الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٩ مساءً

أنا من جيل الثورة

توكل كرمان
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
بعد الطعنة الغادرة التي وجهها أحزاب المشترك لمسيرة الأربعاء الماضي ، هاهم يوجهون لنا ولثورتنا الفذة طعنة أشد وأنكأ بموافقتهم على التوقيع على المبادرة الخليجية مع النظام الفاسد ، وهم الذين ظلوا يوهموننا طوال الفترة الماضية بأنهم مع الشباب ويتبنون مطالب الشباب ، ويقفون إلى جانب الشباب حتى انتصار الثورة ، لكن تبين أن كل ذلك لم يكن إلا سعيا منهم لركوب موجة الثورة وتوظيفها لخدمة مصالحهم الحزبية الضيقة ، على حساب مطالبكم الوطنية النبيلة أيها الشباب التي ضحيتم في سبيلها بالغالي والنفيس ، وقدمتم عشرات الشهداء والجرحى على مدى أكثر من 100 يوم ، وهاهم الآن يرمون بكل هذه التضحيات والدماء الزكية والأرواح الطاهرة التي سقطت دفاعا عن الثورة وراء ظهورهم ، ويقبلون التوقيع على مبادرة تعطيهم كل شيء ، ولا تعطينا نحن شباب الثورة ووقودها الفعلي أي شيء .
اعتصاماتنا وتضحياتنا في سبيل ثورتنا يجني ثمارها أحزاب المشترك ، الذين سرقوا ثورتنا بالفعل ، وأثبتوا من خلال ممارساتهم وإقصائهم المتعمد والمستمر للشباب وتآمرهم على أهداف ومطالب الثورة ، أنهم أسوأ من نظام علي صالح نفسه ، لأنهم حتى وهم يوقعون على المبادرة ويغدرون بكم يراهنون عليكم ويضغطون على السلطة ببقائكم في ساحات الحرية والتغيير حتى يضمنون تحقيق مكاسبهم كاملة من هذه الثورة دون وضع أدنى اعتبار لنا ولثورتنا التي خانوا مبادئها وأهدافها ، ولذلك يجب ألا نعطيهم هذه الفرصة ، وأن نضع حدا لرهاناتهم علينا لتحقيق مكاسبهم الحزبية التي لم يكونوا طوال وجودهم في الساحة السياسية يحلمون بتحقيق ولو جزء بسيط مما تحقق لهم منها اليوم بفضلنا نحن الشباب ، يجب أن ننتزع منهم كل المكاسب التي يسعون لتحقيقها على حساب ثورتنا ، من خلال نقل اعتصاماتنا إلى ساحات أخرى جديدة تكون بالفعل ساحات للتغيير والحرية نواصل منها نضالنا من أجل إسقاط هذا النظام الفاسد بعيدا عن أحزاب المشترك وكل المتآمرين الذين غدروا بثورة الشباب ، لأنه بوجودنا في ساحات أخرى جديدة لا يتواجد فيها أعضاء اللقاء المشترك لن تستطيع هذه الأحزاب الضغط على نظام علي صالح ، وسيدرك الجميع بعد مغادرتنا هذه الساحات إلى ساحات خاصة بالشباب الحر حجمنا الحقيقي وأغلبيتنا الساحقة ، وبالتالي لن تتمكن أحزاب اللقاء المشترك من جني ثمار ثورتنا وستتحول كل المكاسب التي تطمح بتحقيقها الآن إلى سراب لأن هذا النظام الفاسد سيتنكر لكل اتفاقاته بعد أن يعرف الحجم الحقيقي لأحزاب المشترك في الميدان ، وسيغدر بهم تماما كما غدروا هم بنا وبثورتنا .