الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٧ صباحاً

النموذج الافضل للحكم لدى ارسطو ومقارنته بنظام الحكم في اليمن

عبدالحميد جريد
الاربعاء ، ٠٢ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
من خلال متابعاتي وملاحظاتي سواء كانت ملاحظات بالمشاركة ( حضور ندوات مظاهرات وغيرها ) او ملاحظات بدون مشاركة من خلال الاعلام المرئي او المسموع حول مايحدث في اليمن في الايام السابقة للحوار تعود بي الذكريات لاتكلم عن ماقاله ابو علم السياسة المفكر والفيلسوف الاغريقي ( ارسطو) عندما تكلم عن النموذج الافضل للحكم وقد كز ارسطو على معيارين رئيسيين المعيار الاول معيار شكلي يتمثل بالعدد ويهتم حول التساؤل عن عدد القابضين على السلطة والحكم والمعيار الثاني هو المعيار الموضوعي او المادي والذي يدور حول التساؤل عن المصلحة التي يسعى الحكم الى تحقيقها .وقد رصد ارسطو من خلال المعيارين السابقين التصنيفات التاليه :

- اذا كان الحكم في يد فرد واحد ويعمل للصالح العام ويخضع للقانون فان الحكم ملكي دستوري وهو عنده يمثل النموذج الافضل للحكم ويتحول هذا النظام الى الحكم المستبد اذا عمل الحاكم لمصلحته الخاصة او لمصلحة عشيرته ولم يخضع للقانون .

- اذا كان الحكم في يد قلة من الحكام ولكن يعملون للصالح العام ويخضعون للقانون فان الحكم هو حكم ارستقراطي دستوري ويعتبر ارسطوا هذا النموذج في المرتبة الثانية في افضلية الحكم اما اذا تحول الحكام فيه للعمل من اجل مصالحهم ولم يخضعوا للقوانين فان الحكم يتحول الى حكم ( اوليجاركي ) اي حكم الاغنياء وهو من الحكومات السيئة.

- اذا كان الحكم بيد كثرة من الحكام ويعملون للصالح العام ويخضعون للقوانين فان الحكم هو حكم جمهوري معتدل وياتي عند ارسطو في المرتبة الثالثة في افضلية الحكم اما اذا تحول الحكام والافراد في هذا النموذج الى العمل من اجل مصالحهم ولايخضعون للقوانين فالحكم يتحول الى ( الغوغائي ) وهو اسوأ انواع الحكم .

ولو اردنا ان ندرس نظام الحكم في اليمن ونقارنه مع ما جاء به ارسطو نرى ان نظام الحكم في اليمن قد اخذ بالجوانب السلبية في الثلاثة النماذج السابقة والواقع المعاش خير شاهد على ذلك ومن خلال التجارب الذي مر بها نظام الحكم في اليمن يرى كاتب السطور ان النموذج الافضل للحكم في اليمن ان يطبق النظام الاسلامي المستمد شرعيته من القران الكريم والكاتب لايشير هنا الى اي مرحلة في النظام السياسي الاسلامي سوى للمرحلة الاولى وهي مرحلة الخلافة الاسلامية والتي قدمت واهتمت بكل ماهو ديني على ماهو دنيوي وليس المراحل الاخرى التي جاءت بعد مرحلة الخلافة سوى في الدولة الاموية او العباسية حيث ان تلك المرحلتين قد اسأن للنظام السياسي الاسلامي بسبب توريث الحكم.