السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٧ صباحاً

صناديق الإقتلاع وماذا بعد

فؤاد الشرفي
الجمعة ، ٢٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
في يوم الحادي والعشرين من فبراير ا توجه اليمنيون إلى الصناديق لاقتلاع نظام دام ثلاثاً وثلاثين عام في الحكم , نظام أطبق على قلوب اليمنيين وظلمهم وسلب حقوقهم جنوباً وشمالاً.

وفي هذا اليوم التاريخي اثبت اليمنيون بعكس التوقعات ومراهنات المعارضين على أنهم شعبٌ تواق إلى التغيير بطريقة حضارية تعكس عمقهم الحضاري وقد فاجاؤوا العالم بكثافة المشاركة في هذا الاستفتاء على اقتلاع هذا النظام وصدموا كل المراهنين على فشل هذا الاستفتاء.

بكل سرور أنجز هذا الاستفتاء وتحقق لهذا الشعب الصبور أول أهدافه باقتلاع رأس النظام فهنيئا لشعبنا تحقيق أول أهدافه وعلينا بالصبر لإكمال أهدافنا واحداً تلوا الأخر لقول الله تعالى ( إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم. و لتكن ثقتنا بالله كبيرة لأن التوفيق بيده لا بيد غيره.

فنحن ماضون بعون لله في إكمال أهداف الثورة السلمية بكل الطرق الحضارية التي بإذن الله سوف تذهل العالم.
والآن لنقف ونسأل أنفسنا بعض الأسئلة:
ماذا بعد أن ضحى الشهداء بأرواحهم؟
ماذا بعد أنين الجرحى؟
ماذا بعد بكاء الأطفال؟
ماذا بعد أن رملت النساء ؟
ماذا بعد أن ثكلت الأمهات؟
وماذا بعد أن هدمت الديار؟

وماذا بعد.......وماذا بعد.......وماذا بعد......
لو وقفنا دقيقة مع أنفسنا وتساءلنا هل هذه الأسئلة ستكون دافع لنا للبناء أم العكس ستكون أعذار واهية من أجل الهدم.
المهم الآن أن نسأل أنفسنا جميعاً كيمنيين ماذا بعد وما هو دور كل حزب وكل فئة وكل شخص في بناء هذا اليمن الجديد لبنة لبنة حتى ننجز وطناً يفخر فيه الجميع.

المطلوب الآن من الجميع هو الوقوف صفا واحداً في بناء اليمن الجديد لجعل اليمن من الدول الرائدة عالميا بعد أن من الله علينا ووضعها في هذا الموقع الإستراتيجي الذي لم يستغل في الماضي والذي يحتاجه العالم أن يكون آمناً , ولما نملكه من خيرات في هذا الوطن فأينما وضعت بصرك في أي زاوية من زوايا الوطن ستجد نعمة قد وضعها الله في هذا البلد وقد أخبر حتى الجاحدون بقوله تعالى "بلدة طيبة ورب غفور" صدق الله العظيم. إذا ما بقي لأي احد في هذا لوطن من عذر.

في يوم الحادي والعشرين من فبراير قرر الشعب بالأغلبية الساحقة وضع حجر الأساس لبناء اليمن الجديد معلناً المضي قدماً لتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز فإما أن يشارك الجميع في بناء هذا الوطن أو أن الشعب سيمنع من يحاول عرقلته ويواصل المسير في طريقه لبناء هذا الوطن.

وكمواطن يمني حر فاني ادعوا كل أبناء الوطن بأن يعدوا أنفسهم لبناء اليمن الجديد فالوطن سيحتاج كل أبنائه في عملية البناء ولن يستثني أحداً ولن يسمح لأحد بالوقوف أمام عجلة البناء فالشعب قد قرر السير للأمام وأنه لن يتوقف أو حتى يلتفت إلى الخلف .فليبارك الله يمننا وشعبنا و أدعوا الله بأن يقف الجميع صفا واحدا لما فيه خير الوطن والمواطن فالقادم بإذن الله أجمل.