الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٦ مساءً

الليبراثيون

جبر الضبياني
الجمعة ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٥٠ مساءً
ظهر في الساحة اليمنية مكون جديد ترسخ في ظل الثورة المباركة من خلال ثمة اشخاص كانوا يتحدثون عن المدنية والحرية والكرامة فما لبثوا مدة من الزمن حتى كشفهم الواقع بزيفهم وظهروا على حقيقتهم فأصحاب هذا التوجه اختلف الكثير في تسمياته فالبعض اطلق عليه الحوثيون الجدد وآخرون اطلقوا عليه مسميات اخرى فالأهم في الامر ان هذا المكون تناقض مع نفسه في كثير من الامور فتراهم يكتسون الليبرالية حينما يشنون هجوما على الاحزاب ذو التوجه الاسلامي وفي نفس الوقت تراهم في خندق الرجعية الامامية ويدافعون عنها دفاعا مستميتا فهم يلهثون وراء مصالحهم الضيقة التي تلبي رغباتهم ونزواتهم فلامبدأ لهم ولايوجد اتجاه محدد لديهم مذبذبين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء فالعجيب في الامر ان اصحاب هذا المكون الهش من النخبة وليسوا من الناس العامية فهذه هي الكارثة بعينها حينما ترى نخبويون يتلونون كما الحرباء في مواقفهم وآرائهم فهؤلاء يدعون الى التعايش بين الانسانية وفي نفس الوقت يصرخون بالموت في وجوه من يتشدقون بالتعايش معهم ، يطالبون بدولة مدنية حديثة ويحتفلون بعيد الغدير (الولاية) ،يصوبون سهامهم ضد المتدينين من خندق الرجعية السلالية فكلام الليل يمحوه النهار في برنامجهم فأصبحوا يتخبطون ويتيهون في بحر الضياع وفقدوا توازنهم بعد ان اتبعوا اهوائهم ولم ينخرطوا بالواقع المعايش ، فلاهم اتجهوا نحو العلمانية وركزوا عليها ولاهم انخرطوا انخراطا كاملا مع الحركة الحوثية فالتشتت والضياع مصيرهم اذا لم يفيقوا من سباتهم ويعودوا الى صوابهم والمشاركة الفاعلة مع بقية المكونات اليمنية في بناء اليمن الجديد وانشاء دولة مدنية حديثة تكفل الحرية والمساواة وبعيدة عن كل المصالح الضيقة والمشاريع الضيقة فأفيقوا من سباتكم احبتي قبل ان يفوتكم القطار ...