الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٤ مساءً

نريد شيخا عن طريق الانتخابات وليس بالوراثة

عبدالحميد جريد
الخميس ، ٢٦ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
كماهو معروف أن الديمقراطية تعني أن يحكم الشعب نفسه بنفسه وتهتم جميع الشعوب بالديمقراطية حتى تنال استقلالها من الحكم الوراثي الديكتاتوري وان يكون هناك تداول سلمي للسلطة وبما ان جميع الشعوب العربية قامت باستجلاب النظم الديمقراطية من الدول الغربية حيث توجد هناك الكثير من الفجوات في التطبيق من حيث خصوصية الدول وعلى سياق الخصوصية للدول نرى أن الجمهورية اليمنية تتمتع بخصوصية عن غيرها من الدول وتتمثل تلك الخصوصية بهيمنة الشيخ ( شيخ القبيلة ) على عملية صنع القرار السياسي في الدولة والمتابع لجميع الأحداث التي تمربها البلاد اليوم ماتنفرج إلا إذا كانت بواسطة المشايخ .

وبما أن التعددية السياسية في الجمهورية اليمنية بدأت في العام 1990 م والذي هدف جميع اليمنيين من خلالها الى تطور القرار السياسي في اليمن الا ان المتابع لعملية صنع القرار السياسي في اليمن لازالت بنفس العقلية السابقة للتعددية السياسية وهي عقلية التحكيم القبلي والذي ذكرها أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد محسن الظاهري في احد دراساته عن القبيلة ( بالتحكيم السياسي) وبالرغم من الصراع بين الأطراف السياسية منذ قيام التعددية السياسية في اليمن كان هدفه الرئيسي يتمثل بتفعيل مبدأ التداول السلمي للسلطة ويتمثل ذلك من خلال التداول السلمي للسلطة المتمثل بوسيلتها الهامة وهي الانتخابات فمثلا نرى أن التداول السلمي داخل الأحزاب نفسها والملاحظ إنها ضئيلة جدا كذلك التداول السلمي داخل مجلس الشعب ( مجلس النواب ) مجلس الشورى لذا نرى إن التزكية لازالت هي المهيمن على كل شي . وبالمقارنة بالوراثة السياسية والوراثة (المشيخية )نلاحظ أن الوراثة السياسية تتركز على الهرم الأعلى في السلطة وكل المرافق الرئيسية التابع له وبالرغم أن اليمن لم تستطع أن تفعل ذلك المبدأ ( التداول السلمي للسلطة ) بالوسائل الديمقراطية المتمثل بالانتخابات وذلك من خلال ماقام به شباب الثورة من ترحيل على صالح بالقوة وليس عن طريق الانتخابات نلاحظ أن التداول السلمي لازال بعيدا عن ثقافة المجمتع اليمني وإذا ما أردنا أن نقضي على تلك الثقافة يجب علينا إن نطالب بقيام انتخابات لمشائخ القبيلة في اليمن حيث ولهم دور كبير ورئيس في صنع القرار السياسي اليمني حيث نرى أن الشيخ لازال هو المسيطر على المثقفين وذلك من خلال ( شراء بعض المثقفين ) وعلى الجيش وذلك من خلال الزواج الكاثولوكي بين شيخ القبيلة وبين الجيش .

والذي حاول النظام السابق أن يضمن ولاء كل القبائل لرمز النظام وليس لليمن وبالرغم من كل ذلك نرى أن هيبة الشيخ أصبحت اكبر من هيبة الدولة اليوم وكما ذكرت في بداية المقال ان حلول جميع المشاكل في اليمن هي من خلال الوساطات ( المشائخية ) وهذا يدل على ان قوة الشيخ أصبحت اكبر من قوة القوة وفقا للملاحظة المباشرة لمايحدث في ارض الواقع .

ولو قمنا بانتخاب المشايخ وقضينا على قضية ان الشيخ يولد شيخ قد ربما نصل الى واقع ديمقراطي حقيقي وفي ظل وجود الشيخ بالوراثة ستظل الديمقراطية منعدمة في اليمن مهما حاولنا التمثيل من خلال قيام انتخابات برلمانية أو محلية اورئاسية فليس جدوى لذلك فالديمقراطية ستكون أما بدون شيخ أو بشيخ منتخب .