الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٢ صباحاً

دور الإعلامي

إلهام الحدابي
الجمعة ، ١٦ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
يقوم الإعلام بلعب دور فعال في تغيير الواقع وفق المعطيات التي يغطيها، ويقوم بنقلها، غير أنه في المراحل الأخيرة رأينا كيف صار الإعلام أداة قمع في يد الحكام العصريين، وقرأنا غضباً في صفوف الشعوب المظلومة وهي تتلو قهرها باستمرار بسبب غياب دور الإعلام أو التعبئة الخاطئة وتغيير وظائفه.

بشكل عام في العالم يتجلى دور الإعلامي بعدة مهام، هذه المهام تجعل منه حجرة أساس في بناء الوعي المجتمعي، ونقطة مهمة في التغيير، من خلال قيامه بهذا الواجب دون خلل أو تقصير، أولاً يقوم الإعلامي برصد المتغيرات والحوادث التي تدور حولها، ويولي اهتماماً بتلك التي تثير تساؤلاته لأنه عين المجتمع، ثم يقوم بالتقصي حول تلك البيانات التي يرغب في معرفة كل ما يتعلق بها وينشرها عبر وسيلته إلى الجمهور، لتبصيرهم بالحقائق، وإشراكهم في صنع واقعهم وتغييره، ومن خلال قيام الإعلامي بدوره بشكل صحيح يستطيع أن يحذر من نقاط قد تكون مبهمة للمواطن العادي، وبسبر أغوار تلك النقاط المخفيه في الواقع يقوم الإعلامي بلفت انظار الرأي العام، وحشده وتعبئته بشكل يسمح لها بإيصال صوتها لسُّلطات المعنية.

ما يقوم به الإعلامي في الواقع الذي نعرفه قد يجتزء بعضاً من مهامه، لكنه حتماً لا يرقى للواقع الذي نريد، فالإعلامي الحالي تتعثر جهوده بعدة أمور منها الوضع الاقتصادي، والسياسات المهنية التي تتبعها جهات العمل التي يعمل لديها، وصعوبة الحصول على المعلومة، والفساد الممنهج الذي يعتري واقعه، إضافة إلى نظرة المجتمع القاصرة والجاهلة لأهمية دوره، مثل تلك الأمور تدفع الإعلامي الصحفي أو التلفزيوني إلى الإخلال بأحد المهام الموكله له، فالثقة والمصداقية ستقل طبعاً من أجل السلامة التي يريد أن يوفرها لنفسه في ظل غياب دور القانون الذي يحميهم، أو على الأقل تقليله من شأن نفسه وعدم إيمانه بأهمية دوره، وبالتالي الإسفاف بدوره ،وظهور بؤر الفساد الممنهج باسم الديموقراطية والعصرية لغياب عمله الجاد عن الواقع.
وبسبب ظاهرة غياب الإعلامي الحقيقي، ونشوء أحداث تستحق المتابعة والنقل لأهميتها ظهر لنا الصحفي المدني، ومثل هذه الصحافة كفيلة للقيام بالدور، قد لا تكون على القدر الكافي من الخبرة أو المهنية العالية، لكنها على الأقل تقوم بدورها في حال غاب الإعلام، والإعلامي المدني خصوصاً في جانب الصحافة يلعب دوراً مهماً في تغيير الأحداث،ويبرز ذلك الدور في الأماكن الساخنة والتي لا يتمكن الإعلام من الوصول لها كما يحدث في بعض المناطق السورية، ويستطيع أي مواطن أن يكون إعلامياً مدنياً، وذلك بممارسه مهارات بسيطة تساعده على أن يقوم بدوره في نقل الحقيقة إلى جانب أولئك المهنين في الإعلام.

الإعلامي كمهنة محددة الملامح، لكن كمفهوم لا يزال واسعاً ، وبإمكان أي شخص أن يقوم بدوره من خلال العمل بالمباديء الأساسية لأي إعلامي، كالمدصاقية في تحري الحقائق، والتركيز على ما شذ من الأمور، والسعي لنقل الوقائع من أجل اكتمال الصورة للعالم.

إذاً دور الإعلامي واضح، وبإمكان المواطن العادي أن يساهم بذلك، ويأتي ذلك ضمن المهام المستحدثة للمواطن في العصر الحالي، ولا يكتفي المواطن بهذا الدور من أجل تدعيم دور الإعلامي ومساعدته بالقيام بدوره جاد، وإنما يجب أن يثمن دوره في مجال الرقابة لضمان وصول الحقيقة التي نريد.