الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٠ مساءً

اليمنيين بين الارتهان للماضي البغيظ والتطلع نحو المستقبل المشرق

أنور معزب
الاثنين ، ٠٥ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
شتان بين الارتهان للماضي البغيظ والتطلع نحو المستقبل المشرق ذلك ان الارتهان للماضي البغيظ يقودنا دوما الى الصراعات والانقسامات والخلافات وبالتالي الى الفشل والتطلع نحو المستقبل المشرق يقودنا حتما الى الامن والاستقرار والتنمية وبالتالي الى النجاح ورغم ما يحمله الارتهان للماضي البغيظ من انعكاسات سلبية على الوطن والمواطن ومايحمله التطلع نحوالمستقبل من انعكاسات ايجابية للوطن والمواطن الا ان هناك اصرار عجيب لدى البعض ان يعيش الماضي بكل جراحه وآلامه واحزانه ذلك ان تفكيره مازال مرتبط بصراعات وخلافات وعقد الماضي القريب والبعيد وهذا هو حال اغلب اليمنيين بمختلف توجهاتهم الحزبية والقبيلة

الا ان الكارثة والمصيبة والطامة الكبرى هنا ان من يحملون على عاتقهم مشروع الارتهان للماضي البغيظ هم قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية حيث ان جميع الصراعات والانقسامات والخلافات التي تعيشها البلد ناتجه عن الممارسات الخاطئة والغير مسئولة من قبل قادة الاحزاب اذ ان العقليات والاسلوب في التفكير والممارسة للعمل السياسي التي يتبعها قادة الاحزاب السياسية لازال مرهون للماضي ولم يتطور اسلوبهم وتعاملهم في التعاطي مع جميع الاشكاليات والقضاياء التي تمر بالبلد ذلك ان الاشخاص الذين يقودون تلك الاحزاب هم الاشخاص انفسهم الذين يقودونها منذ تأسيسها وحتى اليوم والاشكالية هنا تكمن في ان أولئك القادة بينهم صراعات وخلافات شخصية منذ زمن وقد ادخلوا البلد في اتون صراعاتهم وخلافاتهم الشخصية وهو الامر الذي يتوجب على جميع اعضاء الاحزاب السياسية القيام بثوره داخل الاحزاب لتغيير قادة احزابهم الذين عفى عنهم الزمن وعقلياتهم انتهت صلاحيتها كما ان اسلوبهم العقيم والغبي في ممارسة العمل السياسي كان له الأثر الكبير في ارتهان اليمنيين للماضي البغيظ وعدم تطلعه نحو المستقبل المشرق

لعلنا جميعا سمعنا مرارا وتكررا مايردده رئيس الجمهورية على مسامعنا وفي اكثر من خطاب في ان عجلة التغيير قد مضت وليس باستطاعة احد ان يعيدها الى الوراء ومن يفكر في ذلك حسب قول الرئيس طبعا فهو واهم ولايعيش الواقع جميل جدا مايقوله فخامة الرئيس هادي لكن الاجمل من الاقوال طبعا هي الافعال فنحن يافخامة الرئيس قد شبعنا اقوال وملينا من الخطب الرنانة والحكم والتصفيق والرقص على رؤس الثعابين والفهولة السياسية التي لاتسمن ولاتغني من جوع وكل مانريده من الرئيس هادي هو ان يلمس المواطن اليمني ثمار التغيير في العدل والمساواة وفي التعليم والصحة والتمنية الاقتصادية وفي الاستثمار وتحسين معيشة المواطن اليمني وتخفيض الاسعار وزيادة المرتبات وخلق فرص العمل والقضاء على البطالة ذاك هو التغيير الذي ننشده جميعا وذاك هو التغيير الذي ضحى من اجله وفي سبيله اليمنيين بارواحهم ودمائهم وذاك هو التغييرالذي جعل منك رئيس جمهورية لذلك لانريد تغيير قوما بطاشين بقوما اشد بطشا ولانريد تغيير قوما جبارين بقوما اشد جبروتا فلاداعي للاستخفاف بعقول الشعب اليمني والضحك على الدقون يا فخامة الرئيس !!

من المعيب ان يظل اليمنيين مرتهنيين للماضي البغيظ الذي لم نجني منه سواء الدمار والخراب والصراعات والانقسامات والخلافات والفقر والجهل والتخلف والانحطاط والتدهور في شتى مجالات الحياة فمعظم اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر وحسب التقارير الدولية فان نسبة الفقر في اليمن 54.5% كما ان اليمن وحسب التقارير الدولية سجل أدنى نصيب للفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي، والذي بلغ 901 دولار، وبهذا تعتبر اليمن من اشد دول العالم فقرا !! ومعظم اليمنيين يعانون الجهل والتخلف وحسب التقارير الدولية فان نسبة الجهل والامية في اليمن قد وصلت الى 50% وبهذا تعتبر اليمن من اشد بلدان العالم تخلفا !! كما ان معظم اليمنيين يعانون البطالة وحسب التقارير الدولية فان نسبة البطالة بين الشباب قد وصلت الى 60% وبهذا تعتبر نسبة البطالة في اليمن من اعلى النسب على مستوى العالم وهكذا فاليمن تشهد تدهور وتخلف وتردي في شتى مجالات الحياة وكل يوم تنتقل اليمن من وضع سيئ الى اسوأ ولاادري ابعد كل هذا التدهور والتخلف والتردي والمؤشرات والنسب والارقام المهولة والمخيفة هل سوف نعي جميعا الخطر المحدق بنا وبالوطن اما اننا ياترى سوف نظل مرتهنيين للماضي البغيظ وكما هي عادتنا ونتجاهل الواقع رغم خطورته !؟

ان آفاق المستقبل رحبة وواعدة بالخير وعلى اليمنيين جميعا بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية والقبلية عدم الارتهان للماضي البغيظ وماخلفه من انقسامات وصراعات ودمار وخراب كما اننا جميعا مطالبون بنبذ ممارسات الماضي والتطلع نحو الغد المشرق واليمن الجديد الذي ننشده جميعا يمن الدولة المدنية الحديثة يمن العدل والمساوآه يمن النظام والقانون يمن النهضة الاقتصادية والعمرانية يمن الايمان والحكمة.