الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٤ مساءً

اللحظة الأشد ألماً في حياتي

د.لبنى حسين المسيبلي
الاثنين ، ٢٣ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
أصعب لحظة في حياتي كانت لحظة النطق بالحكم على أطروحتي للدكتوراه، أما اللحظة الأشد ألماَ في حياتي هي هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور لأرثي السيدة الفاضلة فاطمة العاقل الصديقة للمئات، والأم الحنونة للآلاف ، والأخت الحبيبة لمئات آلاف .

العمل الخيري عمل شاق وليس بهين لمن هو بكامل قواه الصحية والجسدية. فما بال أن التي تقوم بهذا العمل قد جمعت بين ضرين ضر؛ كونها أنثى(وليس الذكر كالأنثى) وضر أنها أُخذت منها حبيبتيها.إلا أن الله هون لها ويسر لها هذا العمل فأستعملها لخدمة عباده وآمائه من المحتاجين والضعفاء وحتى الأقوياء منهم .

وما نجاحك أُخيتي الحبيبة في العمل الخيري من خلال جمعية الأمان لرعاية للكفيفات وما لحقتيها بمؤسسة خذ بيدي، إلا دليل على أن الله جعلك مباركة أينما حللت. وما الأيادي الخضراء التي كانت تعينك على عمل الخير إلا لثقتهم آلا محدودة بك أستاذتي وبالتأكيد هذه الثقة لم تأت من فراغ ولم تأتي لكونك أبنه رجل الأعمال الفاضل أحمد العاقل رحمة الله عليكما ولكن لأني عايشتك فأني أعلم من أين أتت هذه الثقة أتت بجهود مضنية وتعب ولا أنسى ذلك الذل وتلك المهانة اللتان واجهتيهما كثيراَ عند قرعك الأبواب لطلب الدعم المادي أو النقدي.إلا إنك صبرتي و أحتسبتي ذلك الذل وتلك المهانة عند الله عز وجل فعوضك بهما عزة وكرامة. وما جنازتك إلا دليل على هذه العزة والكرامة وما عزاء الناس لأسرتك في اليمن والذين آتوا من خارج اليمن، ونعيهم في الصحف والمجلات، ومواقع الشبكة العنكبوتية إلا دليل آخر على هذه العزة والكرامة. "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"

أُخيتي الحبيبة فاطمة لم تقهر يوماَ من أحد جرحك لأمر دنيوي أبداَ أبداَ ولكن قهرتي وبكت عيناك أشد البكاء وتكبدتي لما حصل للوطن عندما دخلت البلاد في حرب ساخنة ثم فترة الحرب الباردة مما أثر هذا القهر على كبدك وكان سبباَ لوفاتك.
غيابك عنا ترك فراغ كبير على المستوى الشخصي وسيترك فراغ أكبر على مستوى العمل الخيري. .وأني لأخشى على ما أسستيه يا أخُيتي فاطمة من أن يموت بموتك.لأني أعلم تماما أن الدعم الذي كان يأتي إليك هو لثقة هؤلاء المحسنون بشخصك وكانوا على يقين أن أموالهم تذهب فيما أرادوها أن تنفق.

وهنا أناشد الأيادي الخضراء أن لا توقفوا دعمكم ولا تقلصوه فهو في ميزان حسناتكم أولاَ ثم صدقة جارية للسيدة فاطمة العاقل.

أسأل الله العلي القدير أن يعصم قلبي وقلب أهلها ومحبيها ولا أقول إلا إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فارقك يا فاطمة لمحزونون.

أسأل الله أن يحشرك مع الرسل، والأنبياء، والشهداء، والصديقين وحسن أولئك رفيقا.