الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٠ صباحاً

وطني ليس حقيبة ...ولكني مسافر

إلهام الحدابي
الجمعة ، ٢٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠١ مساءً
وهبناك الدم الغالي وهل يغلى عليك دم! رددي أيتها الدنيا نشيدي..، اليمن بلادنا وعزها عزٌ لنا...

ياااه ما أكثر تلك الكلمات التي تصف وطناً نعيش فيه ولا نحس به، وطنٌ لم نعرف من ملامحه غير الألم والحرمان..والخوف، وطنٌ يتعثر بنسمة صغيرة ويتهدم أمام أي ريح قادمة، وطنٌ لا نعرفه إلا من خلال أغاني وطنية يصدح بها المذياع في أعيادنا الوطنية التي لا تنتهي...وطنٌ لطالما تمنينا أن يكون لنا كما نحن له...

اليمن كبلد سياحي رائع، وكموقع استراتيجي..رائع، وكمنطقة تزخر بالخيرات...رائع، وكوطن للحب والتسامح والطيبة ..أكثر من رائع..إذاً ما الخلل!

لماذا كل هذه المعلومات التي درسناها في الصغر لم نجد إلا بعضها في الكبر؟ ....لماذا صار أقصى حلم يستطيع أن يحتفظ به أي يمني هو السفر للخارج، للسعودية أو قطر أو أمريكا..أو الهند أو...!! لماذا صار همنا الخلاص من مكان كهذا..يعتقده البعض جنة؟

ببساطة...وطنٌ كهذا تستطيع أن تدرسه جيداً ليس من خارطته أو موقعه..أو قدراته البشرية والمالية...وإنما من خلال من الوجوه المكتظة لعمال البناء في جولة التحرير، أو في كف مسنة تبحث ليومين عن طعام لها ولأحفادها الأيتام، أو في شهادة لخريج هندسة يبيع البطاط! أو في سائق باص يدفع ضرائب عند بداية كل حي، أو في ازدحام الطرقات الرئيسية والفرعية، أو في أخبار الصباح التي تنبئك بوفاة 30 أو 200 يمني في لودر وكأنها منطقة في الصومال، أو في قرارات سياسية لا تنتهي، أو في...

هكذا إذاً هي اليمن!!!

الانتظار لغة سكانها، والأمل هواية سامجة يتقلدها البعض منهم، وبقايا الابتسامات التي كان يلهوا بها أطفال الأحياء صارت رمادية بعد حرب فجائية قامت من أجل كرسي، وبين لغة الانتظار والأمل...ثمة شق يتسرب منه ملل من الانتظار...وألم من الأمل.