السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

ديمقراطية الجامعة مقياس رئيسي في ديمقراطية الشعوب

عبدالحميد جريد
الثلاثاء ، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
تعتبر الجامعة هي الرافد الرئيس للتطور الديمقراطي في أي مجتمع من المجتمعات حيث وان الجامعة تضم فيها النخبة المثقفة والمرشدة للمجتمعات في أي حقل من الحقول وبما أن الجامعة اليمنية بعيدة عن ذلك كل البعد بسبب السيطرة الأمنية والعسكرية من قبل النظام السابق والذي أعطب الهدف الأساسي من الجامعة المتمثل ببناء المجتمعات وتطويرها في شتى المجالات .ومع أن الكثير من الأكاديميين في جامعة صنعاء لازالوا يناضلون ضد تلك السياسات القمعية العسكرية المقيتة التي عكرت وعطلت المسيرة التعليمية في الجامعة من خلال ما زرعت الإدارة السابقة من انقسامات داخل الهيئة الإدارية .ومن المعروف أن الديمقراطية في مفهومها تعتبر حكم الشعب نفسه بنفسه أي أن الشعب هو الذي يختار رئيسه بنفسه ويعتبر الرئيس مسئول أمام الشعب مباشرة يحق لهم أن يغيروه ويرفضوه إذا لم يحقق أهدافهم المنشودة وليس ببعيد ماحدث في ثورات الربيع العربي ومن ضمنها ثورة الشباب السلمية في اليمن والذي انطلقت من داخل قاعات جامعات صنعاء وكان في مقدمة صفوفها الكثير من أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء وهناك منهم من استشهد ومنهم من جرح ولازال الأمين العام لنقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعتي صنعاء وعمران أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الظاهري خير دليل على جرحى وشهداء الثورة الشبابية حيث لا زال يعاني من إصابته إلى اليوم وقد قدم هؤلاء أنفسهم رخيصة مع أبناءهم الشباب حبا لهذا الوطن والقضاء على النظام الاستبدادي والتحول إلى نظام ديمقراطي ينعم فيه الجميع بالمساواة والعدالة والحرية وبالرغم من كل هذا نلاحظ إن جامعة صنعاء اليوم لازال يحكمها عتاولة من النظام السابق لايفقهون في العمل الإداري الأكاديمي شي سوى السيطرة والأوامر العسكرية الذي جاءوا بها من معسكراتهم السابقة سواء كانت في الأمن السياسي أو في الأمن القومي الذي كان يعين من خلالها رئيس الجامعة حسب الخدمة الذي سيقدمها للافندم الكبير ولان( السيل قد بلغ الزبى ) ولما وصلت اليه حالة الجامعة من تدهور وتضخم في الفساد أراد الكثير من أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء أن يطبقوا حقهم الديمقراطي بداية من مؤسستهم الأم لكي يستطيعوا ان يعيدوا مهمة ورسالة الجامعة الرئيسية إليها بعدما انتزعت من قبل الإدارات العسكرية السابقة ( الغير كفؤة في المجال الأكاديمي )و ليس ببعيد عنكم ماحدث في يوم الخميس الماضي بتاريخ 20/9/2012م كانت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعتي صنعاء وعمران أقرت إجراء انتخابات رئيس الجامعة ونوابه اليوم الخميس في قاعة ياسر عرفات بجامعة صنعاء,لكن بلاطجه يقودهم رئيس الجامعة السابق الدكتور خالد طميم والقائم الحالي برئاستها الدكتور أحمد باسرده منعوا أعضاء هيئة التدريس من دخول قاعة انتخاب رئيس للجامعة في كلية التجارة. من خلال ذلك يرى كاتب السطور أن تكون جامعة صنعاء مؤسسة مستقلة بذاتها أي ان تطبق نظام اللامركزية تطبيقا صحيحا بعيدا عن التدخل المركزي في إداراتها ولذا يجب أن تحذف المادة رقم (19) من قانون التعليم العالي والتي تنص على تعيين رئيس الجامعة من قبل رئيس الجمهورية وتقديم مقترح يتضمن انتخاب رئيس الجامعة من قبل أعضاء هيئة التدريس. حيث يتجسد مبداء الديمقراطية الحقيقية أن يحكم الشعب نفسه بنفسه وهذا أن يحكم أعضاء هيئة التدريس أنفسهم بأنفسهم وهم الأجدر بتطبيق مبداء الديمقراطية كونهم نموذج وصفوة المجتمع.

كذلك يجب على ان ينتخب عمداء الكليات ورؤساء الأقسام انتخابا وليس تعيينا فالجامعات هي المؤسسة الذي ينبغي ان تكون الديمقراطية الحقيقية نظامها الأساسي في الهيكل الإداري حتى تكون مقياس رئيسي في ديمقراطية الشعوب .

وأخيرا ندعوا جميع الطلاب أن يقفوا بجانب أساتذتهم ويكون لسان حالهم يقول نحن واقفون صفا واحدا بجانب أساتذتنا أعضاء هيئة التدريس بالجامعات اليمنية حتى تحقق أهدافهم وتتوج بالانتخابات الحرة والنزيهة لقياداتهم الكفؤة والنزيهة . وفقهم الله وسدد على الخير خطاهم .