السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٥ صباحاً
الجمعة ، ٠٦ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٣١ مساءً
حين كنا صغارا، كنت اذهب مع احد أعمامي أو أبناء عمومتي الأكبر سنا إلى زيارة الهاشمي وهي فعالية شعبية ترفيهية كبرى بمقياس ذلكم الزمن الجميل، وحسب علمي فأن هذه الزيارة تقام لأحد الصالحين المشهورين في عدن (الهاشمي) وكانت فعاليات هذه الزيارة تجري في ساحة الهاشمي التي تحول، ما تبقى منها، اليوم إلى موقف لسيارات نقل الركاب.

من الألعاب المصاحبة لهذه الفعالية اشتهر ذاك الرجل الذي يمسك بيده بـ (3) ورقات من ورق اللعب (الكوتشينة) أو (البطة) بلهجة أهل عدن ومدن الجنوب، منها ورقة واحدة من ذوات اللون الأحمر والأخريان من ذوات اللون الأسود، وبحركة واحدة من كلتا يديه يرمي الثلاث ورقات مقلوبة بعد أن يريك وجهها قبل رميها على طاولته ثم يسأل: فين الأحمر؟.

يخيل إلى احدنا أن استطاع أن يقتنص مكان الورقة الحمراء لدرجة يجزم مها أنها في الوسط، مثلا، لكننا نفاجأ حين يقلب الورقات الثلاث أن الحمراء كانت في موقع آخر غير ذاك الذي اعتقدتاه،،سحر ،، خفة حركة،،؟،، لا ندري، المهم انه يستمر في اللعب.. فين الأحمر؟ ونحن نراهن وفي كل مرة نخسر الرهان ويكسب هو.

لا ادري لماذا تسترجع الذاكرة ذلكم الماضي الجميل وحركات ساحر الهاشمي حين اسمع حديث أيا من وزراء (الوفاق)، عدى واعد باذيب طبعا، لأنه يعمل أكثر مما يتكلم ونخشى أن يلقى مصير الشهيد سالم علي قطن، ولو عاد الزمن إلى الوراء فأن با سندوه وصخر الوجيه وسميح سيستأثرون بزبائن زيارة الهاشمي فيما لو امسك كل منهم بثلاث ورقات (بطة) وصرخ ،، فين الأحمر؟.

حين نسمع رئيس (الوفاق) يتحدث عن تدفق الدعم الدولي يخيل إلى احدنا أن الأزمة الخانقة - في كل شئ - ستنفرج غدا، وحين نرى وزير (الشموع والمواطير) يقف بحضرة رئيس الوفاق (يمضيه عالواقف) على ورق عقود الكهرباء نتعشم إننا غدا سننعم بكهرباء مثل الصومال، أما حين نسمع (الخزندار) صخر باشا الوجيه وإعلانه إيقاف علاوات الناس المطحونين وصرف مخصصات المشايخ، فلا نملك إلا أن نضرب له (تعظيم) سلام على ثوريته (في الطراوة) حين كان ثائرا عالرصيف.

حواة، طالبين الله، اغنم زمانك.. مثل هذه الأوصاف تصلح أن نطلقها على حكومة الفرصة الأخيرة قبل دخولنا في مجاعة وضياع للخدمات نرجع معها إلى القرون الوسطى ويتمنى احدنا أن يكون صوماليا.

معاناة الناس تزيد، من ضعف الخدمات إلى فقدان الأمن والأمان إلى الزيادة في أعداد الفقراء بشكل مرعب، قد لا يصدق احد أن جارا طلب من جاره ثمن (حبتين مسكن للألم)، وحكومة (طالبين الله) يتسابقون على الظهور في وسائل الإعلام يأكلونا كلام ويلاعبونا (لعبة الحاوي) والرئيس يوجه بصرف علاوات السنة (لنرمض بها)، ولكم الله يا عاطلين ومتقاعدين.

لا نعتقد بحلول داخلية ترجى، لا من زعامات السلطة ولا من زعامات المعارضة ولا حتى زعامات الجنوب ويبدو إننا والوطن نسير سريعا إلى حيث ألقت برحلها أم قشعم.