحدث صراحة عن بنا الدولة المدنية ، وتحرير الإعلام من قبضة السلطة ، وينص على تحديد فترات زمنية محدده لقياداته ، وجعل الباب مفتوحا لجميع منتسبيه للوصول إلى جميع مراكزه بما فيها الهيئات العليا للحزب .

باختصار إن برنامج حزب الأمة فيه رؤية جديدة للعمل الحزبي تلبي مطالب شباب الثورة بوضوح تام ، على رأسها مدنية ألدوله ، كما اختزل برنامج حزب الأمة معاناة وهموم الشعب ومطالب شباب الثورة وصاغها بوضوح مبأدي أساسية لحزب سياسي شعبي أتوقع أن يواجه بسبب ذلك حملة عدائية شرسة غير مسبوقة ، وستكال له التهم من الأصدقاء والأعداء على حد سواء .
وإذا حدث ذلك وهو حادث بالتأكيد فأنه على الأرجح سيكون من أعظم العوامل التي ستعجل بنجاح حزب الأمة وستجعل منه الحصان الأسود في أول انتخابات برلمانية ورئاسية تجري في اليمن بعد الثورة .

إن توقعاتي هذه لا تحتاج إلى عبقرية المحللين ولا ذكاء السياسيين ، ولكن بنظرة فاحصة لتوقيت إعلان الحزب وطريقة إشهاره ، وأسلوب القائمين عليه تدلنا أننا أمام مرحلة ديمقراطية جديدة أفرزتها مخرجات الثورة الشبابية الشعبية ، والتي حددت مطالب المجتمع وتطلعاته ، وكتبت همومه بدماء شهدائها ، وألغت حواجز الخوف الأمني وكسرت الحاجز النفسي بين المذاهب المختلفة ، ووضحت لنا ملامح المرحلة القادمة ببساطة ووضوح وبلغة يفهمها عامة الشعب ومثقفيه .

وقد التقطها مؤسسي هذا الحزب وجعلوها برنا مجا لهم ، معتمدين على قراءة صحيحة لنبض الشارع وحاجاته ، جاعلين من الدين والايدولوجيا ثقافة عامة وملك لجميع الشعب لا تحتكره فئة ولا مذهب .

وهنا مربط الفرس وهنا برزت الجرأة في طرح رؤية حزب الأمة ، والتي ستخيف الكثير لأنها ستسحب البساط من تحت أقدامهم، سوى كانت أحزاب دينية أو جماعات مذهبية أو أحزابا ايدولوجية وكل هولا إذا ظلوا بنفس تفكيرهم القديم سيظنون أنهم الهدف لهذا الحزب الجديد ، الحزب المخيف لأصحاب المشاريع الصغيرة سياسية أو مذهبية أو سلالية أو منا طقية .

وكم أتمنى أن أكون مخطئا في تقديراتي ناحية ردة فعل الآخرين تجاه حزب الأمة ، آملا أن جميع القوى الفاعلة في الساحة تقراء الوضع قراءة صحيحة ، وتراجع مواقفها وبرامجها حسب مقتضيات الواقع الجديد الذي فرضته الثورة بعيدا عن التنظير في المكاتب والمجالس ، والاتجاه نحو الشارع مباشرة ، والقبول بمرحلة جديدة من التنافس لمصلحة الوطن والمواطن ، لان الثورة إعادة العجلة إلى مسارها ولن تعود إلى الوراء ابدآ، وان حزب الأمة ما هو إلا أول قطرة من غيث الثورة الشبابية المباركة ، فهل يكون هذا الحزب هو حزب الثورة بعد أن جعل مطالبها برنامجا سياسيا له ؟؟ .