الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٧ صباحاً

ماذا تريد إيران من اليمن

خالد الصمدي
الخميس ، ٢٦ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
بعد سقوط البوابة الشرقية العربية ( العراق) والتي كانت تحمي الجزيزة العربية والخليج العربي من الشرق بيد أتباع إيران سياساً واتباع المذهب الشيعي عقائدياً وكانوا هم المستفيد الأكبر من سقوط العراق وتحويله من الإنتماء القومي العروبي الى التبعية الفارسية الإيرانية وبعد أن تم محاصرة عرب الجزيرة والخليج من الشرق ولأجل ان يكتمل هذا الحصار فكر الإيرانيين في السيطرة على البوابة الجنوبية للجزيرة العربية والخليج العربي بواسطة أصحاب المشاريع الطائفية والمشاريع الإنفصالية الحليفة للطائفية

إيران في أعمالها العدائية ضد اليمن والعرب بشكل عام يحمل بعدين
الأولى البعد القومي للقومية الفارسية الإيرانية ماقبل الإسلام والتي مازالت متجذرة في عقليات الإيرانية ويعتبرونها مصدر هويتهم وثقافتهم الحضارية ويحقدون على العرب وأهل اليمن ويعتبرونهم من قاد ألوية الإسلام في هدم حضارة فارس ودخولهم في طاعة الدولة الإسلامية لهم مالها وعليهم ماعليهم دون ظلم او انتقاص بعدالة الإسلام وقيمه العظيمة ولا إمبراطورية تعلو على دولة الإسلاموعدالتة

البعد الثاني هو البعد المذهبي الطائفي وإيران تعتبر نفسها مصدرت هذا الفكر وحاميت علمائه ومنظري الفكر وأتباعة ونشر عقيدة العداء الطائفية ضد أتباع المذهب السني وعلمائهم ومفكريهم وثقافتهم وقادتهم وتسعى ايضاً الى المحافظة على مراكز الثقل لتواجد الشيعة وايضا توسيع التشيع بشرياً وجغرافياً إما تشيع عقائدي يدين بالمذهب او تشيع فكري( الذي تورط فيه بعض السياسيين والمثقفيين من أبناء السنة) مناصر للفكر ذو الطابع السياسي وليس المذهبي ضد الأحزاب والحركات السنية خصوصاً التجمع اليمني للإصلاح إذ يعد العدو الأول مذهباً للشيعة والعدو الأول سياسياً لحلفاء المذهب بسبب خلافات سياسية نتيجة التوقيع على المبادرة الخليجية وبعضها ذو طابع إيدلوجي

إيران تسعى الى تحقيق مشروع الدولة الطائفية في شمال الشمال والتي تمتد الى كل المناطق التي تدين في المذهب الزيدي اما في المناطق الشافعية في الشمال يعملون على نشر الفكر والدعوة الى مناصرته من خلال الكتاب والفكر والإعلام والصحافة والمنظمات المدنية والحركات اما في مناطق الجنوب الشافعي المذهب يعملون على إستغلال القضية الجنوبية ومطالبها المشروعة في دعم وتدريب جناح مسلح بقيادة علي سالم البيض يضر في سمعة القضية وعدالتها وبدلاً من ممارسة الطرق المشروعة لنيل الحقوق تم الإستعانة بمن يريد للوطن والأمة التفتت وتنفيذ أجندتها الخاصة

خلايا التجسس الإيرانية لم تكتشف الا قريباً تشكر الأجهزة الأمنية التي حققت هذا الإنجاز الوطني القومي لكن هناك علامة إستفهام ان تظل هذه الخلايا تعمل من عام 2005 يديرها ضابط بالحرس الثوري الإيراني وعرب ويمنين وبرلمانيين وايضاً مانشرعن تورط قيادات في أجهزة الدولة محسوبة على النظام السابق خانوا امانة الوطن وقدسيتة الوطنية دون أن تكشف رغم وجود التحذيرات السابقة من بعض المخلصين لهذا الوطن الحبيب من التدريب الذي يتم في لبنان وارتيريا والأموال والأسلحة ومحاولة السيطرة على منافذ بحرية في عدن وميدي ومخطط الإسقاط الطائفي لصنعاء ومخطط اسقاط انفصالي حليف للطائفية في عدن وايضاً

أما في تعز كان المخطط هو إستقطاب مناصرين للفكر الحوثي وإيران والدعم الثقافي والسياسي من خلال الكتاب والمثقفين وأساتذة الجامعات وكوادر خارج الوطن يهدف الى تصوير إيران على إنها هي المنقذ للثورة اليمنية التي لم تحقق أهدفها وتصوير الموقعين على المبادرة الخليجية بالخونة وان دول الخليج لا تريد نجاح الثورة وتطور اليمن وتصوير إيران على إنها هي من تدافع عن الأمة الاسلامية في مواجهة اسرائيل والغرب وامريكا وفي الحقيقة هي ثورة مضادة لسرقة الثورة وتحويلها عن مسارها وأهدافها الى مشاريع مسلحة طائفية وبدأ تكتل جديد يجمع هذه القوى بقيادات النظام وقيادات عسكرية وقبلية وقيادات محسوبة على الثورة لتشكيل قوة مذهبية ذو طابع سياسي لمواجة الأعداء!

وهنا أقف مع تعز الحالمة وسوف أوضح الحقيقة عنها ومايدار حولها تعز هي قلب اليمن وكما قال عنها الشيخ عبد الله بن حسين رحمة الله عليه تعز هي اليمن واليمن هي تعز وعلى مر التاريخ جنوباً وشمالاً كان تأسيس الحركات الفكرية والسياسية على أيدي ابناء تعز وتعز هي منطلق الثورات اليمنية والرافد الإعلامي والأدبي والنضالي للثورات اليمنية الخالدة وأخرها ثورة 11 فبراير وإيران والحوثيين يدركون التميز العلمي والثقافي والسياسي والنشاط المعرفي والتقني والحركي للأبناء تعز وتأثيرهم على اليمن بشكل عام لتواجدهم في كل الوطن وخارجه وفي مؤسسات الدولة والعلمية والثقافية والحياتية والأحزاب والنقابات والمنظمات والصحافة والإعلام والتقنية لذلك كان التركيز على تعز يستمد من هذه العوامل رغم إدراكهم ان ابناء تعز لا يدينون بمذهبهم الشيعي وأن تعز شافعية المذهب ومستحيل ان تلقى ابناء تعز أحد يستطيع ان يشيعهم وإنما الذي حدث هو مناصرة للفكر ومن قلة في تعز ليس جباً فيه ولكن نكاية بالتجمع اليمني للإصلاح والسعودية ودول الخليج بسبب توقيع المبادرة الخليجية وأتهامهم من خلال المبادرة والمسار السياسي في إعاقة المسار الثوري وعدم تقديم حلول للقضية الجنوبية إعادة
الحقوق المغتصبة التي يتحمس لها بقوة أبناء تعز وعدم تحقيق أهداف الثورة مع إن حزب الأصلاح يعد الأكبر والأبرزنشاطاً و تضحية في هذه الثورة والأخطاء موجودة عند الجميع وعليهم إستكمال تحقيق أهداف الثورة جميعا لأنها هي مستقبل الجميع والوطن

إيران والحوثيين وجناح علي سالم البيض أستغلوا هذه الأوضاع في استقطاب الشباب حتى خارج الوطن بحجة تحقيق العدالة لقضية صعدة والجنوب ومظلومية تعز كما يسمونها الحوثيين في الحقيقة كل اليمن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ظلم من هذا النظام المتخلف الفاسد وأبناء تعز مظلومتهم ليس من اليوم هي منذ عقود وأبرزها ما حدث قبل وبعد ثورة سبتمبر وماحدث ايضا في هذه الثورة ثورة 11 فبراير في تدمير تعز وإختطاف أبنائها وقتلهم وتعذيبهم في صنعاء وفي كل ساحات وميادين الحرية والتغير كل هذا بسبب الحقد الطائفي والمناطقي والعنصري على أبناء تعز وايضاً مايحدث في عدن من عنصرية ومناطقية من قبل الحراك المسلح ضد أبناء تعز اما الشرفاء الوطنيين في الحراك السلمي وفي الثورة والأحزاب هم فخر الوطن ويمثلون تاريخ عدن المدني والوطني والثقافي الذي اختلط حبرالدم والقلم دفاعا عن عدن والجنوب بين ابناء تعز والجنوب والوطنيين يعرفون هذا التاريخ ان الإنتصار لمظلومية تعز هي محاسبة المسؤول عن قتل أبناء تعز في كل ثورة رغم ان أبناء تعز لم يخرجوا يوما ينادون بثورة مذهبية او مناطقية وإنما هم دعاة وطنية وتضحية لأجل الوطن تجد لديهم الولاء الوطني والتضحية للوطن وتجاو
زوا العصبيات المذهبية والقبلية والسلالية والمناطقية تجد سلاحهم القلم وكل وسائل التكنولوجيا الحديثة ويحتقرون من يحمل السلاح ويعتبرونها ثقافة دخيلة على تعز الإنتصار لها يأتي في تحقيق العدالة والمواطنة المتساوية وعدم إحتكار السلطة في مذهب او قبيلة او منطقة او عائلة او سلالة الإنتصار لها تسليم كل الجماعات والقوى التقليدية السلاح الثقيلة والمتوسط للدولة ومنع الأسلحة بجميع أنواعها في المدن كخطوة أولى نحو الدولة المدنية يأتي في إيجاد قيادة وطنية للجيش والأمن متجردة من كل الإنتماءات المذهبية والقبلية والعائلية والسلالية والمناطقية والحزبية

نشكر رئيس الجمهورية على رسالته القوية الموجه لإيران التي في أفعالها هذه الحاقدة تعتبر إنتهاك للسيادة الوطنية والقومية وإيران في هذا الإنتهاك هو إمتداد للغطرسة الحاقدة على العرب في البحرين وجزر الإمارات العربية المحتلة وزيارة الرئيس الإيراني لها ونصب الصورايخ وتغير الهوية العربية فيها هو إنتهاك وإستفزاز لمشاعر العرب وتحدي للأمن القومي العربي و تدريب مليشيات القتل الطائفية في العراق وسوريا وتغير هوية الأحواز هوية الأسماء العربية وتغير المناطق العربية ونشرالمخدرات بين شبابهم ونشر التشيع والفكر الشيعي ومشروع الدولة الطائفية في شمال الشمال الممتدة الى المناطق الشرقية السعودية

الموقف الرسمي نقدم له التحية الوطنية وعلى إيران إحترام سيادة اليمن والدول العربية والأمن القومي العربي وقبل ان تناصر أهل الحقوق عليها ان تمنح الحقوق لشعبها اما نحن في وطنا الحبيب قامت ثورة لأجل تحقيق كل الحقوق وحل قضايا الوطن اذا أخلصت الجهود الوطنية وكل مكونات الثورة وحقتت أهدف الثورة والسيادة الوطنية والقومية خط أحمر يجب ان تجسد في الدستور الجديد وفي القضاء العادل حتى على من يحملون الحصانة إذا ثبت ضدهم اي تورط في هذا الإنتهاك.