الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٧ صباحاً

الثورات يصنعها الشرفاء ويستولى عليها اللصوص

محمد لطف الحميدى
الاربعاء ، ٢٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
فى دولنا العربية غرائب وعجائب حول الثورات التى ينادى لها المضلومين وينادى لها المحرومين فتهب جماهير الشعوب تنفض عنها غبار الزمن القاتم الماضى بمره فتخرج مبتهلة عل ماتصبو اليه من تغير للحياة التى عاشها المواطن العربى تحت سياط الذل والقهر والحرمان من كل حقوقه التى استولى عليها حكام مرتزقة عديمين الضمير الانسانى حكام تسلطو وتدثرو بعبائة التزيف والتضليل للحقائق بتسخير اعلام مئجور يعمل تحت سياطهم واموال سخرت من اجل تمجيدهم الابدى فعاثو فسادا وافسادا ولتهمو مقدرات الشعوب وتنصلو عن مارادت شعوبهم من تحقيق للخير والتنمية لاكن دون جدوى من تغير لواقع اليم عاشته شعوب محرومة من ابسط حقوقها فكان لزاما ان تخرج هذه الشعوب المقهورة لتنهى عهدابائسا وعهدا حالكا بالظلمات خرجت امة مقهورة من سراديب التعفن والصمت والسكوت فترة من الزمان قضت احلك ايامها خاوية البطون ومريضة الاجسام وفاقدة الهوية ضلت اسنة حتى جائت ثورة سميها ثورة الجياع يوم ان احرق نفسه التونسى محمد بوعزيز تعبيرا عما لحق من ضلم وبئس بهذه الشعوب التى استولى على مقدراتها عصابة حولت حياة شعوبهم الى جحيم من اجل ان تحيا هذه الطواغيت على موائد الفقراء الدسمة وحقوقهم التى اخذ
وها بكبرياء اعلامهم المئجور خرجت هذه الشعوب لتزيح كابوس جثم على صدورهم وستعادة كرامتهم وبناء ماخلفته تلك الطواغيت لقد نجحت الثورات العربية فى اسقاط طواغيتها لاكنها قد تفشل فى الحفاظ على ثوراتها يتئامر عليها لصوص تريد حرفها عن مسارها الثورى الذى خرجت الشعوب من اجل بناء الانسان والاوطان

ان لصوص الثورات القابعين وراء غطاء ظاهره الثورة والحرية وباطنه اعادة المسار القديم الى مربع الاستبداد الااول والتنصل عن ارادة الشعوب الحرة ان ثورة الربيع العربى اليوم تواجه منضومة كبيرة تضع العراقيل امام التغير والنهوض لسرقة الثورات وحرفها عن مسارها المئمول والمعول عليها فى صياغة الحاضر والمستقبل واعادة الكرامة والحرية وايجاد انسان قادر على مواكبة التطور والسبق العلمى وصناعة الذات ونتشال الافكار المغلقة والمغلفة بركاكة المعرفة السطحية والتقليد التى لاتستطيع ان تضع حلول للخروج مماهى عليه الان ان لصوص الثورات واعدا الشعوب المستبدين اليوم بما نهبو من ثروات الشعوب يحركون اقزامهم المنبطحة امام ابوابهم كالقطط الجائعة التى تنتظر طعامها لتقوى على مواجهة الاحرار وافشال الثورات والدخول فى مربع الفوضى من اجل ايهام من تبقى ان الثورات فوضى وخراب اراد هؤلاء اعداء الانسانية والحرية ان يسرقو الثورات وهاهم يبحثون عن عثرات يتشبثون بها لاسقاط الثورة وسرقة وهجها وتحويلها عن مسارماخرج الثوار والشعوب من اجله ان طواغيت الامس المستبدين الذين عاثو فسادا وافسادا هاهم اليوم فى مرمى التاريخ ليكتب عنهم تاريخ اسود عن صنائعهم وستبدادهم الذى لن تنساه الاجيال مادمت باقية

ان اشرار الامس الذين سترزقو على حساب المواطن العربى المغلوب يتنكرون لاوطانهم وشعوبهم التى صبرت عليهم فترة من الزمن هاهم اليوم يصنعون الازمات والعقبات من من اجل سرقة الثورات واهدافها الى ارباب الفوضى واسكات صوت الحق والحرية لاكن هل مانشاهده ونسمعه من اولائك المرتزقة الطامعين سيسكت اليوم احرار الشعوب وسيتركون ثورتهم لاعداء الانسانية تحرف مسار الثورات المبشر بيملاد جديد من الخير والحريات