الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٢ صباحاً

اليمنيون أمام فرصة تأريخية

أنور معزب
الأحد ، ١١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
لم تتهيئ الظروف امام اليمنيون ولم تأتي لهم فرصة كالفرصة التاريخية التي يشهدها اليمن اليوم تلك الفرصة التأريخية سوف يكون لها الاثر والبعد الكبيرين في تطوير اليمن ونهظته وبالتالي سوف تنقل اليمن واليمنيون نقلة نوعية فريده الى الامام ان تلك الفرصة التي امام اليمنيون تتمثل في الحوار الوطني الشامل اذ تأتي اهمية هذا الحوار كونه سوف يجمع الفرقاء السياسيين والمتصارعين منذ زمن بعيد على طاولة واحده وهو مالم تشهده اليمن من قبل على الاطلاق كما تأتي اهمية هذا الحوار لانه سوف يناقش جميع القضاياء والمشاكل العالقة منذ زمن وسوف يعمل جاهدا للقضاء على اسبابها وبالتالي حلها حلا عادلا جذريا كما ان مخرجات هذا الحوار هي من سوف تحدد ملامح مستقبل اليمن الجديد ونحن بذلك يمكن ان نقيس اغتنام اليمنيون لهذه الفرصه التأريخة من عدمه من خلال نجاح الحوار الوطني من فشله

فهل سوف يدرك اليمنيون حقيقة ان الصراعات والانقسامات والخلافات والحروب لن تجنى سواء الدمار والخراب وبالتالي الجهل والتخلف والتدهور في شتى مجالات الحياة !؟ وهل سوف يدرك اليمنيون انهم قد عانوا كثيرا من الصراعات والحروب والانقسامات وقد امدت رقعتها ووصلت الي كل مدينة وقرية ووادي وسهل وجبل ولم تستثنى منطقة من المناطق اليمنية الا والحقت بها اشد الضرر؟ وما الواقع المتدهور والمتخلف الذي نعيشه اليوم الى نتيجة لتلك الصراعات والحروب فتلك هي النتيجة الطبيعية للحروب والصراعات حيث ان نتائجها وخيمة وكارثية على البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي


اليمن قد عانت الكثير والكثير من الصراعات والحروب والخلافات والانقسامات وقد خلفت تلك الصراعات اثار سلبية انعكست على حياة المواطن اليمني وامنه واستقراره وشملت آثارها السلبية كل مناحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولاادري اهو قدرنا نحن اليمنيون ان نظل مرتهنيين لصراعات وخلافات الماضي وبالتالي نستمر في واقع يسوده الصراع والانقسام وعدم الامن والاستقرار فما تلبث البلد ان تخرج من مصيبة الا وجاءت مصيبة اكبر منها وما تلبث البلد ان تخرج من حرب الا وجاءت حرب اشد من سابقتها وماتلبث البلد ان تتماثل للشفاء الا وعادت مره اخرى الى العناية المركزه وهاهي اليوم تلفظ انفاسها الاخيره وسوف تنتهي وتموت بالفعل اذا لم نعيرها اي اهتمام ولم نقوم بواجبنا تجاهها

اليمنيون اليوم امام فرصة تاريخية اكثر من اي وقت مضى وتلك الفرصة لن تتعوض واذا مااراد اليمنيون ان يتخلصوا من عقد الماضي وصراعاته وأحزانه وآلامه وان يتطلعوا الى المستقبل المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به جميعا ذلك المستقبل الذي ننتظره منذ زمن بعيد فماعلينا الا ان ننسى الماضي نتجاهل آلامه نترك صراعاته جانبا نمسح الماضي البغيظ من حياتنا تماما وان نمضي سويا يدا بيد نحو الغد المشرق والمستقبل المنشود فنحن كنا ومازلنا وسنظل ابناء وطنا واحد ودينا واحد
ان نتائج تدهور البلد وتخلفها مردود علينا وعلى مستقبل اجيالنا وانعكاساته السلبية سوف يكون وبال علينا وسوف يشملنا جميعا ولن يستثني فردا بعينه او حزبا بذاته واذا مانعم الوطن بالامن والاستقرار والرخاء والتقدم والازدهار فان مردوده واثره الايجابي سوف يشملنا جميعا ولن يستثني فردا بعينه او حزبا بذاته فنحن جميعا في سفينة واحده فاذا نجت نجينا جميعا واذا ماغرقت غرقنا جميعا

ان آفاق المستقبل رحبة وواعدة بالخير وعلى اليمنيين جميعا بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية والقبلية ان يغتنموا فرصة الحوار الوطني وان يكونوا شركاء فاعلين في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد ولن يتأتى ذلك الا بالتصالح والتسامح والمحبة وترك خلافات الماضي جانبا واذا ماعملنا على ذلك فسوف نصل وبكل تأكيد الى الغد المنشود والمستقبل المشرق الذي طالما حلمنا وتغنينا به جميعا

فهل سوف يأتي اليوم الذي يتحرر اليمنيون ويتخلصوا من عقد الماضي وصراعاته ؟ وهل سوف يعمل اليمنيون جاهدين على انجاح الحوار الوطني واغتنام هذه الفرصة التأريخية والمضي قدما نحو المستقبل وبالتالي نكون جميعا شركاء في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد ؟ اننا جميعا مطالبون بنبذ صراعات وخلافات الماضي والتطلع نحو الغد المشرق واليمن الجديد الذي ننشده جميعا يمن الدولة المدنية الحديثة يمن العدل والمساوآه يمن النظام والقانون يمن النهضة الاقتصادية والعمرانية يمن الايمان والحكمة ولن يتأتى ذلك الا باغتنام الفرصة التأريخية التي امامنا وهي انجاح الحوار والوطني .