الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١١ مساءً

الحدث الكارثة والدروس المستخلصة

طارق مصطفى سلام
الاربعاء ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٥ مساءً
أما عن الحدث الجلل فأقصد به الفعالية التي اقيمت صباح اليوم الاثنين الموافق 3-9-2012م في قاعة 22مايو للمؤتمرات بالعاصمة صنعاء حيث احتفل حزب المؤتمر الشعبي العام بالذكرى الثلاثيين لتأسيسه بمشاركة وحضور 6300آلاف من أعضاءه (هم قوام مندوبي المؤتمر العام السابع في دورته الثانية والتي عقدت في ذات القاعة يومي الثلاثاء والاربعاء الموافق 5-6 مايو 2009م ) بحضور الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أطاحت به ثورة شعبية بعد 33 عاماً من الحكم العائلي الفاسد .

هذا الحفل بتفاصيله كافة هو كارثة ليس على حزب المؤتمر فحسب بل على الوطن عموما والزعيم صالح ذاته خاصة في خطابه المنفلت الذي القاه في ختام تلك الفعالية وللتدليل على ذلك نوجز الاتي :
0
تفاديا لتوسع الخلاف الذي سيؤدي حتما للانشقاق في صفوف تنظيم المؤتمر بين المطالبين بعزل القيادات المؤتمرية التي ساهمت بوصول المؤتمر والوطن الى النفق المظلم والتي مازالت تمسك بمفاصله الرئيسة وتمنع تطوره المطلوب ومشاركته الرائدة في اجراء التحولات اللازمة والتغيير المنشود للمرحلة اللاحقة بحسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية وأليتها المزمنة ,فقد رأس الزعيم صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام في 24 ابريل 2012م اجتماعا للجنة العامة للتنظيم التي أقرت بالإجماع الاتي : -
1- تكليف الدكتور عبدالكريم الارياني نائب رئيس المؤتمر بقيادة التنظيم خلال الفترة القادمة وحتى انعقاد المؤتمر العام الثامن نهاية شهر اغسطس 2012م ورئاسة اجتماعات امانة التنظيم ولجنته العامة حتى ذلك الحين .
2- تشكيل لجنة برئاسة الدكتور الارياني للأعداد والتحضير للمؤتمر العام الثامن للتنظيم الذي سيتم فيه انتخاب دماء جديدة في قيادة التنظيم وهيئاته المختلفة وتطهيره من الدماء الفاسدة والقيادات الانتهازية والوصولية وتلك المعتقة والراكدة

وكعادة الزعيم أنقلب على تلك القرارات للهيئات فنجده بعد ايام معدودات يترأس اجتماعات أمانة التنظيم ولجنته العامة ويسعى لعرقلة أعمال اللجنة التحضيرية للأعداد للمؤتمر العام الثامن من خلال استدعاء القيادات المؤتمرية في مؤسسات الدولة المركزية والمحلية وقيادات الفروع على صعيد المحافظات بل والمديريات للتآمر على التجديد والتغيير وللاحتفاظ برئاسته بل واختطاف التنظيم عموما من هيئاته القيادية وقواعده الشعبية ليغتالوا الديمقراطية في التنظيم وينحرفوا به عن مساره الطبيعي نحوا المستقبل المنشود للمؤتمر والوطن اجمالا , فيتم تحويل التحضير لانعقاد المؤتمر العام الثامن للتنظيم الى مجرد حفل هلامي استعراضي للذكرى الثلاثين للتأسيس ؟.
0عدم ثقة الزعيم بهيئات وقواعد التنظيم ودمائه الجديدة جعله يرفض أية انتخابات قادمة للمندوبين او وضع قوائم أخرى للمشاركين في الفعالية الجديدة وأصر على القوائم القديمة لقوام المؤتمر العام السابع في دورته الثانية الذي أنعقد في مايو من العام 2009م التي تحكم هو فيها في المنبع والمصب , في تحديد المندوبين وأعدادهم ومفاتيح اختيارهم وتصعيدهم للوصول لمقاعد الدورة الثانية وهيئاتها العاملة حينها .
0 لمن لا يعلم فقد سعى الزعيم بأنانية مفرطة كعادته الدائمة للمماطلة والتسويف ثم الكذب والتزوير لتأجيل انعقاد المؤتمر العام الثامن للتنظيم الذي كان مقررا انعقاده في هذا اليوم لذلك من الصعب أن يصدق القول بشعبية الزعيم الحزبية خاصة لمن يعرف عن حالته النفسية حينها وهو يلقي خطابه المشؤوم وما سبق ذلك من أحداث وما جري في النهر من وقائع قبلها بإيام أو دقائق معدودة صبت في هذه الاحتفالية وأخرت وصوله للاحتفال عن بدايته المرسومة تم فيها حبس الأنفاس لحظات طالت كأنها دهورا ثم أن الخطاب كان عن غير نص مكتوب تحكمه عوامل شر مكبوتة كفانا الله دوافعها ونتائجها .
0 قام صالح بتسليم هادي السلطة في احتفالية مجلس النواب نهاية فبراير2012م وأختزل ذلك بمشهد تسليم واستلام العلم الوطني يومها أراد صالح لذلك المشهد التعبيري ان يكون سيد الفعل والموقف والواقع للفترة اللاحقة اجمالا , أراد صالح تسليم العلم فقط لا السلطة بمظاهرها ووسائلها المعروفة في (سلطات الدولة الثلاث والجيش الوسيلة والحزب الأداة ) ادارة مجتمع ووطن , فسلم لهادي دولة مهترئة تم مصادرتها ومصادرها طوال 33 عاما من حكم عائلي قروي متسلط وجسد ذلك باستمرار احتلاله لدار الرئاسة في الستين ولمن لا يعلم فأن دار الستين هو المجهز تجهيزا كاملا ووافيا ليكون مقرا لسكن الرئيس ومزاولة اعمال الحكم والرئاسة على عكس مهام القصر الجمهوري الذي خصص لاحقا للبروتوكول الرسمي في استقبال الوفود عالية المستوى ومباحثاتها واستضافتها , واستمرار سيطرته على السلطة التنفيذية بالنصف المعطل للحكومة , والسلطة التشريعية بالأغلبية الكاسحة , والسلطة القضائية بعصام السماوي وأشباهه, إلا أن هادي حسم أمره في هذا الجانب اعتبارا من يوم السبت 25 أغسطس 2012م حيث عقد اجتماعا خاصا استثنائيا في دار الرئاسة مع اللجنة العسكرية الأمنية العليا لتحقيق الأمن والاستقرار وكبار
القادة العسكريين والأمنيين المرتبطة مسئولياتهم في هذا الجانب . وتلاه يوم الاحد 26 اغسطس اجتماع استثنائي مع الحكومة واجتماع اخر الاحد 2سبتمبر 2012م مع أعضاء مجلس النواب ليقول لعالم أجمع ها أنا أسكن داري وامارس اعمالي منه على عكس شائعات العهد السابق التي تقول أن من عجز عن حماية داره بل والاقامة فيه كيف له ان يحمي دور الأخريين ويلوذ عن وطن , أما بالنسبة للقوات المسلحة والأمن فقد تمكن هادي بخطوة تتلوها أخرى من السيطرة على اللجنة العسكرية الأمنية العليا واحتواء تمرد بعض الوحدات العسكرية الهامة بدمجها مع المناطق العسكرية المعتمدة جغرافيا ومؤخرا بدمجها مع الافرع الثلاثة للقوات المسلحة والمعروفة عالميا كما أن توحيد الزي العسكري مسألة في غاية الأهمية والخطورة للجيش اليمني في توجيهه المعنوي وولائه الوطني ومن هذه الزاوية حرص الرئيس هادي بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن على مزاولة عمله من مكتبه في معسكر العرضي الذي تحده من الشرق بوابة وزارة الدفاع ومن الغرب مكتب القائد الأعلى وهنا تكمن خطورة الخطوة المغامرة التي اتخذها نجل صالح باحتلال وزارة الدفاع بعد أن أستهواه الأمر وأستسهله بسهولة احتلاله لوزارة الداخلية وان
تفاء أي اجراء عسكري رادع بحقه بإحالته للمحاكمة العسكرية وعزله من قيادته لأهم وحدات الجيش اليمني التي سهلت لوالده تلاعبه بالوطن وأهله رئيسا ومرؤوسين !!
0وهنا تبرز أهمية تمكين هادي من الوسيلة الأخيرة والأهم لممارسة الحكم وهي الأداة السياسية والحزبية المتمثلة برئاسة الحزب الذي ينتمي اليه وهو تنظيم المؤتمر لشعبي العام أكبر وأهم حزب في اليمن حزب الوسط ذات النهج الليبرالي حزب الكفاءات والقدرات التي تأهلت بموارد الوطن واموال الشعب من دافعي الضريبة العامة , هذا الحزب الذي خطفة زمرة من الانتهازيين وقطاع الطرق وناهبي ثروة الشعب وبهذه الأموال المسروقة اقاموا فعالية اليوم الاستعراضية بتكلفة مليار ونصف من الاموال الحرام اياها .
0 اضحكني كثيرا الأخ الصوفي وهو يردد منتشي ومتعاليا الليلة من قناة الفتنة (اليمن اليوم) أن الفلول في مصر وتونس لا تملك القدرة على أن تحشد هكذا كما فعل اليوم صالح وزبانيته ونسي أو تناسى أن الفلول هناك لم تتوفر لهم حصانة ولم يبقى لهم رئيس سابق وزمرته نجو بفعلتهم وسرقتهم كما حصل مع فلول اليمن ورئيسها البائد اللذين استغلوا طيبة شعبنا وأصالته فأزداد طيشا وأجراما وعدوانا .
0 خطاب ( الزعيم ) مردود عليه جملة وتفصيلا , تهجم على الرئيس هادي وأن مبطنا في قوله , أنتم الفاشلون أرحلوا, وهو الكريم معه ولكن صالح تمردا ,هدد الشعب والوطن بقوله للصبر حدود والعجلة دوارة وسخر منه بقوله من تزوج امنا هو عمنا , تهجم على اللجنة العسكرية والأمنية العليا محاولا ابتزازها وتحريض أعضاء المؤتمر كافة عليها وتناسى أن غالبية أعضاء المؤتمر تطالب بمحاكمته على سرقته لأصول وأموال المؤتمر ونهب وطن ,تهجم على دولة قطر الشقيقة واتهمها وشبابنا الثائر بالتخريب والعمالة وهو المخرب والعميل والمضحك أنه يريد من قطر حل مشكلة الكهرباء في اليمن التي كانت من مسؤوليته طوال 33 عاما ولو عمل منذ بداية حكمه على توفير مئة ميجاوات كل عام لوفر لليمن الان 3300 ميجاوات تكفي اليمن من الطاقة الكهربائية لعقد قادم ولكنه الزعيم الذي لم يستحي ويستغفل ذاكرة شعب بأكمله , ألم أقل لكم هي فعالية واحتفال يسيء للمؤتمر وللوطن وللزعيم ذاته .
0 القضية اساسا لا تكمن في استمرارية الزعيم رئيسا للمؤتمر أو كونه باق في اليمن الموضوع ينحصر بعدم التزامه لعهوده ومواثيقه دائما وابدا فالحصانة منحت له مقابل أن يكف عن مزاولة العمل السياسي الذي أدى به لتلك الجرائم بحق الشعب والوطن لذلك عليه أن يكف عن أي نشاط يؤدي الى تأثير سلبي على الشعب والوطن أو تسحب منه الحصانة وعصابته , والأهم وفي الأحوال كافة أن تنزع عنه ثروته الحرام هو وطغمته الناهبة لقوت شعب بأكمله ما لم يكفروا عن ذنوبهم .. قلنا ذلك مرارا وتكرارا فهل من مجيب ؟ .
0 من الملاحظ التصفيق المدوي للقاعة عندما ذكر الزعيم أسم الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي هو (الزعيم )ايضا تفاجأ من حماس القاعة وأنتبه حد الرعب والمباغتة .
0 من الملاحظ تجاهل الزعيم لقرارات المؤتمر العام السابع في دورته الثانية في مايو 2009م حيث تم اجراء تعديلات في النظام الداخلي للمؤتمر في البند 14 الذي تنص مادته على الاتي :-

( إضافة شرط التفرغ من أي عمل تنفيذي لمن يرشح لشغل منصب الأمين العام المساعد, ورؤساء الدوائر المتخصصة بالأمانة العامة ) .

وبذلك يكون معظم الأمناء المساعدين للمؤتمر ورؤساء الدوائر المتخصصة كالراعي والشامي مخالفين لبنود النظام الداخلي للتنظيم ويجب إحالتهم إلى لجنة الرقابة والتفتيش العليا بالتنظيم للمحاسبة والمسألة .

بتاريخ 20 اغسطس 2012م أقر وأعترف الزعيم في كلمته المكتوبة بصحيفة التنظيم (الميثاق) بأخطاء أرتكبها وبعض المقربين منه في قيادة المؤتمر اساءت لنهج التنظيم وأدت لفساد مؤسسات الدولة .. والأعراف الديمقراطية والحزبية تفرض عليهم التخلي عن مواقعهم القيادية في التنظيم والدولة بل واعتزال العمل السياسي عموما والاتجاه بعيدا نحوا أنشطة أخرى مثال الأعمال الاستشارية والانسانية وبإمكان الزعيم أن يتصدى لأعمال عظيمة تجعل المتضررين منه ينسوا ما لحق بهم من ضرر جسيم من افعاله الاجرامية والقبيحة .. بالاستثمار بالداخل وتشغيل الشباب العاطلين عن العمل أو القيام من فوره والاتصال بالوزيرة العظيمة في ضميرها والرائعة في مثابرتها الاستاذة حورية مشهور لمساعدتها في اطلاق الشباب الثائر المخفيين قصرا والمعتقلين قهرا بسبب من الرأي والمواقف السياسية ومعظمهم في سجون الحرس الجمهوري في سواد حزيز أو في السجون الخاصة لعمار وأخوه يحي في (بدرومات ) العمارات الجديدة داخل صنعاء وضواحيها , وهم الأعلم فقط أسالهم أيها الزعيم ولا تسألهم , و لنكن جميعا في مستوى مسؤولية وضمير حورية التي فضلت الأمانة على الوجاهة فكانت الوزير الانسان التي جاءت من الساحات فباهينا
بها وبشموخ قيمها وخلقها وسلوكها المقدام المسؤولين النيام من الحقراء و الأقزام , فهل فعلت ايها الزعيم فأرحت واسترحت؟