الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٩ مساءً

10 أسئلة سورية حيرت النظام

عبدالاله تقي
الخميس ، ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
تتكرر الكثير من المشاهد التي يصرح فيها عدد من مواليي الأنظمة العربية المستبدة بآراء أو ينشرون مواد صحفية تبرر وتشجع قتل الجنود لرواد الثورات العربية في سوريا اليوم كما فعلوا في اليمن وغيرها من قبل. هم يتهمون الغرب (وأهمهم اسرائيل وأمريكا) فقط بالوقوف وراء تلك الثورات التي كانت تناديهم لعقود بتطبيقات اصلاحات حقيقية وهم اغرب الذين دعموا تلك الأنظمة بكل ما أوتوا من امكانيات. الغريب في الأمر أن الكثير من مثل هؤلاء يحرفون تفسير تصريحاتهم بمجرد أن يكون ردك عليهم هو الدعاء لله بالانتقام من كل من يدعم ظالماً بالقول أو الفعل لقتل مسلم بريء. يقحم هؤلاء مجرد آرائهم المتعصبة في تقرير شرعية إيقاف النظام لحياة المئات والآلاف من الناس بكل بساطة وكأنهم لا يدركون مسئوليتهم الكبيرة دينياً وأخلاقياً تجاه الدماء الطاهرة التي تخرج عن شرايين حياة أطفال ونساء وشباب لا يعلمون هل سفكت دماء كلٍ منهم بالحق أم بالباطل، ولا يظهر على بعضهم التأثر إلا إذا سمعوا دعوة المظلومين عليهم وكأن آراءهم تلك التي ينشرونها حتى تصل القتلة ومعاونيهم ليست الا حقوقاً من باب حرية التعبير المتاحة لهم قانوناً وليس دينياً.

1- سؤال عام موجه لكل مؤمن بأن الثورات العربية هي من تخطيط ودعم غربي، لماذا دعمت الدول الأوروبية وأمريكا والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي والعالم المبادرة الخليجية في اليمن وطالبوا بتطبيقها في سوريا وهي المبادرة التي أوقفت تقدم الثورة اليمنية ضد النظام كما يصر أنصار الأنظمة؟ ولماذا أصر الغرب على تسمية الثورات بالأزمات؟ إذن، ولماذا نجحت خطط الغرب في تونس ومصر وفشلت في اليمن وسوريا؟ ثم ما هي نتائج الانجازات الوطنية أو القومية التي أنجزها حكام تلك الأنظمة وأزعجت الغرب؟ ولماذا يختار الغرب الاسلاميين بالذات لخدمة أهدافهم ضد الاسلام والمسلمين؟

2- يعمد الإرهابيون والمرتزقة الى اخفاء وجوههم ومعلوماتهم الشخصية عن كاميرات القنوات الاخبارية لعدم فضح شخصيتهم وتاريخهم «الإجرامي»، فلماذا يصر المئات منهم على إظهار وجوههم بل ان جميع المنضمين من الجيش يعرض بطاقته العسكرية على المشاهدين؟ (سل نفسك، كم إرهابياً سورياً عرضوا على الكاميرات منذ بداية الأحداث هناك؟)

3- في المقابل، كم شبيحاً أو أفراد مليشيا سوريين قبلوا بعرض وجوههم ومعلوماتهم على الكاميرات؟ (سل نفسك، هل رأيت وجه أيٍ منهم وكم تتذكر منهم؟(.

4- ما هو السبب في انشقاق آلاف الجنود والضباط السوريين وعشرات كبار المسئولين الحكوميين ومنهم رئيس الوزراء وانضمامهم لصفوف المعارضة؟

5- دأب النظام السوري على تسمية الثوار بالإرهابيين ونحن جميعاً تعلم أن هذا المصطلح يطلق على القاعدة أو المتشددين من منطلق ديني، فلماذا لم يسمهم بالمرتزقة أو العملاء أو الخونة إن كان فعلاً يؤمن أنهم مدعومون من الغرب؟

6- لو أصر النظام وأنصاره على تصنيف كل من شارك في المسيرات المعارضة تحت علم الثورة السورية في شوارع معظم المدن الرئيسة السورية "بالإرهابي"، فلماذا لم يحدث أن ضربت القوات السورية هذه التجمعات بالسلاح الثقيل ولم تتركز مجازر النظام الكبيرة بشكل مباشر عليها؟

7- بالمقابل، لماذا تركزت المجازر الجماعية المباشرة للنظام السوري على الاعتداءات على الأسر والنساء والأطفال داخل مساكنهم وعلى مجموعات المعتقلين المقيدة أيديهم وأرجلهم والذين تعرضوا للتعذيب؟

8- بلغ شهداء سوريا حتى أغسطس 2012 أكثر من 25 ألف شهيد يسميهم النظام «إرهابيين»، فهل معنى ذلك أن سوريا كانت تؤوي أكثر من 100 ألف إرهابي على أقل تقدير؟ وإذا كان كذلك، ألا يعني ذلك أن الأسد كذب على شعبه والعالم حين يقول أنه أرسى الأمن في بلاده في حين تحتضن بلاده أكثر مما تحتضنه بلاد بلا أمن مثل اليمن؟

9- لو كان الغرب يهتم كثيرا لنجاحه في سوريا بأي ثمن، فلماذا لم يدعم "رجاله" هناك بالأسلحة الثقيلة من البداية الى الآن؟ ولماذا يستمر "رجاله" في مهامهم "اللاوطنية" ماداموا يتعرضون للقتل بكثافة ودون أن يدعمهم الغرب بأي دعم حقيقي؟

10- كم سؤالاً من هذه وجدت له إجابات مقنعة ولا تقبل الدحض؟