الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً

الحوار الوطني (مايجب أن يكون)

عبدالحميد جريد
السبت ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
من المعروف أن الكل يترقب ويتابع بكل أهمية إلى ماستصل إليه اللجنة الفنية للحوار الوطني من شأن اليوم والتاريخ المحدد في إقناع كل الأطراف التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني المزعوم إجراءه في شهر ديسمبر من العام الجاري والمتابع لمجربات هذا الحوار قد يصاب بخيبة أمل وذلك بسبب رفض بعض الأطراف المشاركة في الحوار كما أن الكثير من أصحاب الرأي سواء في الجانب المحلي أو الإقليمي أو الدولي لازالوا في حيرة من أمرهم وكأن الأوراق قد اختلطت حتى يدلون بتحليلات تعالج هذا الجانب حيث وان البعض يرى بان الحوار سينجح في حل المشاكل اليمنية وذلك استنادا للموقف الإقليمي والدولي الداعم للحوار بينما يرى الآخرون أن الحوار سيفشل وذلك بسبب المشاكل المستعصية في اليمن ووجود بعض الأطراف التي تعيق من تحقيق هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح أما بالنسبة لرأي كاتب هذه السطور فيرى أن الحوار الوطني كان من الأفضل أن لايجري بالطريقة التي يجري عليها الآن حيث أن تلك الطريقة ركزت على الأطراف والجماعات التي لا يهمها استقرار اليمن وان همها الوحيد هو كيف أن تحقق أهدافها وتقديم مصالحها الشخصية حتى وان كانت على موت هذا الشعب المغلوب على أمره فالحوار الوطني كان من المفروض أن يعم كل أبناء المجتمع اليمني ليس بالطريقة الذي يقولونها بان الأطراف والنخب هي تمثل البقية وإنما بالتركيز على عمل مصالح خدمية وإنسانية يلمسها المواطن اليمني على ارض الواقع أن كان الأمر كذلك فالكل سيقتنع بالحوار الوطني ويتركون الانضمام إلى تلك الأطراف والجماعات والأشخاص التي تملك المال وتدره على المحتاجين ويستغلونهم في تخريب اليمن ويرى كاتب السطور لو ان حكومة الوفاق ورئيس الجمهورية ركزوا على جانب الضعفاء والمساكين والمستضعفين في اليمن لكان أغناهم عن حوار الجماعات القاتلة لليمن ولا تنسوا أن الفقر كافر قد يجعل الإنسان ينضم مع أي جماعة قد تؤمن له حياته المعيشية الذي سرعان مايتركها إذا رأى على الواقع اثر ملموس من قبل الدولة وما يؤكد ماقاله كاتب السطور هو ماجاء من الوحي الإلهي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما تجاهل الرسول ذلك الرجل الأعمى واهتم بدعوة كبارقريش حيث كان رسول الله يظن بان كبار قريش سيزيدون من عضده إن استجابوا لدعوته فجاء الوحي الإلهي معلما له ومرشدا له بان المستضعفين هم من سينصرونه وهم الأحق والأجدر أن يتحاور معاهم وجاءت الآية الكريمة مبينة ذلك الموقف قال تعالى ( عبس وتولى , أن جاءه الأعمى . ومايدريك لعله يزكى ) إلى آخر الآيات من خلال ذلك يرى كاتب السطور أن الحوار الوطني ماسيجني ثمار نجاحة إلا عن طريق المواطنين اليمنيين والمستضعفين في الأرض وليس عن طريق النخب السياسية والاجتماعية والقبلية وأصحاب النفوس المريضة وهو هذا ما يجب أن يكون عليه الحوار الوطني .. جنب الله اليمن كل مكروه.