الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٩ صباحاً

لو كنت الرئيس المنتخب (2) !

خالد محمد الكحلاني
الاثنين ، ٠٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠١:١٣ مساءً
لو كنت الرئيس المنتخب لأصدرت قرارات او تعميمات فور تسلمي السلطه الى كل الجهات الرسميه تخص امورا بسيطه وليست ذات اولويه في نظر البعض ولكنها في حقيقة الأمر ومن وجهة نظري مستفزه جداللمواطن البسيط حيث ان اصدار مثل هذه القرارات ستشعر الشعب ان الرئيس قريب منه يحس بمشاعره ويرفض كل مايؤذيه ويجرحه وهذه القرارت تشمل:
1. تحديد صيغة مخاطبة الرئيس بالأخ الرئيس او الأخ رئيس الجمهوريه ومنع المبالغات في التبجيل والتعظيم لشخص الرئيس كوصفه بالزعيم الرمز او القائد الفذ والملهم والمفدى واستبدال كلمة "حفظه الله" ب" اعانه الله او وفقه الله" لمن يريد ان يدعو له بالتوفيق.

2. منع التصفيق عند ذكر اسمه في الأحتفالات او الأجتماعات حيث ان التصفيق يكون عند القيام بانجاز باهر او الأعلان عن قرار مهم للوطن او المواطن او عند فوز شخص ما بجائزه اما التصفيق فقط لمجرد ذكر اسم الرئيس فمن التصرفات السخيفه والمخجلة.

3. منع رفع صور الرئيس في المكاتب والأدارات الحكوميه والشوارع ومنع رفع الصور الضخمه في الشوارع والتي تحمل التهاني بالأنتخاب ونيل الثقه وغير ذلك من المسميات لأن هذه تمول من اموال الشعب وليست من جيوب المسؤلين الخاصه ناهيك عن الفساد المالي الذي يرافق هذه الصرفيات وايضا التوجيه بأزالة جميع صور الحمله الأنتخابيه والتي لم يعد لها داع الأن بعد انتهاء الأنتخابات وتنظيف الجدران والمباني منها ويمكن التوجيه يالأستعاضه عن صورة الرئيس بوضع لوحه تحمل خريطة اليمن او علمها او لفظ الجلاله او حتى أي لوحه فنيه حسب ذوق الوزير او المسؤل او حتى عدم وضع أي شيء فوق راس الوزير او الموظف الحكومي حيث ان ذلك غير ضروري.

4. التوجيه بمنع نشر أي قصائد مديح او ثناء مبالغ فيه للرئيس في مختلف وسائل الأعلام من قبل بعض الشعراء والمنافقين والمطبلين من الكتاب وبعض الصحافيين من امثال تلك القصائد المخجله التي كان يخطها الشاعر الشيخ محمد احمد منصور وامثاله في الرئيس السابق (وان كنت لاانكرا بلاغتها وقيمتها الأدبيه) وعلى الرئيس ان يعلم ان هولاء المطبلين والمتملقين غير صادقين فيما يقولونه في قصائدهم ومقالاتهم بل بالعكس قد يكونون ينتقصون الرئيس في نفوسهم وليكن موقف الأمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه قدوة للأخ الرئيس حيث رد على احد المنافقين عندماغالى في مدحه وتعداد مناقبه قائلا له : انا دون ماذكرت واكبر مما في نفسك.

5. منع تأليف وتلحين الأغاني والأناشيد التي تتغنى بصفات الرئيس وحكمته وعبقريته ونبوغه .. الخ فهذه مما تؤذي مشاعر الشعب وتستخف بعقله.

6. التوجيه بوقف الحركه السخيفه والمخجله التي قام بها بلاطجة الصحافه في جريدة الثوره بالأستمرار في نشر اضاءة للرئيس لاحبا في الرئيس الجديد ولا ايمانا بنبوغه وعبقريته ولكن من باب استمرار المكايدات مع الشريك الأخر في السلطه وهي كما انها كانت تسيء للرئيس السابق فستسيء للرئيس الجديد وعليه الأنتباه ووقف مثل هذه المهازل.

7. وليعلم الأخ الرئيس واظنه مدركا لذلك ولكن من باب النصح والتذكير ان هولاء الذين يلتفون حوله يجاملونه ويمدحونه ويزينون له الباطل هم النواه الأولى للبطانه السيئه التي التفت حول الرئيس السابق من امثال مصفر وقالع العداد الشهير والتي ظلت تمجده وتبالغ في مديحه وتقلب له الحقائق حتى قضت على كل الصفات الأيجابيه للرجل والتي كان من الممكن ان تستثمر لخدمة اليمن ولبناء دوله مدنيه حقيقيه ولكن بدلا من ذلك ضعف و انساق وراء هذه البطانه حتى انه ربما صدق فعلا انه يمتلك كل تلك الصفات التي ظلوا يصفونه بها واقتنع ان دماء الحكمه والزعامه والتفرد تجري فعلا في عروقه وعروق ابناءه فعمل كل مايستطيع على التشبث بكرسي الحكم وتوريثه لأبناءه مهما كان الثمن لولا ان ارادة الله وارادة الشعب وثورته كانت اقوى واكبر من ذلك المخطط فافشلته واجهضته والحمد لله ولانريد ان نسير في نفس الطريق مرة اخرى.

وبالأضافه الى تلك القرارات والمقترحات البسيطه والشكليه ولكن المهمه جدا فأني لو كنت الرئيس المنتخب كنت سأعمل على تشكيل فريق عمل من المستشارين المهنيين الصادقين المخلصين (ممن هم خبراء في مجالهم) وليس مهما انتمائهم الحزبي بل الكفاءه والخبره بحيث يكون هذا الفريق هو الفريق المعاون للرئيس في مختلف الأمور حيث ان الرئيس او غيره مهما بلغت قدراته وامكاناته لايمكنه الأحاطه بكل شيء ومعرفة كل شيء فيكون هناك المستشار السياسي والمستشار الأقتصادي والمستشار القانوني والمستشار العلمي والمستشار الأعلامي والمستشار العسكري والمستشار الأمني والمستشار الديني ومستشار للشؤن القبليه ومستشار للعلاقات الدوليه وهكذا واعلم ان البعض سيقول ان الوزراء المختصين في هذه المجالات يعتبروا بمثابة المستشارين للرئيس كلا في مجاله وهذا مؤكد الى حد ما ولكن الوزراء لهم مهامهم ومسؤلياتهم وليسوا متفرغين للرئيس دائما بينما هولاء المستشارين يعتبرون من طاقم الرئيس الخاص وتكون مكاتب هولاء في دار الرئاسه ومع كل منهم فر يق عمل ايضا من المختصين والسكرتاريه يقومون هم باختيارهم ومهمة هذا الطاقم هو العمل بمهنيه وحرفيه كلا في مجاله بحيث يكون كلا منهم ملما ومطلعا على الملفات المختلفه التي تتعلق بمجال اختصاصه ويحضر مع الرئيس أي مقابلات او اجتماعات تخص مجاله سواء مع الوزراء والمسؤلين المختصين في الحكومه او مع الوفود والضيوف الأجانب ويطلع المستشار المختص الرئيس مسبقا عن الموضوعات التي ستناقش في اللقاء ويزوده بالنصائح المهنيه والفنيه في مثل هكذا لقاءات وهذا ليس عيبا ولا انتقاصا من قدرات الرئيس وامكاناته بل بالعكس ستعطي الأنطباع انه رئيس منظم يعمل بمهنيه وهذا هو ما يتبعه رؤساء الدول المتطوره وليس الحال لديهم كما هوعندنا في الدول المتخلفه الرئيس هو الكل في الكل ويفتي في كل شيء ويتدخل في كل شيء خاصة في الأمور الفنيه والهندسيه والأقتصاديه التي ليست من مجال تخصصه اصلا وهذا كان سببا في تعثر وتلخبط الكثير من المشاريع والبرامج نتيجة هذه التدخلات الغير مدروسه.

وفق الله رئيسنا الى كل خير ونسأل لله ان يرزقه البطانه الصالحه الصادقه المخلصه والمتمكنه للخروج باليمن من ازمته ومحنته والله من وراء القصد.