الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٨ مساءً

ماذا حققت ثورة الشعب اليمني (3-4)

علي المغدي
الثلاثاء ، ٢٤ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
في مقالتين سابقتين تكلمت عن منجز من منجزات الثورة اليمنية... ولاهميته اسهبت في الحديث عنه كوني اعتبره اهم منجز من منجزات الثورة اليمنية.. بل والربيع العربي...
(القدرة على التغيير)

وبقي في هذه الحلقة والتي تليها ان اجمل بعض المنجزات التي حققتها الثورة المباركة من وجهة نظري ولعلي اكتفي بالمرور عليها مرور الكرام... دون اسهاب تاركا التعليق والاضافة لاخواني القراء الكرام ...

ان ما حققته الثورة المباركة بل الثورات العربية ككل لا ينبغي لنا كمجتمعات عربية رزحت تحت الاستبداد لعقود ان نتغافل عنه ؟؟

بل ينبغي الوقوف بتامل مع تلك المنجزات باعتبارها مناهج ومواد ينبغي دراستها وتحليلها وايصالها للاجيال القادمة للاستفادة منها ...

لانها – أي الثورات العربية وما حققته – تسببت في قلب الموازين راسا على عقب بل حطمت احلام المستبدين , والعملاء , الذين جثموا على صدر الامة وارهقوها فكريا.. وسياسيا.. واقتصاديا.. طيلة العقود الماضية...

بل لقد انتجت واقعا جديدا لم يكن ليخطر على بال احد مهما كان بعد نظره؟؟ وخياله!!

فحين زرت احد رجالات السياسية من الوزن الثقيل سياسيا وفكريا في اليمن وكان ذلك في منتصف العام 2011م سالته عما يدور في ساحات الوطن العربي من حراك ثوري وتغييرات وثورات ؟؟

وبينت له وجهة نظري كشخص متابع باهتمام لما يجري ... اني كنت قد اصبت بالياس؟ والاحباط ؟بعد الانتخابات الاخيرة التي اجراها نظام المخلوع مبارك حيث ظهرت بنتائج غير معقوله!! حين فاز حزبه

- الذي اصبح بعد تلك الانتخابات بـ3 اشهر اثرا بعد عين - فاز باغلبية كاسحة في مجلس الشعب المصري!!!

فاكتفى محدثي بكلمتين تبين لي من خلالها ان الشعب العربي جاءه الفرج من حيث لا يحتسب..

فقال(رحم الله محمد البوعزيزي)وهذا الاسم لا اظن احدا يجهله.. فرحمه الله وتجاوز عنه ...

ان من اهم منجزات الثورة اليمنية واخواتها من الثورات العربية ما يلي

- ازاحة الاصنام التي طال امد بقاءها وكثر فسادها وافسادها للحياة ...

من الذي كان يخطر بباله قبل عام ونصف العام من اليوم ان مبارك والقذافي وزين العابدين والمخلوع صالح لن يكونوا في سدة الحكم؟؟ بعد مرور عام ونصف... وفي الطريق الى مزبلة التاريخ بعدهم.. اخوهم الذي تابعهم في الاستبداد والعمالة بشار...

- تعطيل وإلغاء تلكم المشاريع الصغيرة والحاقدة التي كانت ترمي لتقسيم الأوطان.. واثارة النعرات بين الشعوب أفرادا وجماعات – سواء النعرات المذهبية والطائفية.. او المناطقية.. او العرقية والسلالية...

لقد فشلت تلكم المشاريع الصغيرة التي كانت تتعمد تلك الأنظمة السعي لتحقيقها والعيش عليها , تحطمت على صخرة الثورات ألصلبه.. حيث قالت الشعوب لمن أرادوا العيش على جراحات والآم الأمة من خلال صناعة الأزمات والاستفادة منها .. قفوا عند حدكم فان هذا زمن الشعوب...

- ومما حققت الثورات – انها بدأت بلف عجلة القيادة وحولت المسار الى الاتجاه الصحيح..

فمن الهرولة بسرعة متناهية الى الخلف – سياسيا , واقتصاديا, وفكريا, واجتماعيا.. في ظل الانظمة المستبدة المخلوعة والمنهارة

اوقفت الثورات اولا ذلكم الانحدار الى الخلف ! ثم بدأت بقوة لتعكس المسار الى الامام بداية بخلع رؤوس الفساد والسعي لمحاكمتهم .. ولن تزال تستكمل قصقصة الاجنحة التي باتت ضعيفة جدا وفي آخر رمق لها...بعد خلع الرؤوس..

صحيح أن خطواتنا إلى الأمام تسير ببطء نوعا ما لكن هذا البطء من وجهة نظري محمودا؟؟ من باب في التأني السلامة... وما يهمنا هو ان الانحدار الى الخلف قد توقف وبدانا بالسير الى الأمام...

وان من أهم المنجزات ان شعوبنا العربية باتت تعطي وتوزع الدروس العملية والفعلية حقا –لا كلاما يتشدق به- (للمجتمعات الغربية)أو بالأصح (للساسة الغربيين) أننا شعوبا نعشق الحرية... ونسعى لها... بل ونضحي من اجلها ...ونتمناها للجميع .. ونساعد على تحقيقها ..

وأننا كشعوب عربية وإسلامية واذا بدأنا المشوار في السعي لها فلا تراجع عندنا مهما كانت الإثمان...

لقد تواطأ ساسة الغرب او الكثير منهم على وأد الكثير من أحلامنا في التحرر طيلة العقود الماضية بدعمهم المادي.. والمعنوي.. لتلك الأنظمة المستبدة والفاسدة ؟؟ ووقوفهم معها والى جانبها !!! مع علمهم اليقيني أنها تخالف ما يتشدقون به بل وما يعتبرونها مبادئ لديهم لا يمكن التخلي عنها – كدعم حقوق الإنسان والحريات.. وحق العيش الكريم.. والمواطنة .. والعدالة الاجتماعية...

فلينظر هؤلاء لشعوبنا العربية وهي تمارس التحول – بطرق حضارية وسلمية أذهلتهم - من واقع سيئ سعى الكثير منهم للإبقاء علينا فيه ؟؟ لكنهم فشلوا .. وليتعلموا دروسا نحن نسميها.. -سننا كونية - أن للظلم والاستبداد نهاية لابد منها ؟؟ وللحديث بقية...