الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٩ مساءً

سلاح التكفير .. وسياسة الكيل بمكيالين

عبدالله بن شهاب
الاربعاء ، ٢٥ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
لعلنا وصلنا اليوم إلى الزمن الذي قيل فيه يصبح الحليم حيران !! فلقد انتشر سلاح فتاك من نوع جديد وهو سلاح التكفير لايدري أحدنا لماذا يكفر فلان من الناس لقول قاله ولا يكفر آخر لقول مشابه ولم التكفير من أساسه ؟!!

التكفير حكم خطير وسلاح قاتل يفتك بالأمة أشد من أي سلاح دمار شامل .. ففي عصرنا الحالي صارت بعض الجماعات تجيد استخدام هذا السلاح لضرب كل من اختلف معها أو خرج عن نهجها في حين تمتنع عن استخدامه لحفظ صورة أفرادها والمحسوبين عليها.

إن المتابع في الأيام القليلة الماضية يرى الحملة الشعواء التي شنت على إحدى قيادات " الثورة الشبابية " وهي عضو الحزب الإشتراكي بشرى المقطري بعد مقالها "سنة أولى ثورة " والذي يبدوا أنه خانتها الكلمة في التعبير عما بداخلها واستغله البعض لتكفيرها وتوزيع المنشورات بذلك وربما وصل الأمر للتحفيز على قتلها !! وفي نفس الوقت لم تحرك تلك الجماعات ساكنا لتصريحات مشابهة من قيادية أخرى في " الثورة الشبابية " وهي عضو مجلس شورى حزب الإصلاح توكل كرمان والتى جاءت في مقابلتها مع إحدى القنوات الفضائية رافضة أن يكون الإسلام مصدرا للتشريع ! ولعلها هي الأخرى لم تعن مافسر به كلامها من قبل من هاجمها !

هذا ليس جديدا في التاريخ ولعل القارئ يتذكر بالأمس القريب تكفير الجزب الاشتراكي اليمني إبان حرب العام 1994 لأسباب مشروعة أو غير مشروعة ليعود من كفروهم فجأة ويتحالفوا معهم بل ويمتدحوهم وكأن من كفروهم بالأمس لم يكونوا مسلمين حال تكفيرهم وإنما هم حديثي عهد بالإسلام .

إن منطق التكفير لمن هب ودب مرفوض تماما في ديننا الحنيف وقد قال رسولنا الكريم في حديث بما معناه أنه من قال للمسلم يا كافر فقد باء بها أحدهما .. والمسلمون اليوم أحوج من أي وقت مضى لأن يبحثوا عن العوامل المشتركة فيما بينهم وأن يغضوا الطرف عن عوامل الإختلاف فأصابع اليد نفسها لا تشبه بعضها ولو أردنا أن يسير الناس على هوانا لما طاب للعالم عيش ولا نام للكون جفن !